عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

نقص الكوادر التعليمية.. ارتباك بالمدارس الخاصة ومخاوف لأولياء الأمور

أبوظبي:ميرة الراشدي

تلعب الكوادر التربوية دوراً أساسياً في تحديد جودة العملية التعليمية ونجاح الطلاب، لذا تؤدي مشكلة نقص هذه الكوادر في المدارس الخاصة إلى ارتباك واسع بين أولياء الأمور والمعنيين في القطاع التعليمي، الأمر الذي يؤثر سلباً في الطلاب والعملية التعليمية.
«الخليج» التقت من خلال هذا التحقيق مع عدد من مديري المدارس الخاصة بأبوظبي، للوقوف على أبعاد تلك المشكلة ومعرفة أسباب هذا النقص والإجراءات التي يتم اتّباعها لتعيين المعلمين سنوياً.
أكد عدد من إدارات المدارس وجود نقص في معلمي بعض المواد الأساسية منذ بداية العام، موضحين أنهم رفعوا إلى طلبات باحتياجاتهم من المعلمين قبل انطلاقة العام الدراسي الجاري، لكن لا تزال تنتظر تعيين المعلمين والمعلمات الجدد.
وأرجعوا هذا النقص إلى عدة عوامل، أبرزها تأخير تعيين المعلمين الجدد، إضافة لمتطلبات التوظيف الصارمة، مثل اجتياز اختبار «آيلتس» بدرجة معينة، مما يصعب على العديد تلبية هذه الشروط، كما أن الرواتب المنخفضة في القطاع الخاص وعدم توفر حوافز كافية تجعل من الصعب جذب الكفاءات المتميزة، مما يدفع بعض المعلمين للبحث عن فرص عمل أفضل في مدارس أخرى.
تزايد الاستقالات
أوضح مديرو مدارس، أن أزمة نقص المعلمين تفاقمت بسبب تزايد حالات الاستقالات وإنهاء الخدمات في القطاع التعليمي خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى عدم استجابة الجهات المعنية لتوفير تعيينات كافية لتعويض هذا النقص، ونتيجة لذلك، باتت عدد من المدارس الخاصة، تعاني غياب المعلمين، خصوصاً في مواد أساسية مثل العلوم واللغة الإنجليزية والفيزياء.
وأشارت إدارات بعض المدارس إلى أنها اضطرت للاعتماد على معلمين غير دائمين كحلول مؤقتة لسد هذه الفجوة، مما يؤثرفي جودة التعليم المقدم للطلاب، وتطالب المدارس الجهات المختصة بسرعة التدخل لتوفير الكوادر اللازمة وضمان استمرارية العملية التعليمية بدون انقطاع.
امتحان الآيلتس
قال إبراهيم يحيى نجمه، مدير إحدى المدارس الخاصة، إن هناك نقصاً كبيراً في عدد المعلمين بالمدارس الخاصة، لاشتراطات امتحان «آيلتس»، حيث يُشترط أن تكون نتيجة الامتحان 7 على الأقل، وهذا الشرط يصعّب الأمر على الكثير من المعلمين الذين لا يستطيعون تحقيق هذه النتيجة.
كما لفت إلى أن الرواتب في المدارس الخاصة ضعيفة جداً، مما يجعل من الصعب جذب المعلمين ذوي الخبرة، وبما أن المدارس تطلب معلمين لديهم خبرة مسبقة، فإن ذلك يؤثر سلباً في الخريجين الجدد الذين يرغبون في اكتساب الخبرة والانطلاق في حياتهم المهنية.
ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في هذه الشروط لتحسين جودة التعليم وتوفير فرص أفضل للخريجين الجدد وكذلك المعلمين الحاليين.
سياسة التوظيف
أوضحت أماني مصطفى النجار، مديرة مدرسة خاصة، أن سياسة التوظيف للمعلمين بالقطاع الخاص، أصبحت صعبة جداً، وأن تعيين المعلمين الجدد يتم وفق الشواغر المتاحة للعام الدراسي الجديد.
وأشارت إلى أن بعض المعلمين يقدمون استقالاتهم بعد اكتسابهم الخبرة الكافية، بحثاً عن فرص عمل برواتب أعلى في مدارس أخرى، لافتة إلى أن نحو 18 معلماً ومعلمة بمدرستها تقدموا باستقالاتهم، بعضها كان نتيجة طبيعية لتقييم المدرسة المستمر لأداء المعلمين ومستوى تدريسهم، وأن هناك فجوة تحدث أحياناً بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور نتيجة عدم التزام بعض المعلمين بخطط المدرسة، مما يدفع الإدارة إلى قبول استقالاتهم.
ولفتت إلى أن المدرسة تواجه تحديات في العثور على معلمين لبعض المواد الأساسية، مثل اللغة الإنجليزية، وعلوم الكمبيوتر والمعلومات، وبالأخص الفيزياء، حيث قامت بنشر 200 رابط توظيف عبر الإنترنت، لكنها لم تتلقَّ ردوداً كافية حتى الآن.
وأشارت إلى أن سياسات التوظيف في القطاع الخاص أصبحت أكثر صعوبة بسبب متطلبات اجتياز امتحان «آيلتس» للغة الإنجليزية، حيث إن بعض المعلمين يواجهون صعوبة في تحقيق النسبة المطلوبة، بينما يطالب آخرون برواتب أعلى من 6 آلاف درهم بعد تحقيق النسبة.
تعيين المعلمين
قال تامر محمود العربي، مدير إحدى المدارس الخاصة، إن إدارة المدرسة تبدأ في تعيين المعلمين الجدد اعتباراً من شهر يونيو من كل عام، وذلك لمواجهة الاستقالات التي ترد غالباً في نهاية شهر مايو، حيث يتم تقديم معظم استقالات المعلمين في 31 مايو، مما يتيح للإدارة تحديد الشواغر المطلوبة للعام الدراسي الجديد.
وأوضح أن المدرسة قامت هذا العام بتعيين 12 معلماً جديداً في تخصصات الرياضيات، العلوم، اللغة العربية، التربية الإسلامية، ورياض الأطفال، وأن دوام المعلمين قد بدأ يوم 19 أغسطس الماضي، وذلك بناءً على تعليمات وزارة التربية والتعليم، ومع ذلك، تعاني بعض المدارس نقصاً في الكوادر التعليمية بسبب تقديم بعض المعلمين استقالاتهم في نهاية العام الدراسي، أو حتى خلال فترة الإجازة الصيفية، حيث قد يتلقون عروضاً وظيفية أفضل أو ينتقلون إلى إمارة أخرى، مما يسبب عدم استقرار في المدارس خلال الفترة الأولى من العام الدراسي.
كما أكد أن الحصول على الموافقة من دائرة التعليم والمعرفة لتعيين المعلمين الجدد، يتطلب وقتاً وإجراءات معينة، إضافة لضرورة توفر شروط محددة للمعلمين، مثل اجتياز اختبار «آيلتس»، وهذه العوامل تسهم في تعقيد عملية التوظيف وتزيد من التحديات التي تواجهها الإدارة ورغم هذه الصعوبات.
إجازة الصيف
قال نبيل يوسف أبوجراد، مدير مدرسة خاصة، إن المدرسة تواجه صعوبات في تعيين معلمين جدد خلال إجازة الصيف، نظراً لأن جميع العاملين يكونون في إجازة، وأوضح أن إدارة المدرسة تبدأ البحث عن معلمين جدد في الأسبوع الأول قبل بدء دوام الطلاب، مما يضطرها التعاقد مع معلمين ذوي كفاءة أقل بسبب ضيق الوقت.
وأشار إلى أن هذا الوضع تسبب في استقالة 7 معلمين متميزين هذا العام، مما أثار قلقاً كبيراً في المدرسة، وأن المعلمين الذين غادروا كانوا يحصلون على رواتب منخفضة تبلغ 6,000 درهم، وانتقلوا إلى مدارس أكاديمية أخرى تقدم رواتب أفضل بكثير.
وأكد أن أرباح المدارس العربية الخاصة قليلة بسبب رسومها المنخفضة، مما يجعل من الصعب عليها تقديم رواتب تنافسية لجذب المعلمين المتميزين، وهذا يعكس بشكل متكامل التحديات المالية التي تواجه المدارس العربية الخاصة، سواء من حيث الأرباح أو رسوم الطلاب.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا