لقد كان أسبوعاً استثنائياً للسياسة الأميركية، فبعد يومين محبطين للغاية بالنسبة لأولئك الذين أمضوا، مثلي، ساعات على الهاتف، في محاولة لإقناع أفراد من الشعب الأميركي بالتصويت للمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، وليس للمرشح الجمهوري آنذاك، دونالد ترامب، استوعبت أخيراً ما قاله لي الناخبون مراراً وتكراراً لماذا صوت الكثيرون لمصلحة ترامب.
وكان أول نوع من الناخبين الذين قابلتهم في الحملة الهاتفية الخاصة بهاريس، هو الذي يركز على الاقتصاد. ومن الصعب علينا أن ندرك على هذا الجانب من «الأطلسي» أن معدلات النمو المرتفعة والبطالة المنخفضة في الولايات المتحدة، لن ينظر إليهما الناخب الأميركي بشكل إيجابي.
لكن اكتشفت في محادثاتي أن حملة ترامب، كانت فعالة للغاية في مواجهة هذه القصة. ربما ترتفع الأجور على جميع المستويات، ولكن التضخم اليومي كان أكثر وضوحاً للناخبين.
وتحدثت في كثير من الأحيان إلى أصحاب الأعمال الصغيرة الذين كانوا يتحدثون عن سعر الغاز أو الخبز، ما يجعل أي محاولة لتفسير ارتفاع الأسعار بفعل الضغوط العالمية المسؤولة عن ذلك، غير فعالة. وبدأ الديمقراطيون يضربون على وتر رفع متوسط الأجور، وخفض البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية، لكن بدا أن الناس يصدقون ترامب أكثر مما يصدقون هاريس وتيم والز. لم يكن أمام الديمقراطيين طريقة أخرى لمواجهة ذلك، خصوصاً في حملة استمرت بالكاد 100 يوم.
وكانت المجموعة التالية من الناخبين تركز بشدة على هاريس كمرشحة. وتحدث العديد من الناخبين عن مدى إعجابهم بها، لكن كان هناك الكثير من الآخرين الذين قالوا لي مرات عدة إن هاريس كانت «شيوعية»، و«غير مدركة»، وأنها «ألقت رجالاً سوداً في السجن».
وظهرت أيضاً إخفاقاتها المزعومة في مجال أمن الحدود، لكن الانتقادات جاءت بشكل أساسي من «فم» حملة ترامب. لقد تحدث البعض عن موقف هاريس الصارم من الجريمة، بصفتها المدعية العامة لمنطقة سان فرانسيسكو. وأخبرني آخرون، من أصل لاتيني، في كثير من الأحيان، أنها كانت متساهلة في التعامل مع القانون والنظام.
ومن اللافت للنظر، أن حملة ترامب نجحت في وصف هاريس بأنها «شيوعية متساهلة في التعامل مع القانون والنظام»، وفي الوقت نفسه شديدة القسوة في التعامل مع الجريمة.
وبالنسبة للكثيرين، كانت نائبة رئيس غير فعّالة، وواحدة من أولئك الذين وضعوا أيديهم على إدارة بايدن. وقد احتفظ الناخبون بهذه الحقائق في رؤوسهم في آن واحد، ولن يقتنعوا بخلاف ذلك.
لقد بدأت في الاتصال بالناخبين قبل خمسة أسابيع من ترشيحها، خصوصاً في ذلك الوقت، وقال العديد من الناخبين إنهم لا يعرفون من هي هاريس أو ما الذي تمثله. ويقال إن عملية الانتخابات التمهيدية المفتوحة كانت من الممكن أن تمنح هاريس الفرصة لفصل نفسها عن الرئيس جو بايدن، ولكن لم يشر أي شخص تحدثت إليه إلى أنهم كانوا يفضلون مرشحاً مختلفاً.
ولكن النوع لعب دوراً مهماً، فأخبرني الناخبون مراراً وتكراراً، وكثير منهم من النساء، أنهم ببساطة يعتقدون أن «أميركا ليست مستعدة لتتولى امرأة رئاسة البلاد». وقال الناس إنهم لا يستطيعون رؤيتها في «الكرسي»، وسألوني عما إذا كنت أعتقد أنا شخصياً أن امرأة يمكنها إدارة البلاد.
وأخبرتني إحدى النساء، بشكل لا أنساه، أنها لا تستطيع التصويت لهاريس، لأنها لا ترى نساء يبنين ناطحات سحاب. وفي بعض الأحيان، كان هؤلاء الأشخاص مقتنعين بآرائهم، ولكنهم في معظم الأحيان يجعلون ذلك خطاً أحمر. ويبدأ العديد من المحادثات بمناقشات إيجابية حول السياسة، ثم تنتهي بهاريس وجنسها، وهذه حقيقة غير عادية وغير مريحة.
بعد كل هذه المحادثات، أعتقد أن السبب الرئيس وراء خسارة هاريس ونائبها المفترض، تيم والز، بسيط: ترامب في النهاية، كان ببساطة أكثر جاذبية مرة أخرى. وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتكبها، وعلى الرغم من آرائه بشأن النساء، وعلى الرغم من كراهيته للديمقراطية وتمرده، فإن الناخبين لم يبالوا بما فعل.
ولأسباب، أنا متأكد من أنها ستتم دراستها لعقود من الزمان، عندما يتحدث، يستمع الناس إليه. وعندما يتحدث، يصدقه الناس. وبعد كل هذه الدعوات، يمكنني أن أشعر بالصدمة إزاء هذه النتيجة، ولكنني لست مندهشاً على الإطلاق. أوليفر هول صحافي ومقدم «بودكاست» عن «الغارديان»
• بدأ الديمقراطيون يضربون على وتر رفع متوسط الأجور، وخفض البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية، لكن بدا أن الناس يصدقون ترامب أكثر.
• من الصعب أن ندرك أن معدلات النمو المرتفعة والبطالة المنخفضة في الولايات المتحدة، لن ينظر إليهما الناخب الأميركي بشكل إيجابي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.