تزايدت المخاوف من احتمال قيام رئيس الأرجنتين اليميني، خافير ميلي، بإعلان انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ.
وخلال بداية الأسبوع الجاري، تلقّى المفاوضون التابعون لحكومة ميلي أوامر بمغادرة قمة المناخ «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو، بعد ثلاثة أيام فقط على بدايتها. وعلمت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن ميلي يفكر في إعلان انسحاب رسمي من اتفاقية المناخ، وأن هذا القرار سيتخذه الرئيس الأرجنتيني بعد اجتماع رسمي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأصبح ميلي، وهو من أبرز (المنكرين) لعلم المناخ، أول زعيم في العالم يلتقي مع ترامب بعد انتخابه، في مقر إقامته في منتجع (مار إيه لاغو)، في فلوريدا، حيث أخذ الرئيس الأرجنتيني، الصور مع الرئيس المنتخب ترامب، والملياردير، إيلون ماسك، والسياسي روبرت إف كينيدي جونيور، قبل أن يلقي خطاباً مقتضباً وحماسياً. وحضر ميلي يوم الجمعة الماضي، مؤتمراً للمستثمرين قام بتنظيمه «مؤتمر العمل السياسي المحافظ» في مقر إقامة ترامب في «بالم بيتش».
كذبة اشتراكية
وصف ميلي، سابقاً أزمة المناخ بأنها «كذبة اشتراكية»، وتعهد بسحب الأرجنتين من اتفاقية باريس للمناخ، خلال حملته الانتخابية، العام الماضي، لكنه تراجع عن ذلك لاحقاً.
وتعهد ترامب، حالياً بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ، للمرة الثانية، بعد أن انسحب عام 2016، حيث لم تتبعه أي دولة أخرى.
ومن المتوقع أن يبدأ ترامب، بسحب الولايات المتحدة، مرة أخرى من الاتفاقية حالما يتم تنصيبه في البيت الأبيض، باعتباره رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير المقبل. ويدفع حلفاؤه باتجاه خروج أكثر ديمومة للولايات المتحدة من اتفاق باريس، وربما حتى من إطار الأمم المتحدة الأساسي للمناخ.
وقال رئيس تحالف الطاقة الأميركية المحافظة، توم بايل: «الرئيس ترامب يستطيع بالتأكيد الإعلان عن نيته سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس، ولكن عليه أن يتخذ خطوة أخرى حيث يقدم الاتفاقية لمجلس الشيوخ، وهو الأمر الذي كان ينبغي أن يحدث في المرة الأولى».
وأضاف: «لندع مجلس الشيوخ يقرر مرة وإلى الأبد، ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تكون طرفاً في اتفاقية باريس أم لا».
وقال وزير الخارجية الأرجنتيني، جيراردو فيرثين، لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن: «بلاده تقوم بتقييم استراتيجيتنا حول جميع القضايا المتعلقة بتغير المناخ».
معارضة محلية
وقال المراقبون إن مغادرة الأرجنتين المحتملة لاتفاق باريس للمناخ، ستواجه معارضة قوية على الصعيد المحلي. وأضاف مدير منظمة «المبادرة المشتركة» الفكرية، أوسكار سوريا: «سياسة الرئيس ميلي المتعلقة بالمناخ مدفوعة بانحيازه الإيديولوجي، وتتعارض مع العلم والقانون الدولي. كما أن إطاره المناهض لأجندة 2030، والذي تغذيه المعلومات المضللة والعقيدة المتطرفة، يُشكل مزيجاً خطيراً يؤثر بالفعل في رفاهية الأرجنتينيين، وسيستمر في التأثير».
وتابع سوريا: «ثمة مخاوف متصاعدة حول مسؤولية مغادرة الأرجنتين لاتفاق باريس. لكن مثل هذه الخطوة لن يكون تنفيذها سهلاً. ولن يستطيع ميلي الانسحاب من اتفاق باريس (بجرة قلم)، إذ إنه سيحتاج إلى موافقة برلمان الأرجنتين للقيام بذلك. وقد صادقت الأرجنتين على اتفاقية باريس عام 2016، كما أن جميع المعاهدات الدولية التي صادقت عليها البلاد تتمتع بوضع دستوري».
وقال سوريا: «من المتوقع لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع الرئيس ميلي في العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، قبيل اجتماع لمجموعة الـ20 في البرازيل، وسط توترات بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب أميركا بشأن اتفاقية تجارة محتملة بين الاتحاد الأوروبي، وكتلة (ميركسور) للسوق المشتركة في أميركا الجنوبية».
وسيستمر العمل المناخي العالمي، سواء بوجود الأرجنتين أو من دونها. وثبتت صحة ذلك في حالة الولايات المتحدة، عندما قرر الرئيس ترامب الانسحاب من قمة اتفاقية باريس. وقام العديد من القادة اليمينيين المتطرفين بالتقليل من قيمة اتفاقية باريس من قبل. ويبدو أن هذه المجموعة من القادة مقدر لها أن تفعل الأمر ذاته. عن «الغارديان»
• ميلي تعهد بسحب الأرجنتين من اتفاقية باريس للمناخ، خلال حملته الانتخابية العام الماضي، لكنه تراجع عن ذلك لاحقاً.
• لن يستطيع ميلي الانسحاب من اتفاق باريس «بجرة قلم»، إذ إنه سيحتاج إلى موافقة البرلمان للقيام بذلك.
• الأرجنتين صادقت على اتفاقية باريس عام 2016، وجميع المعاهدات الدولية التي صادقت عليها تتمتع بوضع دستوري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.