الشارقة: «الخليج»

في خطوة استراتيجية تعزز مكانتها كواحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في المنطقة، تطرح كلية العلوم الصحية في جامعة الشارقة ثلاثة برامج أكاديمية جديدة في مجال الرعاية الصحية، وهي دكتوراه الفلسفة في العلاج الطبيعي، وماجستير الصحة العامة، وبكالوريوس العلوم في علم السمع وأمراض النطق واللغة، وتستهدف هذه البرامج إعداد كوادر متميزة من الخريجين والخريجات للإسهام في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية محلياً وإقليمياً.
أكد الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير الجامعة، أن طرح مثل هذه البرامج الأكاديمية الجديدة يأتي تجسيداً لرؤية الجامعة الاستراتيجية في سد الفجوات المعرفية وتلبية احتياجات المجتمع المتزايدة للكوادر المتخصصة في مجال الرعاية الصحية على المستوى الوطني، ودعم التعليم المتقدم وتعزيز البحث العلمي في هذا القطاع الحيوي، وخاصة مع تزايد التحديات الصحية العالمية التي شهدها العالم مؤخراً.
وأكد أن الجامعة طبقاً لخطتها الاستراتيجية الحالية تعمل على تأهيل كوادر وطنية وجيل من الباحثين المتخصصين والقادرين على الإسهام في التنمية الشاملة للدولة وقيادة البحث العلمي وتقديم حلول مبتكرة في مجال الصحة العامة والرعاية الصحية، وتمكينهم من الإسهام بشكل فعال في تحسين النظام الصحي من خلال تبني الممارسات القائمة على الأدلة العلمية.
مجتمعات أكثر صحة
أشار الدكتور قتيبة حميد، نائب مدير جامعة الشارقة لشؤون الكليات الطبية وعميد كلية الطب، إلى أن البرامج الجديدة تهدف إلى تعزيز قدرة العاملين في المجال الصحي على إدارة التحديات الصحية المعاصرة، مثل الأمراض المزمنة والأوبئة، وتطوير أنظمة الرعاية الصحية المستدامة، كما تساعد الخريجين على تقديم حلول فعالة ومبتكرة تعزز جودة الخدمات الصحية وتضمن وصولها لكافة أفراد المجتمع، ولفت إلى أن هذه البرامج تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، من خلال تأهيل كوادر قادرة على تقديم خدمات صحية شاملة ومستدامة، كما تسهم هذه البرامج في بناء مجتمعات أكثر صحة واستقراراً.
تقنيات المحاكاة
أكد الدكتور محمد علم الدين، عميد كلية العلوم الصحية، أن البرامج الثلاثة التي تطرحها الكلية هي ترجمة واضحة لاستراتيجية ورؤية الجامعة بشكل عام والكلية بشكل خاص، والتي تتجسد في رفد المجتمع بجيل من العلماء والباحثين والمتخصصين في المجالات التي تواكب متطلبات المجتمع وقطاع الرعاية الصحية بشكل خاص، وأضاف العميد أن كلية العلوم الصحية مجهزة بمرافق بحثية متقدمة، ومختبرات مزودة بأنظمة تحليل حركة ثلاثية الأبعاد، وأجهزة تقييم التوازن، ومعدات التأهيل العصبي، ومرافق بحثية أخرى تتبنى التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات المحاكاة لتحسين تجربة التعلم وتعزيز جودة التعليم، وبهذه المرافق يحصل منتسبو هذه البرنامج على تجربة تعليمية متميزة تجمع بين الدراسة النظرية والتعلم التجريبي التطبيقي.
نقلة نوعية
كشف الدكتور إبراهيم مصطفى أبو عامر، رئيس قسم العلاج الطبيعي في الكلية، أن برنامج دكتوراه الفلسفة في العلاج الطبيعي سيمكّن منتسبيه من إجراء أبحاث متقدمة باستخدام أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل الحركة، مما يسهم في تطوير ممارسات العلاج الطبيعي وحل التحديات الصحية المعاصرة، وأضاف أن البرنامج نقلة نوعية في التعليم الأكاديمي للعلاج الطبيعي في الدولة، حيث يُعد الوحيد من نوعه في الدولة.
وأوضح أن البرنامج يمتد على مدى أربع سنوات، ويشمل 54 ساعة معتمدة موزعة بين مقررات إجبارية واختيارية وأطروحة الدكتوراه، وتغطي المقررات موضوعات متقدمة تشمل منهجية البحث، والذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية، وعلوم العلاج الطبيعي المختلفة، ويركز على إجراء بحوث تُسهم في حل تحديات الرعاية الصحية باستخدام تقنيات، مثل تحليل الحركة وأنظمة الذكاء الاصطناعي، ويتضمن أطروحة دكتوراه مبنية على أبحاث تعكس قضايا وتحديات واقعية داخل المجتمع.
آفاق جديدة
فيما يتعلق ببرنامج ماجستير الصحة العامة، أشارت الدكتورة هبة حجازي، رئيس قسم إدارة الرعاية الصحية، إلى أن البرنامج يسعى إلى تأهيل طلبة متميزين في مجالات القيادة الصحية وإدارة الأزمات. وأضافت أن التركيز على الجانب البحثي وتطوير الحلول المبتكرة سيمكّن الخريجين من أداء أدوار قيادية في مختلف القطاعات الصحية، والإسهام في بناء القدرات البحثية للطلبة مما يفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتطوير المهني والأكاديمي، كما تمكنهم من إجراء أبحاث رصينة تستند إلى أدلة علمية محكمة، مما يسهم في تحسين الممارسات الصحية وتقديم حلول مبتكرة لتعزيز الرعاية الصحية، بالإضافة إلى التعاون مع صناع السياسات والإسهام في تصميم برامج صحية ووقائية ملائمة للمجتمع، وموجهة نحو الفئات السكانية المحددة.
طلب متزايد
تعقيبا على طرح برنامج بكالوريوس العلوم في علم السمع وأمراض النطق واللغة، أوضح الدكتور محمد إياس، أستاذ مساعد في كلية العلوم الصحية، أن دولة الإمارات تشهد زيادة كبيرة في الطلب على مهنة اختصاصي السمع وأمراض النطق واللغة، وبذلك تسعى الكلية من خلال طرح هذا البرنامج إلى تزويد القطاع الصحي في الدولة بمنظومة من المتخصصين المزودين بالمهارات السريرية المتقدمة التي تلبي المعايير المهنية الدولية ضمن أعلى مستوى، ولديهم القدرة على تلبية احتياجات المجتمع الإماراتي في هذا التخصص.
وأضاف أن البرنامج يوفر للطلبة المهارات والمعرفة اللازمة للتفوق في مجالاتهم المهنية مستقبلا، حيث يهدف إلى إعداد خريجين قادرين على تشخيص وعلاج اضطرابات السمع والنطق، مع التركيز على تقديم رعاية صحية متميزة ومبنية على الأدلة العلمية، بما يسهم في تحسين جودة حياة الأفراد.
هدف ورؤية
أوضحت الدكتورة باسمة الصديق، مديرة مركز التميز للصحة العامة بالجامعة، أن الوقاية وتعزيز رفاهية المجتمع ككل وإدارة المخاطر الصحية أصبح ضرورة ملحة في الوقت الحالي، وأضافت أن الاهتمام بالصحة العامة لأفراد المجتمع أصبح هدفاً ورؤية عالمية للحكومات، وأكدت أن برامج كلية العلوم الصحية في مجملها تعالج القضايا الصحية على نطاق واسع وتبادر بالوقاية والعلاج قبل حدوث المرض، وذلك من خلال الترويج للأنشطة والفعاليات وأسلوب حياة يمنع أو يقلل حدوث المرض، مما يسهم في جودة الخدمات الصحية والتصدي للتحديات الصحية المعاصرة، وبالتالي تحسين جودة حياة الفرد والمجتمع.
فرصة مميزة
عبّر عدد من الخريجين عن تطلعاتهم للانضمام إلى برامج الدراسات العليا التي تطرحها الكلية، حيث أشادت الخريجة جنان كايد بفرصة تطوير مهاراتها في مجال الصحة العامة، كما أكد الخريج إبراهيم الأميري، أن برامج الدراسات العليا في الكلية تركز على تنمية المهارات القيادية والتواصل، مما يدعم فرص التطور المهني والإسهام في تحسين جودة الخدمات الصحية، كما تتيح البرامج المطروحة المزيد من الفرص للعمل في مجموعة متنوعة من الأدوار القيادية في القطاعات الصحية، سواء في المستشفيات، أو المؤسسات الصحية الحكومية، أو المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الصحة العامة.
في خطوة استراتيجية تعزز مكانتها كواحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في المنطقة، تطرح كلية العلوم الصحية في جامعة الشارقة ثلاثة برامج أكاديمية جديدة في مجال الرعاية الصحية، وهي دكتوراه الفلسفة في العلاج الطبيعي، وماجستير الصحة العامة، وبكالوريوس العلوم في علم السمع وأمراض النطق واللغة، وتستهدف هذه البرامج إعداد كوادر متميزة من الخريجين والخريجات للإسهام في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية محلياً وإقليمياً.