عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

انخفاض معدلات الزواج بالصين يؤثر سلباً في تجارة الألماس العالمية

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

لا تتضمن تقاليد الزفاف والخطوبة في تقديم خواتم للعرائس، لكن في الصين الحديثة تتوقع النساء خاتماً كبيراً من الألماس يقدمه الخاطب، غير أن المخاطر حالياً أصبحت عالية، فقد أصبح الأمر «إما أن تقدم عرضاً كبيراً أو تعود إلى منزلك»، عندما يتعلق الأمر بطلبات الزواج وحفلات الزفاف وخاتم الخطوبة.

ومن المعروف أن النساء الصينيات يرفضن الزواج إذا كانت ألماسة الخاتم المقدم لهن صغيرة جداً، وفي الأجيال الأصغر سناً تريد النساء خواتم خطوبة باهظة الثمن تحتوي على ماسة لا تقل عن قيراط واحد.

ويضع العريس والعروس خاتمين في يدين متقابلتين، حيث ترتدي العروس الخاتم في يدها اليمنى، فيما يرتدي العريس الخاتم في يده اليسرى.

الثقافة الغربية

يعد تأثير الثقافة الغربية عاملاً مهماً وراء هذا التحول، فمع صعود العولمة أصبح الأزواج الصينيون أكثر تعرضاً لعادات الزفاف الغربية، بما في ذلك بروز خواتم الخطوبة الألماسية، ويتزايد الطلب على خواتم الخطوبة الألماسية الكبيرة، مدفوعاً بالرغبة في إظهار حب الشخص والتزامه بطريقة رائعة.

ويمتد هذا التأثير الغربي إلى ما هو أبعد من خواتم الخطوبة، ليصل إلى خواتم الزفاف أيضاً، في حين لم تكن الأجيال الأكبر سناً في الصين ترتدي خواتم الزفاف تقليدياً، مفضلة رموزاً أخرى للزواج مثل تبادل الهدايا أو ملابس الزفاف المحددة.

لكن تلك الممارسة أصبحت أكثر شيوعاً بين الأزواج الأصغر سناً، خصوصاً في المناطق الحضرية.

واليوم يتبادل العديد من الأزواج الصينيين الخواتم أثناء مراسم زفافهم، ويتبنون هذا التقليد الغربي كرمز حديث لالتزامهم.

ومع ذلك، على عكس الغرب حيث غالباً ما يتم ارتداء خواتم الزفاف يومياً، يختار العديد من الأفراد الصينيين عدم ارتداء خواتمهم كل يوم بسبب المخاوف من فقدانها أو إتلافها.

ويفضل البعض ارتداء خواتمهم كقلادات، ومزج العملية بالمشاعر الشخصية، ويسمح هذا المزيج من التأثير الغربي مع القيم التقليدية للأزواج بتخصيص نهجهم في اختيار خواتم الخطوبة والزفاف، بحيث يعكس أسلوبهم الشخصي وتراثهم الثقافي.

النمو الاقتصادي

لقد لعب النمو الاقتصادي السريع في الصين أيضاً دوراً حاسماً في هذا الاتجاه، ومع وجود المزيد من الدخل المتاح تحت تصرفهم، فإن الأزواج الصينيين على استعداد لشراء الخواتم الفاخرة، وغالباً ما يُنظر إلى الخاتم الألماسي الكبير على أنه رمز للمكانة، ما يعكس المكانة الاجتماعية والنجاح المالي للزوجين.

في الآونة الأخيرة، ومع انخفاض معدلات الزواج وزيادة الضغوط المالية، أصبح هناك عدد أقل من الأشخاص الذين يشترون مجوهرات الزواج والخطوبة، وتحول الأزواج الشباب في الصين إلى شراء الذهب، أو حتى الأحجار الكريمة المصنّعة مختبريا، لتقديمها في حفلات الخطوبة أو الزفاف، بدلاً من الألماس الذي كان يُستخدم في هذه المناسبات.

لا توجد صلة واضحة بين السياسة الصينية في سبعينات القرن الماضي، وحياة عامل منجم الألماس في الوقت الحاضر على تلال مملكة ليسوتو في الجنوب الإفريقي، لكن في عالم اليوم يمكن أن يكون للقرارات المتخذة في بكين تداعيات على بعد آلاف الأميال في جنوب إفريقيا، حيث تتراجع مبيعات الألماس حالياً في جميع أنحاء العالم، ويفقد عمال المناجم وظائفهم لسياسة الطفل الواحد التي تبنتها الصين، والتي فرضتها السلطات الصينية قبل 45 عاماً.

ولسنواتٍ، أدت الثروة المتزايدة للطبقة المتوسطة الصينية وتقليدها للأزياء الغربية، مثل ارتداء خواتم الخطوبة الألماسية، إلى طفرة في المبيعات.

وارتفعت قيمة واردات الألماس المصقول إلى الصين من 31 مليون دولار في عام 2002، إلى ذروة بلغت ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار في عام 2018، لكن خلال السنوات الـ15 الماضية، بلغ عدد الشباب البالغين، وبالتالي عدد الزيجات، في الصين ذروته، وبدأ في الانحدار بشكل حاد، وانخفض بالتالي عدد قطع الألماس التي يحتاجون إليها في هذه المناسبات.

طلب أقل

ويقول عامل في منجم عملاق للماس في ليتسينغ، الذي يعد الأعلى ارتفاعاً في العالم، حيث يقع على ارتفاع 3100 متر في جبال مالوتي في ليسوتو: «مسؤولو المنجم يخبروننا بأن الأسواق الكبيرة مثل الصين أصبح لديها طلب أقل».

ويشهد المنجم سلسلة من عمليات استخراج الألماس الضخمة، فقد تم استخراج تسعة أحجار كريمة يزيد وزنها على 100 قيراط، منذ بداية العام الجاري، وهو ما يقرب من ضعف العدد الذي تم استخراجه في عام بأكمله، لكن الاحتفالات كانت خافتة.

وبسبب تأثير انحدار السوق، انخفضت أسهم أصحاب المنجم بنسبة 33% في عام واحد، خلال العام الماضي، وهذا له تأثير أكثر مباشرة في الأشخاص على الطرف الآخر من سلسلة التوريد العالمية.

ويضيف العامل ماخاكي، الذي طلب استخدام اسمه الأول فقط: «لقد عانى زملائي من تدهور السوق وفقد بعضهم وظائفه».

عواقب وخيمة

تميل الصين إلى التعامل مع النمو الاقتصادي وحجم سكانها كقضايا منفصلة، وإن كان لكل منهما أرقام مذهلة لصالحه.

ومع ذلك ساعد الارتفاع الهائل في عدد سكانها من 540 مليون نسمة، عندما تولى الحزب الشيوعي السلطة في عام 1949، إلى 1.4 مليار حالياً، على دفع نموها الاقتصادي.

وعلى وجه الخصوص وفرت طفرة المواليد في الستينات من القرن الـ20 قوة عاملة جاهزة، في الوقت نفسه الذي اجتذب فيه التحرير الاقتصادي استثمارات المصانع في الثمانينات، وأدت سياسة الطفل الواحد التي تم فرضها في عام 1979، فضلاً عن الاتجاه الدولي نحو الأسر الأصغر حجماً، إلى عكس ذلك الآن.

وبلغ عدد الزيجات في البلاد ذروته عند 13.5 مليوناً في عام 2013، ومنذ ذلك الحين صار العدد ينخفض بسرعة، حيث تدنى إلى أقل من سبعة ملايين في عام 2022، فيما من المتوقع أن يعود هذا العام إلى مستويات عام 1980.

وبما أن ما يقرب من نصف الزيجات الصينية (47%)، وفقاً لآخر إحصاء، يتم فيها شراء الألماس بشكل أو آخر من الأشكال، كتقديم خواتم ماسية خلال حفلات الزفاف والخطوبة، فإن هذا الانخفاض له عواقب وخيمة على صناعة الألماس عالميا.

عوامل أخرى

لقد تأثرت صناعة تعدين الألماس العالمية بالفعل بشدة بعد أن بدأت صناعة الأحجار الكريمة في .

وبما أن سوق الألماس في الصين ثاني أكبر سوق في العالم، لذا فإن التغيرات الديموغرافية الضخمة في البلاد لها أيضا تأثير مماثل في السوق.

ويقول محلل سوق الألماس المستقل، آفي كراويتز: «عندما تزدهر الصين، فإنها تغذي السوق، وعندما لا تشتري الصين شيئاً، فإن ذلك يؤدي إلى انهيار هذه البضاعة».

ويضيف: «انخفضت الأسعار في السوق العالمية بمقدار الثلث بعد أن بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2022».

هناك عوامل أخرى في هذا الصدد، فقد انخفضت أسعار الألماس أثناء جائحة فيروس «»، لكنها تعافت بسرعة على افتراض أن الاتجاه الصعودي الطويل الأجل سيستمر، إلا أن الطلب على «المعدن النادر» لم يتعافَ في الصين.

وأدى غياب برنامج التحفيز - مقارنة بخطط الإجازات السخية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا - والانحدار في الثقة الاقتصادية، إلى دفع الطبقة المتوسطة الصينية إلى التقشف وشد الأحزمة.

ووفقاً لكراويتز، فإن الشباب الصينيين عندما يتزوجون يعودون إلى «الملاذ الآمن» التقليدي، المتمثل في الذهب كوسيلة لإظهار موثوقيتهم الاقتصادية.

ويقول: «في الهند والصين يُنظَر إلى الذهب كوسيلة لتوفير المال، وعلى النقيض من صنّاع المجوهرات الألماسية، شهدت شركات الذهب عاماً جيداً خلال 2024». عن «التايمز»


حرفية استثنائية

المجوهرات الصينية تتميز بدقة تفاصيلها. من المصدر

تتميز المجوهرات الصينية بحرفيتها الاستثنائية واهتمامها بالتفاصيل، ما يحول كل قطعة إلى عمل فني حقيقي، وتعكس هذه الدقة تقديراً ثقافياً عميقاً للرقي والفروق الدقيقة، وهي جوهر التقاليد الصينية.

ولقرون من الزمان كان الحرفيون الصينيون مشهورين بإنشاء تصميمات معقدة تحمل معنى رمزياً وأهمية ثقافية، ولم تعكس هذه القطع المتقنة، التي يعود تاريخها إلى العصور القديمة، الثروة فحسب، بل نقلت أيضاً مكانة مرتديها وفضائله.

ومع تاريخ غني من الفن، ظل الصينيون حريصين على التفاصيل، ويضمن هذا التفاني أن كل خاتم أو قلادة أو سوار هو أكثر من مجرد إكسسوار شخصي، إنه انعكاس لإرث خالد من التصميم الرائع.

يعد اختيار خاتم الزفاف أو الخطوبة في الصين بياناً عميقاً للحب، ولا يعكس فقط الرابطة بين فردين، بل يعكس أناقة وعمق الثقافة الصينية أيضاً، وسواء اخترت خاتماً منفرداً أو خاتماً مشبعاً بالأحجار الكريمة الملونة، فإن القرار شخصي للغاية وغارق في المعنى.

بالنسبة لأولئك الذين يشرعون في هذا الفصل الجميل من حياتهم، فإن زيارة صالة عرض المجوهرات في شنغهاي توفر فرصة لاستكشاف مجموعة مذهلة من الخواتم المصنوعة بدقة وشغف، وتكرس الصالة فريقاً لمساعدة المُقدمين على الزواج في العثور على قطعة ترمز إلى الأبد لقصة حب فريدة.


مجوهرات ذهبية

خطيبان صينيان يشتريان خاتمَي الزفاف من أحد المحال في بكين. غيتي

قالت لين شياوكسي (27 عاماً) - وهي عاملة ذات ياقة بيضاء في مدينة سوتشو الساحلية الشرقية المزدهرة، وقد خطبها صديقها أخيراً - إنه اقترح عليها شراء مجوهرات ذهبية للاحتفال بزفافهما بدلاً من خاتم ألماس، وأضاف أن موعد الزفاف يقترب، لكن عمله لم يكن مستقراً خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث لديه رهن عقاري كبير على منزله، على الرغم من أن 50% من كلفة الزواج قدمتها عائلته، إلا إنه يكافح أحياناً لمواكبة المدفوعات.

وتابعت شياوكسي: «ليس لدينا الكثير من المال في الوقت الحالي، وتشعر عائلته أيضاً بالضغط المالي الناجم عن نفقات الزفاف، لذلك فهو لا يريد أن يطلب منهم المزيد من المال، وأنا شخصياً لا أعتقد أن خاتم ألماس ضروري».

ويبدو أيضاً أن العرائس الصينيات عمليات، حيث قالت بيبي تشانغ (25) عاماً، وهي موظفة حكومية من وسط الصين، إن خطيبها فوجئ برفضها عندما طلب منها اختيار خاتم ألماس أعجبها، وأضافت: «لقد قلت له يجب أن نتجنب الخاتم ونختار الذهب بدلاً منه»، واعتقد خطيبها أن هذا أمر غريب، لذا فقد قدمت تنازلاً، فوافقت على شراء ألماسة مزروعة في المختبر مقابل بضع مئات من الجنيهات، لكنها مع ذلك أضافت بقية الميزانية لشراء الذهب.

. زيادة الضغوط المالية دفعت الأزواج الشباب إلى شراء خواتم ذهبية أو ذات أحجار كريمة مصنّعة مختبرياً بدلاً من الألماس.

. عدد الزيجات في الصين بلغ ذروته عند 13.5 مليوناً في عام 2013، لكنه تدنى إلى أقل من سبعة ملايين في 2022.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا