عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

الممارسات الخطأ في استخدام الأراضي الصناعية.. خطر قائم

الشارقة: جيهان شعيب
أكدت فعاليات مجتمعية في الشارقة أن هناك ممارسات خطأ من البعض وتجاوزات في استخدام الأراضي الصناعية في الإمارة، بما يشكل خطورة، ويتسبب في تعريض المنشآت، والأرواح لأضرار بليغة.
وقالوا إن جهود الجهات المعنية مشهودة في التصدي للمخالفات، في أي مكان وموقع، إلا أن عدم التزام بعضهم يستوجب وقفة حاسمة، تجنباً للتمادي، ومنعاً لاي مخاطر ونتائج سلبية، وتبعات غير محمودة العواقب.

بعرض ذلك على المهندس حميدي علي الكتبي مدير إدارة ترخيص البناء بدائرة التخطيط والمساحة بالشارقة، اكد ان المناطق الصناعية في الامارة تشكل ركيزة أساسية في المنظومة الاقتصادية والتنموية للدولة، وتُعد مركزًا حيويا للأنشطة الإنتاجية، والصناعية، والخدمية، وتسهم بفعالية في توفير فرص العمل، وتحفيز بيئة الاستثمار.
وقال: فضلاً عن حيوية هذه المناطق، ورغم الأطر التنظيمية والتخطيطية، التي وضعتها الجهات المختصة، فهناك ممارسات خطأ مشهودة بين الحين والآخر في استخدام الأراضي الصناعية، أدت إلى وقوع عدد من الحوادث المؤلمة، كان أبرزها سلسلة من الحرائق خلفت خسائر مادية جسيمة، وأضراراً بشرية مؤسفة. 
وهذه الممارسات، التي تراوح بين سوء استخدام الأراضي، والتعدي على حدود الملكيات، والتوسع غير المرخص للأنشطة، تشكل خطراً يتجاوز حدود المنشآت إلى تهديد الأرواح، وزعزعة استقرار الاستثمارية، بل تمتد آثارها لتلامس النظام البيئي.

أبرز التجاوزات


أضاف: تتمثل أبرز التجاوزات والمخالفات والممارسات الخطأ في تغيير النشاط من دون ترخيص، حيث يعدل بعض المستثمرين استخدام العقار من نشاط صناعي خفيف إلى تخزين مواد خطرة أو قابلة للاشتعال، من دون إخطار الجهات المختصة، أو الحصول على الموافقات اللازمة، فضلاً عن البناء العشوائي، والإضافات غير المرخصة، حيث ينتشر بناء الملاحق والمستودعات من دون دراسة هندسية، أو إشراف فني، ما يزيد احتمالية وقوع انهيارات، أو حرائق.
ومن المخالفات، كذلك، تخزين المواد بطرائق مخالفة، حيث يتكرر تخزين المواد الكيميائية أو البلاستيكية بكميات ضخمة، في أماكن غير مهيأة لذلك، وبلا تهوية كافية، أو أنظمة إطفاء فعالة، وتجاهل معايير الأمن والسلامة، بعدم الالتزام بأنظمة مكافحة الحرائق، أو توفير مخارج الطوارئ.
كما تفتقر بعض المنشآت لأسهل أدوات مثل كاشفات الدخان، أو طفايات الحريق.

الآثار المترتبة


واصل الكتبي: الآثار السلبية الناتجة عن هذه التجاوزات ليست سطحية أو آنية، بل عميقة ومتشعبة، وتتمثل في خسائر مادية جسيمة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن بعض الحرائق التي وقعت في الأشهر الماضية أسفرت عن تلف معدات، ومنشآت تُقدر بملايين الدراهم، وتسببت بتوقف سلاسل إنتاجية كلياً أو جزئياً، ما ألحق أضراراً اقتصادية بالمستثمرين والعمال على السواء.
وهناك خسائر بشرية مؤلمة، كذلك، حيث مع غياب أنظمة الحماية وقعت الكثير من الإصابات، بل فقدنا – مع الأسف – عدداً من الأرواح الاختناق، أو الحروق، أثناء محاولات الهرب من المنشآت غير المؤهلة، عدا تهديد البيئة الذي تسببه الآثار الناتجة عن التجاوزات.
كذلك تلوث التربة والمياه الجوفية، ما يشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة والنظام البيئي في الإمارة، وإعاقة عمل الجهات التنظيمية والإغاثية، فغالباً تعوق العشوائية في التصميم، والبناء، عمل فرق الدفاع المدني، والطوارئ، في الوصول السريع إلى مصادر النيران، أو إخلاء المصابين، ما يؤدي إلى تفاقم الحوادث.

عوامل مساهمة


وتابع: رغم جهود دائرة التخطيط والمساحة والجهات الرقابية، فإن بعض العوامل تسهم في استمرار هذه الممارسات، منها ضعف وعي بعض المستثمرين بقوانين التخطيط والبناء، والرغبة في تقليل الكلف على حساب معايير الأمان.
وبالنسبة لخطوات المعالجة والتحسين، قال الكتبي: نؤكد أن التحسين لا يكون بالمراقبة فقط، بل بمنظومة متكاملة تشمل التوعية، والردع، والتطوير، مع إطلاق حملات توعية دورية موجهة للمستثمرين، والعاملين في المناطق الصناعية، وتعزيز التكامل بين الجهات التنظيمية: البلدية، والدفاع المدني، والبيئة، لتنفيذ جولات تفتيشية مشتركة.
كذلك غرامات مشددة على المخالفين، مع إمكانية الإغلاق المؤقت، أو الدائم للمنشآت العالية الخطورة.

الحفاظ على سلامة المنشآت


قال المهندس حميدي علي الكتبي: الحفاظ على سلامة منشآتنا الصناعية، ومواردنا البشرية، ليس مسؤولية جهة واحدة فقط، بل التزام جماعي، يضم الجهات الحكومية، وأصحاب المنشآت، والعاملين، والمجتمع، وما شهدناه في الآونة الأخيرة من حوادث مؤلمة، يجب أن يكون جرس إنذار، يدفع الجميع لمراجعة ممارساتهم وتصحيح المسار.
وإمارة الشارقة، برؤية قيادتها الرشيدة، وحرص مؤسساتها التنظيمية، لن تتوانى في اتخاذ ما يلزم لحماية الأرواح والممتلكات، ولكن نجاح هذه الجهود لن يتحقق من دون تعاون الجميع، فلنجعل من كل منشأة صناعية بيئة آمنة، وقانونية، ومستدامة، تواكب تطلعاتنا التنموية، وتحترم الإنسان والبيئة معاً.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا