إيماناً بأهمية القطاع الصحي كإحدى أهم ركائز التنمية المستدامة في المجتمعات الحديثة، حيث يؤدي دوراً محورياً في تحسين جودة حياة الأفراد وتعزيز رفاهيتهم، وبناء منظومة رعاية صحية متكاملة ومستدامة، قادرة على التعامل مع المستجدات والأزمات وتقديم خدمات ذات جودة عالية للمجتمع، ، أعلنت جامعة الشارقة، إطلاق برنامجين نوعيين للدكتوراه في المجال الصحي تقدمهما كلية الطب بالجامعة، وهما: برنامج دكتوراه الفلسفة في تعليم المهن الصحية، وبرنامج دكتوراه الفلسفة في الصحة العامة.
يعد برنامج دكتوراه الفلسفة في تعليم المهن الصحية الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وقد حصل على اعتماد لجنة الاعتماد الأكاديمي (CAA)، ويأتي بالتعاون مع جامعة دندي في اسكتلندا، وهي إحدى أفضل الجامعات عالمياً في مجال التعليم الطبي، ويهدف البرنامج إلى إعداد خريجين مؤهلين لأدوار قيادية عالمية في مجال تعليم المهن الصحية من خلال توفير خبرات عملية وإرشاد وفرص تطوير مهني في المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الصحية وهيئات صنع السياسات.
أما برنامج دكتوراه الفلسفة في الصحة العامة، فيأتي بصفته إضافة نوعية للمنظومة الأكاديمية والبحثية في دولة الإمارات والمنطقة، حيث يهدف إلى تأهيل كوادر بحثية متقدمة تتمتع بالكفاءة في تحليل قضايا الصحة العامة واقتراح حلول مبنية على الأدلة العلمية.
رؤية الإمارات
وأكد الدكتور عصام الدين عجمي، مدير جامعة الشارقة، أن إطلاق هذين البرنامجين يأتي تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس الجامعة، الذي يحرص دائماً على تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في الجامعة، وضرورة طرح برامج أكاديمية نوعية تلبي احتياجات المجتمع وتواكب المستجدات العالمية، كما يندرج طرح هذه البرامج ضمن استراتيجية الجامعة الطموحة التي تستهدف مواكبة المتغيرات العالمية وتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، وتسعى جامعة الشارقة دائماً، وبتوجيهات من سموه، إلى تعزيز دورها المجتمعي من خلال طرح برامج نوعية تخدم رؤية الإمارات وتوجهاتها المستقبلية، وتسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدامٍ.
وأضاف، أن التعليم العالي يمثل ركيزة أساسية في تطوير المجتمعات وتحقيق التنمية الشاملة، وأكد أن الجامعة تحرص على تقديم برامج أكاديمية متميزة ذات جودة عالية تواكب المعايير العالمية بهدف إعداد جيل من الباحثين والأكاديميين القادرين على إحداث تغيير إيجابي في منظومة الرعاية الصحية والتعليم الطبي.
استراتيجية متكاملة
من جانبه، أضاف الدكتور قتيبة حميد، نائب مدير الجامعة لشؤون الكليات الطبية والعلوم الصحية وعميد كلية الطب، أن كلية الطب تسعى إلى تحقيق الريادة في مجال التعليم الطبي والبحث العلمي من خلال استراتيجية متكاملة تعتمد على الابتكار والتميز والشراكات الفاعلة مع المؤسسات الصحية المحلية والعالمية. ويأتي إطلاق هذين البرنامجين بصفتهما ترجمة لرؤية الكلية في تطوير البحث العلمي وتعزيز مخرجات التعليم الصحي بما يخدم المجتمع ويسهم في مواجهة التحديات الصحية المعاصرة.
الأول من نوعه
يركز برنامج دكتوراه الفلسفة في تعليم المهن الصحية، وهو الأول من نوعه في المنطقة، على تطوير قادة إماراتيين في مجال تعليم المهن الصحية لتعزيز أنظمة التعليم والرعاية الصحية. ومن خلال تنمية الكفاءات القيادية والبحثية المتقدمة والاستراتيجيات المبتكرة،
ويتميز بدمج التقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي لضمان تزويد الخريجين بالمهارات اللازمة لاختيار الاستراتيجيات التي تؤثر إيجاباً في تعليم المهن الصحية وأنظمة الرعاية الصحية، بما يتماشى مع الموارد المتاحة. كما يعتمد البرنامج نهجاً تعليمياً مرناً يجمع بين استراتيجيات التعلم وجهاً لوجه والتعلم عبر الإنترنت، ما يتيح للطلبة فرصة التفاعل المباشر مع الأساتذة والموارد الإلكترونية من خلال منصات تعليمية متطورة مثل «بلاك بورد».
الدكتور محمد حسن طه، مدير مركز التعليم الطبي بجامعة الشارقة، أكد أن من أبرز المخرجات التعليمية للبرنامج أن يصبح الخريجون قادرين على تطبيق النظريات التعليمية في كل من البيئات العملية والبحثية. كما سيتمكنون من تصميم برامج مبتكرة تشمل رقمنة تجربة التعلم في مجال تعليم المهن الصحية ونظام الرعاية الصحية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، وأيضاً سيتمكنون من إثراء السياسات التعليمية التي تؤثر في تعليم المهن الصحية على المستويين الوطني والدولي، فضلاً عن إجراء ونشر أنشطة بحثية وعلمية شاملة لإثراء أفضل الممارسات القائمة على الأدلة في مجال تعليم المهن الصحية ونظام الرعاية الصحية.
تحسين صحة المجتمعات
برنامج دكتوراه الفلسفة في الصحة العامة يهدف إلى إعداد جيل من الباحثين والأكاديميين والمهنيين لقيادة الجهود الرامية إلى تحسين صحة الأفراد والمجتمعات، وذلك من خلال برامج التدريب العملي التي يعتمد عليها البرنامج، وسيكتسب الطلاب المهارات اللازمة لإجراء البحوث العلمية، وتحليل البيانات الصحية المعقدة، ومعالجة قضايا الصحة الملحة باستخدام الأساليب القائمة على الأدلة.
يزود البرنامج الخريجين بالقدرة على تقييم الاتجاهات والتحديات الصحية، بما في ذلك العوامل البيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتطوير استراتيجيات وسياسات فعالة للتواصل. كما يعزز البرنامج مهارات القيادة والعمل الجماعي واتخاذ القرارات الأخلاقية، ما يؤهل الخريجين لشغل أدوار مؤثرة في الأوساط الأكاديمية والحكومية والوكالات الدولية والقطاع الخاص.
إعداد قادة
الدكتورة وفاء الناخي، مديرة مركز التدريب الاكلينيكي والجراحي في جامعة الشارقة، أوضحت أن البرنامج يركز بشكل خاص على تطوير قدرات الطلبة في تحليل المحددات البيولوجية والمهنية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية والسلوكية والثقافية وغيرها من المحددات التي تؤثر في صحة الإنسان، وإضافة إلى ذلك، سيتمكن الطلبة من القدرة على تحديد السياسات والاستراتيجيات الفعالة لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، بجانب تقييم الأبعاد القانونية والأخلاقية والاقتصادية والتنظيمية للصحة العامة. كما أوضحت أن من الركائز الأساسية للبرنامج تطبيق مهارات القيادة والعمل الجماعي، وتعزيز القدرة على التواصل الفعال مع مختلف الأطراف المعنية وأداء المهام بكفاءة عالية، ما يسهم في تعزيز دورهم بصفتهم قادة في مجال الصحة العامة على المستويين المحلي والعالمي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.