حدد مختصون وصفات صحية للتعامل مع طقوس عيد الأضحى المبارك، مؤكدين ضرورة الانتباه لعدد من الممارسات التي قد يكون لها تأثير سلبي في الصحة، خصوصاً مع تزايد استهلاك اللحوم والمشروبات الغازية والحلويات، وغيرها من المواد التي قد تُشكل خطراً على الصحة. ودعوا إلى ضرورة الحذر من الأطعمة المقلية، مثل لحم الضأن المقلي، والكبد المقلية، والكباب المقلي، واختيار اللحوم المطهية على البخار أو المشوية، بدلاً منها، مع أهمية تجنب المرق الدهني. اللحوم وحذّرت أخصائية التغذية العلاجية، الدكتورة نور أبوضهير، من أن موائد المناسبات والاحتفالات يمكن أن تؤثر في الصحة، خصوصاً موائد عيد الأضحى، حيث تكون الوجبات طوال أيام العيد غنية باللحوم والمعجنات والعصائر والمشروبات الغازية والحلويات، ما يُشكل تهديداً على صحة من يتناولها، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة. وقالت: «الإكثار من تناول اللحوم يؤثر سلباً في الجهاز الهضمي، ويهدد سلامة الصحة العامة»، مشيرة إلى أنه مع حلول عيد الأضحى المبارك يقبل الأفراد على تناول اللحوم بشكل أكبر عن بقية أيام السنة، دون عمل حساب، لأن الإفراط في تناول اللحوم قد يجعلها تتراكم وتتحوّل إلى دهون، لذا يمكن الاستفادة من مزايا اللحوم في حال تناول أجزاء تحتوي على نسب أقل من الدهون وبكميات لا تتجاوز 300 غرام في اليوم، وفي حال كان الشخص يعاني مستوى مرتفعاً من الكوليسترول ينصح بتقليل الكمية إلى 150 غراماً في اليوم. وأضافت أبوضهير: «يجب أكل لحم الغنم باعتدال، مع مراعاة أن يتم طهيه بشكل صحي، مع عدم الإكثار من الشحوم، والالتزام بوجبات مبنية على الخضار، خصوصاً تلك الغنية بالألياف، لكونها تقلل من مفعول الدهنيات، وتجنب ارتفاع الكوليسترول». الذبح في المنازل وتابعت: «من العادات الخطرة أيضاً في عيد الأضحى، الذبح العشوائي أو التعامل مع القصابين الجائلين، لما لذلك من أثر مباشر على تعزيز منظومة الأمن الحيوي والحفاظ على الصحة العامة»، مشيرة إلى أن المسالخ المعتمدة توفر بيئة متكاملة وصحية للذبح، تتضمن فحوصاً بيطرية دقيقة قبل الذبح وبعده، وقصابين مرخصين ومؤهلين، إضافة إلى تجهيزات متطوّرة تضمن النظافة والحد من عمليات التلوث، وسلامة اللحوم، والتخلص الآمن من مخلفات الذبح، بما يتماشى مع متطلبات الأمن الحيوي ويحدّ من انتشار الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان. الحلويات من جانبها، قالت أخصائية التغذية العلاجية ومثقفة السكري، الدكتورة سلام صغير: «تتألق الحلويات بألوانها الزاهية وأشكالها الجذابة ونكهاتها الشهية في موسم العيد، ومنها الشوكولاتة والتمر المحلى واللقيمات والكيك، حيث تثري أجواء الاحتفال وتمنحها الزخم اللازم، إلا أن تناولها بكميات كبيرة دون وعي بخطورة تأثيرها في الصحة قد يجرّ المرء إلى فخ المعاناة من المرض، حيث تؤثر سلباً في الجهاز الهضمي، وتهدد مرضى السكري بمضاعفات عدة». وحذّرت من الإكثار من تناول الحلويات الذي قد يؤدي إلى تصاعد مستوى السكر في الدم والسمنة، حيث تدخل الزيوت والدهون في تصنيع حلويات العيد، وهي عناصر فعالة في زيادة الوزن بالتعاون مع السكريات، وتزايد خطر أمراض القلب بسبب محتواها العالي من الدهون والزيوت، وتآكل الأسنان نتيجة نِسب السكر المرتفعة الموجودة فيها التي تتسبب في تدمير بنية الأسنان وتآكلها وتعريضها لخطر التسوس. وشدّدت صغير، على أهمية استهلاك حصص معتدلة من الحلويات ومتباعدة زمنياً، واختيار الأصناف الأقل ضرراً، وتناول الحلويات المصنوعة منزلياً بدلاً من تلك المصنعة تجارياً، ورفض قبول المزيد من الحلوى خلال التجمعات العائلية، إضافة إلى ممارسة النشاطات البدنية بانتظام خلال فترات العيد لحرق السعرات الحرارية الزائدة. البخور فيما أشار استشاري أمراض الرئة، الدكتور عماد النمنم، إلى أن التبخير يُعد من العادات التراثية في منطقة الخليج التي تُستخدم لأغراض تتعلق بتعطير المنازل والأماكن العامة، خصوصاً في المناسبات والأعياد، لذا يجب الحذر من استنشاق البخور بكثافة، خصوصاً أصحاب الأمراض التنفسية والأطفال الصغار، لافتاً إلى أن ذلك يسبب كثيراً من المشكلات الصحية لهم. وقال: «على الرغم من الروائح الزكية للبخور والدخون، إلا أنها تسبب أضراراً صحية، كونها ناتجة عن احتراق زيوت عطرية وأخشاب، إذ ينجم عن ذلك غازات ضارة تؤثر سلباً في صحة الإنسان»، مشيراً إلى أهمية التهوية الجيدة عند التبخير، والحرص على عدم تعرض مرضى الجهاز التنفسي أو الأطفال له، حيث يسهم حرق البخور في تلويث الهواء، ويرتبط استخدامه بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأمراض الرئة، إذ يحتوي الدخان الصادر عن حرق البخور على نسب عالية من الملوثات، مثل أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين، الموجودين في دخان التبغ أيضاً. ونبه إلى ضرورة أن يبتعد المصابون بأعراض البرد والإنفلونزا عن التجمعات التي تكثر خلال الأعياد، وعدم الوجود في المناطق المغلقة المزدحمة، منعاً لنقل العدوى للغير، كما يتوجّب على أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال، اتخاذ مزيد من الإجراءات الوقائية. صالونات التجميل فيما شدّدت استشارية طب الأسرة، الدكتورة هالة عبدالكريم، على ضرورة التأكد من التزام صالونات التجميل، وصالونات الحلاقة بتطبيق معايير الصحة والسلامة، خصوصاً أن تزاحم الرجال والنساء على مراكز التجميل وصالونات الحلاقة عشية أول أيام العيد، قد يدفع العاملين في تلك المراكز إلى عدم الاهتمام بتعقيم الأدوات بالشكل المطلوب، ما يُشكل خطراً على الصحة العامة، ويهدد بانتقال أمراض فيروسية خطرة بين المترددين على تلك الصالونات. ونصحت بتجنب استخدام الصبغات الجديدة، أو الحناء السوداء، وفي حالة استخدام أي نوع من الصبغات يجب تجربته على مناطق صغيرة من الجلد قبل إضافة الصبغة واستخدامها على مساحة أكبر بالجسم، كذلك ينصح بتجنب تجربة خلطات أو علاجات جديدة على البشرة، مشيرة إلى أنه من الأفضل لكل شخص استخدام أدوات الحلاقة الخاصة به وقص الشعر والأظافر، وفي حال لم يتوافر ذلك يجب التأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة، وفي حال الشعور بأي ألم أو احمرار أو تهيج في الجلد بعد الزيارة، يجب استشارة طبيب الجلدية بأسرع وقت ممكن قبل أن تنتشر العدوي أو تنتقل. رعاية الأطفال فيما أشار المستشار الأسري أستاذ الثقافة الإسلامية، الدكتور سيف راشد الجابري، إلى أن أيام عيد الأضحى تشهد زيادة خروج الأطفال للعب وشراء الهدايا والتنزه وغيرها، ما يتطلب من أولياء الأمور والقائمين على رعاية الأطفال اتخاذ الحيطة واتباع إجراءات السلامة اللازمة لحمايتهم من التعرض لحوادث السقوط والدهس أو الغرق، لا قدر الله. وقال الجابري: «زيادة الوعي والمسؤولية المجتمعية هما الخط الأول للتصدي لحوادث الأطفال، حيث ينبغي للأهل عدم ترك أطفالهم، وإنما يجب مرافقتهم واليقظة والقرب منهم خلال ممارستهم السباحة أو استخدام الألعاب في الحدائق، وخلال التحرك في المواقف وبين السيارات». نصائح طبية قدّمت أخصائية التغذية العلاجية ومثقفة السكري، الدكتورة سلام صغير، نصائح عملية لتناول حلويات العيد دون ضرر شملت بداية اليوم بوجبة فطور متوازنة غنية بالبروتين والألياف، مثل البيض مع خبز القمح الكامل وخضراوات، تساعد على ضبط الشهية وتثبيت مستويات السكر في الدم، وبدلاً من تذوق كل أنواع الحلويات، اختيار نوع واحد مفضّل، وتناوله بكمية صغيرة، مع الحذر من الحلويات المحشوة بالدهون والسكر، وشرب الكثير من الماء للمساعدة في الهضم ومنع الشعور الكاذب بالجوع الذي قد يدفع إلى تناول مزيد من الحلويات، إضافة إلى ممارسة النشاط البدني في أيام العيد، لمدة 20 إلى 30 دقيقة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App