نجحت عملية «الدرع الأخضر» في تعطيل الشبكات الإجرامية العاملة في حوض الأمازون، في مبادرةٍ مشتركةٍ بقيادة وزارة الداخلية الإماراتية عبر المبادرة الدولية، لإنفاذ القانون من أجل المناخ (I2LEC)، وعلى مدار أسبوعين جمعت الحملة أكثر من 350 عمليةً ميدانية، ما أدى إلى اعتقال 94 شخصاً ومصادرة أصولٍ غير مشروعة تُقدّر قيمتها بأكثر من 64 مليون دولار.وقال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عبر منصة «إكس»: بتوجيهات القيادة الرشيدة بأهمية حماية البيئة واستدامة مواردها، تواصل دولة الإمارات تنفيذ مبادرتها العالمية «إنفاذ القانون من أجل المناخ» (I2LEC)، التي أُطلقت بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) خلال مؤتمر «كوب 28» عام 2023، بهدف تعزيز قدرات أجهزة إنفاذ القانون في التصدي للجرائم البيئية.وأضاف سموه استجابةً لطلب عددٍ من دول المنطقة، قادت الإمارات عملية «الدرع الأخضر» في منطقة حوض الأمازون، التي تعد من أكثر المناطق تضرراً بالجرائم البيئية، بالتعاون مع كولومبيا والبرازيل وبيرو والإكوادور، وبالشراكة مع معهد أبحاث النظم البيئية (ESRI)، وتجسد هذه الجهود التزام الإمارات الراسخ بالعمل مع المجتمع الدولي لحماية البيئة، وضمان استدامة مواردها الطبيعية، والمضي نحو مستقبل تنموي متوازن يضمن للأرض أمانها وللأجيال القادمة ازدهارها.بناءً على نجاح عملية «العدالة الخضراء» عام 2024، واستجابة لطلب عدد من الدول في منطقة الأمازون، شهدت «الدرع الأخضر 2025» تعاونًا أعمق وتنسيقاً أسرع بين الوكالات الشريكة في دولة الإمارات والبرازيل وكولومبيا والإكوادور وبيرو، وقد مكّنت الثقة والبروتوكولات المشتركة وآليات تبادل المعلومات الاستخبارية الدول من تحقيق نتائج أقوى هذا العام. 1500 ضابط بتنسيق من مركز قيادة مركزي في بوغوتا، جمعت العملية وكالات إنفاذ القانون من البرازيل وكولومبيا والإكوادور وبيرو، بإشراف استراتيجي من وزارة الداخلية الإماراتية، ودعم فني من معهد ESRI، وتم نُشر أكثر من 1500 ضابط في الدول الأربع المشاركة، يعملون في بؤر ساخنة رئيسية في منطقة الأمازون.وفي التعدين غير المشروع، تم ضبط أكثر من 310 أطنان من المعادن الخام و61 طناً من أكسيد الكالسيوم وعلى مسار الصيد غير المشروع والاتجار غير المشروع بالأحياء البرية، تم استعادة أكثر من 2100 حيوان حي و6350 عينة نافقة (طيور، سحالي، ثدييات).أما على صعيد قطع الأشجار غير المشروع، تم ضبط أكثر من 3800 متر مكعب من الأخشاب، ومصادرة في عملية تهريب الوقود أكثر من 39,000 غالون من الوقود، ومصادرة المعدات 530 وحدة، بما في ذلك الجرافات والشاحنات والكسارات ومركبات أخرى.ومن أبرز الإنجازات في بيرو، إنقاذ 1,400 حيوان حي وتفكيك عصابة إجرامية تُعرف باسم «لوس ديبريدادوريس ديل أورينتي»، وهي شبكة رئيسية متورطة في الاتجار بالأحياء البرية. وفي كولومبيا، فككت السلطات ثلاث جماعات للجريمة المنظمة وعطلت خلية مرتبطة بعصابة كلان ديل جولفو، إحدى أقوى عصابات الجريمة المنظمة في البلاد. إنجاز بارز أشادت المقدم دانة حميد المرزوقي، المدير العام لمكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية الإماراتية ومنسق مركز I2LEC بالنتائج، مؤكدةً التزام دولة الإمارات بقيادة جهود إنفاذ القانون المتعلقة بالمناخ على الصعيد العالمي.وقالت إن هذه العملية تعد إنجازاً بارزاً في مجال إنفاذ القانون العالمي المركّز على المناخ. ولا يعكس نطاق وسرعة النتائج قوة التعاون الإقليمي فحسب، بل يعكس أيضاً تزايد عزم الحكومات على التعامل مع الجرائم البيئية كقضية أمنية بالغة الأهمية.ولعب مركز I2LEC دوراً محورياً في نجاح العملية، حيث نسق الحملة بأكملها، والإجراءات بين القوات الوطنية، وجمع البيانات الميدانية وتحليلها، ووفر التقنيات والمعدات الأساسية، لتمكين تبادل المعلومات آنياً والعمل المتزامن.وقال العقيد خورخي أندريس، مدير إدارة الدرك وحماية البيئة في الشرطة الوطنية الكولومبية: «لقد حققنا تقدماً ملموساً في مكافحة التعدين غير المشروع، وسرقة الوقود، والاتجار بالأحياء البرية. وتفخر كولومبيا بكونها جزءاً من هذه الجبهة الدولية لحماية سلامة النظم البيئية في الأمازون». خطوة حاسمة أشار فاوستو باتريسيو إينيغيز سوتومايور، نائب القائد العام للشرطة الوطنية الإكوادورية، إلى أن مشاركة بلاده الأولى في المبادرة بقيادة مركز I2LEC تمثل خطوة حاسمة في مكافحة الجرائم البيئية. وبفضل دعم دولة الإمارات تمكنا من تفكيك الجماعات العابرة للحدود الوطنية التي تستفيد من تدمير البيئة.وقال الجنرال مانويل إلياس لوزادا موراليس، مدير قسم البيئة في الشرطة الوطنية في بيرو:«إنه لشرف عظيم أن نشارك للعام الثاني على التوالي في عملية الدرع الأخضر. ونحن راضون للغاية عن العمل المشترك الذي نُنجزه مع دول المنطقة، ونشكر دولة الإمارات على التزامها الراسخ بالدفاع عن غابات الأمازون المطيرة».أما ريناتو مادسن أرودا، المنسق العام لحماية الأمازون والبيئة والتراث التاريخي والثقافي، الشرطة الفيدرالية البرازيلية فقال:«يُعدّ هذا التعاون جزءاً من التزام البرازيل الراسخ بحماية مواردنا الطبيعية. ونحن فخورون بتعطيل الأنشطة الإجرامية».