عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

«التعليم العالي»: 3 آلاف طالب يتقدمون للابتعاث سنوياً ونختار «النخبة»

أكَّد د. محمد إبراهيم المعلا، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن اختيار الطلبة المبتعثين لعام 2025 تم وفق معايير دقيقة ترتكز على الكفاءة الأكاديمية والتميز الشخصي، مشيراً إلى أن أقل من 10% فقط من مجموع المتقدمين، البالغ عددهم ما بين 2500 إلى 3000 طالب سنوياً يتم اختيارهم، ما يجعل من المقبولين «نخبة النخبة» في دولة العربية المتحدة.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها د. المعلا في ملتقى الطلبة المبتعثين الجدد 2025، الذي نظمته الوزارة صباح أمس في مكتبة محمد بن راشد بدبي، بحضور عدد من مسؤولي الابتعاث وأولياء الأمور ونخبة من الطلبة المقبولين، إضافة إلى الشركاء الاستراتيجيين للوزارة ومجموعة من المختصين بالشأن التعليمي.

وأوضح المعلا أن برنامج الابتعاث الخارجي في دولة الإمارات انطلق منذ بداياته الأولى استجابة لاحتياجات وطنية ملحة، في وقت كانت فيه الخيارات الأكاديمية داخل الدولة محدودة وعدد الجامعات لا يغطي الطموحات التعليمية والتنموية.

وأضاف: «تأسس برنامج الابتعاث بهدف توفير فرص تعليم جامعي نوعي للمواطنين واليوم وبعد التطور الكبير الذي شهده قطاع التعليم العالي محلياً، أصبح التركيز موجهاً نحو استقطاب الطلبة المتفوقين والارتقاء بجودة الابتعاث، مع ربط التخصصات باحتياجات الدولة المستقبلية».

وأكَّد وكيل الوزارة أن الطلبة الذين تم اختيارهم هذا العام التحقوا بأفضل الجامعات العالمية وفي تخصصات دقيقة تسهم في دعم توجهات الدولة الاستراتيجية، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يُعد شرفاً كبيراً، لكنه في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المبتعثين.

وقال: «اختياركم لم يكن فقط بناءً على تفوقكم الدراسي، بل لأنكم اخترتم مسارات علمية نوعية تخدم الوطن، أنتم اليوم تمثلون دولة الإمارات في الخارج كسفراء وهذه فرصة نادرة يجب أن تُستثمر، ليس فقط لتحقيق طموحاتكم الشخصية، بل لتكونوا امتداداً لرؤية وطنية تؤمن بالعلم وتمكين الإنسان».

وشدّد «المعلا» على أهمية التوازن بين التميز الأكاديمي والالتزام بالقيم الوطنية، قائلاً: «لقد أثبتم تفوقكم أكاديمياً وهذا جانب مهم ولكن الأهم هو التمسك بالقيم والأخلاق السامية، نحن لا نبتعث فقط طالباً متفوقاً في الدرجات، بل مواطناً يمثل ثقافة وطنه وهويته وقيمه في كل تصرفاته».

كما لفت إلى التحول الكبير في طبيعة التعليم الذي سيواجهه المبتعثون، حيث تختلف أساليب التدريس في الجامعات العالمية عن التجربة المدرسية وقال: «في الأمس كنتم تعتمدون على المعلم في الفصل، أما اليوم فالمسؤولية على عاتقكم، المحاضر في الجامعة سيضع الإطار العام ولكن الدراسة والبحث والاستعداد للاختبارات ستكون مسؤوليتكم الفردية».

وتابع «المعلا» حديثه محذّراً من التهاون في التعامل مع هذه المرحلة المفصلية، مؤكداً أن الطلاب المقبولين في البرنامج هم صفوة الصفوة من خريجي في الدولة، وقال: «أنتم في بداية مرحلة جديدة والحياة الجامعية تختلف كلياً عن الحياة المدرسية، المطلوب منكم هو الانضباط، وتحمل المسؤولية والتفاعل الإيجابي مع بيئة أكاديمية تنافسية».

وأضاف المعلا: «نؤمن في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن بناء الإنسان يبدأ من التعليم وأن الكفاءات الوطنية المؤهلة علمياً هي الأساس لمستقبل تنافسي ومستدام، لذلك نواصل تطوير سياسات الابتعاث وتوسيع نطاق التخصصات لتتماشى مع الأولويات الوطنية على امتداد كافة القطاعات الاقتصادية الحيوية».

ويصل إجمالي عدد الطلبة المبتعثين خارج الدولة، بما في ذلك المبتعثون الجدد والطلبة المستمرين، إلى 592 طالباً وطالبة يدرسون في أكثر من 115 مؤسسة تعليم عالٍ موزعة على ما لا يقل عن 22 دولة حول العالم وجميعها مصنفة ضمن أفضل المؤسسات التعليمية عالمياً، فيما تخرج 187 طالباً من برنامج الابتعاث خلال العام الأكاديمي 2024-2025.

دعم خلال فترة الدراسة

من جانبه، قال راشد علي الزحمي، مدير إدارة دعم التعليم الدولي والابتعاث: إن المبتعثين الجدد أثبتوا جدارتهم بالثقة التي منحتهم إياها الوزارة، مشيراً إلى أن الوزارة ستواصل تقديم كافة أوجه الدعم لهم خلال فترة دراستهم.

وأضاف: «نطمئن أولياء الأمور أن أبناءهم في أيدٍ أمينة وسنظل على تواصل دائم لضمان تحقيق أهدافهم وطموحاتهم العلمية، هذا البرنامج ليس فقط فرصة للتعلم، بل تجربة حياتية ستصنع منهم قادة المستقبل».

رعاية شاملة ومتابعة أكاديمية

وأكَّد «الزحمي» أن فرق العمل في الوزارة تُولي المُبتعثين رعاية شاملة، سواء من ناحية المتابعة الأكاديمية أو الدعم النفسي والمعنوي، مع توفير قنوات اتصال دائمة لتذليل أي صعوبات قد تواجههم.

وفي هذا السياق، حرصت وزارة التعليم العالي على توفير شبكة ملحقيات تعليمية ومكاتب تمثيلية تغطي معظم دول الابتعاث ذات التكدس الطلابي، بهدف تقديم أعلى مستويات الدعم والمساندة للطلبة الإماراتيين.

راتب شهري ومخصصات

كما يحصل الطلبة المبتعثون على حزمة من المخصصات والمزايا المالية والاجتماعية، تشمل: الراتب الشهري (يصنف إلى متميز أو عادي بحسب الجامعة والتخصص) وتغطية الرسوم الدراسية كاملة. وتأمين صحي شامل في بلد الابتعاث، كذلك يحصل الطالب على بدل استعداد السفر وتذكرة سفر سنوية للمرافقين، بالإضافة إلى مخصصات التخرج والشحن، كذلك علاوة زوجية وبدل للأطفال دون 18 سنة، لوازم دراسية تصرف مرة واحدة في بداية البعثة، بالإضافة إلى صرف 50% إضافية من قيمة مخصص الطالب في حالات اصطحاب المرافقين.

ولتسهيل إجراءات الطلبة المبتعثين خارج الدولة، أطلقت الوزارة نظام «E-Services» للخدمات الإلكترونية وهو منصة متكاملة تتيح للطلبة التقديم على مختلف الخدمات طوال فترة الابتعاث، بدءاً من التسجيل وحتى التخرج، بما يضمن سرعة الإنجاز والربط المباشر مع الملحقيات والوزارة.

وتعزيزاً لروح التواصل والانتماء، أنشأت الوزارة مجالس للطلبة المبتعثين موزعة بحسب دول الابتعاث، لتكون منصة للحوار وتبادل المعلومات ومشاركة المقترحات والأفكار، بما يخدم صورة الدولة في المحافل الدولية ويعزز من تمثيلها المشرف. ودعت الوزارة الطلبة المبتعثين إلى الانضمام إلى هذه المجالس عبر «تليغرام».

مبتعثون لـ «الخليج» ملتزمون بالتمثيل المُشرف لوطننا

عبّر عدد من الطلبة المبتعثين عن فخرهم بالانضمام إلى برنامج الابتعاث وتمثيل دولة الإمارات في أبرز الجامعات العالمية، مؤكدين أن هذه الفرصة تمثل نقطة تحول مهمة في مسيرتهم الأكاديمية والشخصية.

وقال عبدالله نبيل، أحد الطلبة المبتعثين إلى أستراليا: «الابتعاث بالنسبة لي فرصة ذهبية لا تعوّض، خاصة أنني سألتحق بجامعة مرموقة في بيئة تعليمية متقدمة، أطمح إلى تطوير مهاراتي واكتساب معارف جديدة تعود بالنفع على وطني عند عودتي».

رسالة حضارية

فيما أشار خلف جمال الزعابي وهو أيضاً مبتعث إلى أستراليا، إلى أن قرار الابتعاث كان مدروساً وأنه مستعد تماماً لخوض التجربة بكل مسؤولية، قائلاً: «التمثيل الخارجي لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل هو رسالة حضارية نعبّر من خلالها عن ثقافتنا وهويتنا الإماراتية، أشعر بالفخر والثقة بقدرتي على تحقيق الأفضل».

من جانبه، أعرب سعيد سليمان خنبشي، الذي سيلتحق بجامعة في ولاية فلوريدا لدراسة علوم الفضاء، عن تطلعه لاكتساب خبرات متقدمة في أحد أكثر التخصصات دقة وأهمية، قائلاً: «علوم الفضاء طفولتي واليوم أراه يتحقق بفضل دعم القيادة الرشيدة، سأجتهد لأكون عنصراً فاعلاً في مشاريع الإمارات الطموحة في قطاع الفضاء».

أما عبد الرحمن المسفر، فأكد أن الدعم الحكومي والبيئة المحفزة كانت أبرز الدوافع التي شجعته على خوض هذه التجربة، مضيفاً: «الابتعاث ليس مجرد دراسة، بل هو مدرسة حياة كاملة، أشكر الوزارة على هذه الثقة وسأسعى بكل جهدي لأكون على قدر هذه المسؤولية». وفي جانب آخر، قالت روضة أحمد العامري، طالبة ماجستير في جامعة زايد وحاصلة على قبول من جامعة سيدني في تخصص نادر يجمع بين علوم والقانون: «اختياري ضمن البرنامج يعكس اهتمام الوزارة بتشجيع التخصصات الدقيقة والمهمة، الدعم المالي والمعنوي الذي نحصل عليه مذهل، والدي كان أول من شجعني وهذا يدفعني لبذل المزيد من الجهد».

عشقي للفيزياء لا ينتهي

في حين عبّرت نود محمد سالم المهري، الطالبة المبتعثة إلى أستراليا، عن شغفها الشديد بالدراسة في الخارج، متأثرة بتجربة شقيقتها في وقالت: «رأيت كيف غيّر الابتعاث من شخصية أختي وأردت أن أعيش هذه التجربة بنفسي، اجتزت اختبار «الآيلتس» بمعدل 6.5، وحصلت على قبول من جامعة أسترالية في تخصص أعشقه وهو الفيزياء، حصلت على 98% في الثانوية و100% في الفيزياء وأنا فخورة بانضمامي لهذا البرنامج».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا