أكَّد الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن التبرع بالأعضاء عمل إنساني نبيل يعكس أرقى درجات التضامن والتكافل في المجتمعات الواعية المزدهرة، ليعيد الأمل لمن فقدوا القدرة على مواصلة حياتهم بصورة طبيعية ويبعث السعادة في نفوس ذويهم وهو ما توليه دولة الإمارات أهمية بالغة، إذ رسّخت التبرع بالأعضاء قيمة أصيلة ضمن رؤية الدولة لتعزيز جودة الحياة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في ظل توجهات القيادة الحكيمة التي تجعل من الإنسان وصحته أولوية قصوى، لتغدو الإمارات مثالاً عالمياً في الابتكار والاستدامة الصحية.أكد الدكتور محمد سليم العلماء، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، أنه بفضل الرؤية الاستشرافية وجهود المؤسسات الصحية بالدولة، حقق برنامج «حياة» إنجازات نوعية تتمثل في ارتفاع عدد المسجلين للتبرع ونمو ثقافة التبرع وتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة، مع اعتماد أحدث التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لضمان الشفافية والكفاءة في كل مراحل التبرع والزراعة، ما عزز مكانة الإمارات في صدارة دول الخليج العربية في عمليات التبرع والزراعة، لتحصد بذلك ثمار استثمارها المستدام في تحسين الوعي والتطوير التشريعي والتنظيمي. برنامج حياة وفي سياق متصل، أجريت في إمارة أبوظبي، منذ إطلاق البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» عام2017 1090 عملية زراعة ناجحة.ويجسّد هذا الإنجاز كفاءة منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي ومكانتها المتقدمة عالمياً، مدعومةً ببنية تحتية طبية رائدة وكفاءات استثنائية تسهم في إنقاذ الأرواح. وبذلك تعلن أبوظبي تحقيقها تقدماً كبيراً في مسيرتها نحو الريادة في التميز الطبي، عبر ريادتها في زراعة الأعضاء وتحقيقها لنقلة نوعية في تحسين جودة حياة المرضى. وقالت الدكتورة نورة الغيثي، وكيلة دائرة الصحة – أبوظبي بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء: «هذا الإنجاز يُجسّد التزام أبوظبي الراسخ بتقديم رعاية صحية عالمية، فبفضل بنيتها التحتية المتطورة، وكفاءاتها الطبية، وتبنّيها للابتكار، أصبحت مركزاً إقليمياً رائداً في زراعة الأعضاء، يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من حدود المنطقة. وندعو الجميع إلى التسجيل للتبرع بالأعضاء ضمن برنامج «حياة»، فمبادرة فرد واحد يمكن أن تنقذ أرواحاً عدة، وتمنح الأمل للمرضى، وتسهم في رسم مستقبل أكثر صحةً للجميع».وشهدت الإمارة خلال عام 2024 إجراء 290 عملية، شملت 7 عمليات زراعة قلب، و142 كلية، و117 كبد، و22 رئة، وعملتيْ بنكرياس.بدورها، أعلنت مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـ«دبي الصحية»، أنها أسهمت في إنقاذ حياة 60 مريضاً من خلال دعم عمليات زراعة الأعضاء، ضمن حملة «تبرعكم حياة» بنسختيها الأولى والثانية، في خطوة تجسد التزامها بدعم مرضى الفشل العضوي وترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء كقيمة إنسانية نبيلة ويأتي هذا الإعلان تزامناً مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، الذي يصادف 13 أغسطس من كل عام. ومنذ انطلاق الحملة في أبريل 2021، تكفَّلت مؤسسة الجليلة بتغطية تكاليف 60 حالة لزراعة الأعضاء توزَّعت بين 53 عملية زراعة كلى و7 عمليات زراعة كبد، من بينهم 24 طفلاً من مرضى الفشل الكلوي و5 أطفال من مرضى فشل الكبد، فيما تواصل جهودها لدعم أكثر من 65 مريضاً، لتوفير حلولاً مستدامة لمرضى الفشل العضوي من غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج. وأعلن الدكتور عامر الزرعوني، المدير التنفيذي لمؤسسة الجليلة، تحويل حملة «تبرعكم حياة» إلى برنامج دائم في المؤسسة، تحت مظلة برنامج «عاون»، يُعنى بجمع التبرعات لمرضى الفشل العضوي وتوفير الدعم اللازم لهذه الفئة، لتلبية الطلب المتزايد على عمليات زراعة الأعضاء، بما ينسجم مع عهد دبي الصحية «المريض أولاً».وقال: «في اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، نؤكد التزامنا بدعم مرضى الفشل العضوي ونشكر المانحين ورواد العطاء من الأفراد والمؤسسات، موجهاً الشكر لكل من شارك في دعم حملة «تبرعكم حياة» بنسختيها الأولى والثانية».من جهته، أوضح الدكتور أشرف الحناوي، استشاري جراحة زراعة الأعضاء في «دبي الصحية»، أن الفريق الطبي يعمل بشكل تكاملي لتقييم حالة المتبرع والمتلقي قبل الزراعة، لضمان أعلى معدلات النجاح على المدى الطويل.وفيما يخص المتبرعين، أشار الحناوي إلى خضوعهم لفحوصات دقيقة تشمل الفحص التشريحي للكلى واختبارات وظائفها، والتحري عن أي أمراض معدية أو سرطانية، فضلاً عن التقييم النفسي والاجتماعي، مضيفاً أن جميع الحالات تُعرض على لجنة طبية متعددة التخصصات، لتحديد مدى أهليتهم للتبرع.