مثل الدكتور الياباني جنشيتسو سن، الذي نعاه الخميس، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، رمزاً للتعارف بين الحضارات والثقافات، بعدما اشتهر بتقديمه الشاي التقليدي الياباني «سادو» إلى قادة وملوك العالم، مؤسساً لفلسفة «السلام من خلال كوب شاي»، طوال حياته التي امتدت 102 عام.
وكتب سموه عبر حسابه في «إكس»: «خالص العزاء في وفاة الدكتور جنشيتسو سن إلى ذويه ومحبيه والشعب الياباني. كان رمزاً للتعارف بين الحضارات والثقافات ونموذجاً للاعتزاز بالتراث والحفاظ عليه للأجيال المقبلة من خلال طقوسه في تحضير الشاي التقليدي الياباني».
وتابع سموه: «قام بدور مهم في تعزيز التفاعل الثقافي بين الإمارات واليابان من خلال تعريف الشعب الإماراتي بالتقاليد اليابانية العريقة».
طيار كاميكازي
وولد جنشيتسو سن في كيوتو اليابانية في العام 1923، وفي عام ١٩٤١،التحق بجامعة دوشيشا، في نفس الوقت الذي شنت فيه اليابان الحرب على الولايات المتحدة، وبعد عامين كان من بين ١٠٠ ألف طالب جُنّدوا للقتال. وخلال تلك الترة تدرب سن ليصبح طيارًا كاميكازي، لكن الحرب انتهت قبل أن ينفذ مهمته.
وبدأت علاقة سن بـ«سادو» عندما عمره ست سنوات، إذ بدأ تلقي في تلك الفترة دروساً ليصبح معلماً كبيراً في تقديم الشاي الياباني.
وخلال الحرب، أحضر سن معه معدات الشاي، وقدّم شاي وداع لمجموعة من زملائه المتدربين قبل مهمتهم.
السلام من خلال كوب شاي
وبصفته أحد الناجين من مهمة «كاميكازي» خلال الحرب، والتي شهدت خلالها انطلاق لعديد من زملائه الطيارين في رحلات ذهاب فقط، كرس سن حياته لمناهضة الحرب، وروج «للسلام من خلال كوب من الشاي».
وقال سن في تصريحات له: «تقديم الشاي يجلب السلام للجميع. إذا شعر الجميع بالسلام، فلن تكون هناك حرب».
أصبح سن الأستاذ الأكبر الخامس عشر لمدرسة «أوراسينكي» لحفلات الشاي اليابانية في العام ١٩٦٤. وتُعد «أوراسينكي» واحدة من ثلاث مدارس مرموقة تأسست في أوائل القرن الـ 17 خاصة بالشاي الياباني.
رسالة عالمية مناهضة للحرب
وعلى مدار حياته، أقام سن حفل الشاي أكثر من ٣٠٠ مرة في ٧٠ دولة للترويج لفن «سادو»، «للسلام من خلال كوب من الشاي»، ناشراً رسالته المناهضة للحروب عبر العالم.
وأقام سن مراسم شاي للدعاء من أجل السلام في السنوات المهمة التي تُشير إلى نهاية الحرب، وفي عام ٢٠١١، قدّم الشاي في النصب التذكاري لسفينة «يو إس إس أريزونا» في هونولولو، هاواي، تكريماً لأرواح ضحايا الهجوم الياباني على بيرل هاربور في ٧ ديسمبر ١٩٤١.
تفاعل روحي بين البشر
ويعود تاريخ شاي «سادو» إلى عصور اليابان القديمة، ولايزال محفوراً في ثقافتهاعبر اهتمام الأجيال بتوارثه، ونقله الى المهتمين والاسر اليابانية كتقليد تراثي يجسد ضيافة الشاي الممزوجة بالصفاء الروحي والجمالي.
وتعتبر «سادو» قضية تفاعل وتبادل روحي بين البشر – أي بين صاحب البيت والضيوف، حيث الاستغراق بكامل الحواس فى ايجاد مناسبة الهدف منها تحقيق الاستمتاع الجمالى و الفكرى و الجسدى و صفاء الذهن للضيوف مع الشعور بالسلام والنوايا الحسنة ليتحول العالم من حولك الى مكان للسعادة الحقيقية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.