جامعة الشارقة تطلق برنامجاً أكاديمياً رائداً يدمج التراث الثقافي بالممارسات المعاصرة للمتاحف والمعارض
في خطوة تعكس التزامها المتجدد بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الصناعات الإبداعية، أعلنت جامعة الشارقة إطلاق برنامج بكالوريوس الفنون الجميلة في تاريخ الفن ودراسات المتاحف، والمقرر بدء الدراسة فيه اعتباراً من فصل الخريف 2025، وذلك تحت مظلة كلية الفنون الجميلة والتصميم.
يُعد هذا البرنامج الأول من نوعه في دولة الإمارات، حيث يجمع بين دراسة تاريخ الفن وممارسات المتاحف الحديثة، ويُقدم بالتعاون بين قسم الفنون الجميلة بكلية الفنون الجميلة والتصميم، وقسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وتم اعتماده من وزارة التعليم العالي، ويحظى بدعم كل من هيئة الشارقة للمتاحف ومؤسسة الشارقة للفنون.
يمنح البرنامج الطلبة تجربة تعليمية متعددة التخصصات، تدمج بين الجوانب النظرية والممارسات المهنية، من خلال منهج دراسي معتمد يتضمن تدريبًا عمليًا في الفصل الثامن، ويغطي 123 ساعة معتمدة. ويهدف إلى إعداد كوادر مؤهلة لقيادة القطاع الثقافي، من خلال توفير المهارات والمعارف اللازمة للعمل في المتاحف، والمعارض الفنية، والمؤسسات الثقافية، والإبداعية محلياً ودولياً.
القطاع الثقافي والإبداعي
وفي هذا الإطار، صرّح الدكتور عصام الدين عجمي، مدير جامعة الشارقة، قائلاً: «يأتي إطلاق برنامج بكالوريوس الفنون الجميلة في تاريخ الفن ودراسات المتاحف ترجمةً لاستراتيجية الجامعة الرامية إلى استحداث برامج أكاديمية نوعية تلبي احتياجات سوق العمل المستقبلية، وتُواكب التحولات في المجال الثقافي، عبر تأهيل كوادر قادرة على قيادة القطاع الثقافي والإبداعي في الدولة، الذي يشهد نمواً متسارعاً في الوقت الحالي. ويتكامل هذا التوجّه مع الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية التي أطلقتها دولة الإمارات في عام 2021م، والهادفة إلى جعل الدولة مركزًا عالميًا للإبداع الثقافي، وجذب المبدعين من جميع أنحاء العالم».

وأضاف مدير الجامعة: «لقد جاء إعداد هذا البرنامج ثمرةً لتعاون بنّاء مع عدد من المؤسسات الثقافية الرائدة في إمارة الشارقة، وعلى رأسها هيئة الشارقة للمتاحف ومؤسسة الشارقة للفنون، واللتين كان لدعمهما دور محوري في بلورة الهوية الأكاديمية والمهنية للبرنامج. ونحن في جامعة الشارقة نؤمن بأن هذا النوع من الشراكات يُعزز من جودة البرامج التعليمية ويُسهم في إعداد كوادر متخصصة يمتلكون الكفاءة والمعرفة لخدمة القطاع الثقافي على المستويين المحلي والدولي».
منصة أكاديمية
من جانبها أكدت الدكتورة نادية الحسني، عميدة كلية الفنون الجميلة والتصميم أن إطلاق هذا البرنامج يمثل نقلة نوعية في التعليم الفني والثقافي في المنطقة، وعبّرت عن فخر الكلية بتوفير منصة أكاديمية تُمكّن الطلبة من أن يكونوا سفراء للتراث والفنون، وقادة في الحقول الإبداعية المستقبلية.

وأضافت، أن البرنامج يأتي في ظل ما تشهده دولة الإمارات من نهضة متحفيه وثقافية لافتة، حيث تحتضن دولة الإمارات أكثر من 170 متحفاً حكومياً وخاصّاً، إلى جانب مئات المعارض الفنية.
ويتضمن البرنامج منهجًا دراسيًا يمتد على مدى أربع سنوات، ويقدم تأسيسًا قويًا في الاستوديوهات العملية مع تدريب ميداني في الفصل الدراسي الثامن. كما يحصل الطلبة على منظور شامل من خلال التعاون بين قسمي الفنون الجميلة في كلية الفنون الجميلة والتصميم، وقسم التاريخ والحضارة الإسلامية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
يفتح البرنامج أمام خريجيه مجالات مهنية متنوعة في الصناعات الثقافية والإبداعية، بما في ذلك العمل كتجار ومؤرشفين فنيين، وصحفيين ومقيمين فنيين، وأمناء ومرشدين في المعارض والمتاحف، وموظفين ثقافيين، وفي إدارة المتاحف والمؤسسات الثقافية.