تضطلع المؤسسات والجمعيات الخيرية في دولة الإمارات بأدوار بارزة ومؤثرة في مجال العمل الإنساني على مستوى الدولة وخارجها، مقدمة صورة مشرقة عن طبيعة المجتمع الإماراتي وثقافة العطاء المتجذرة في نفوس جميع أبنائه.وواصلت تلك الجمعيات والمؤسسات خلال العام 2025 تنفيذ المبادرات الإنسانية والتنموية والبرامج المجتمعية التي تسهم في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات المستهدفة، مستلهمة من رؤية القيادة الرشيدة ونهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».وأكَّدت جمعية «دبي الخيرية» أن العمل الإنساني يمثل قيمةً جوهرية وسمةً أساسية للمجتمع الإماراتي وثقافة راسخة جعلت من دولة الإمارات تنال المكانة الأرفع في المنظومة العالمية للعمل الإنساني.وقال أحمد السويدي المدير التنفيذي لجمعية دبي الخيرية في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»: إن جمعية دبي الخيرية تسعى في مبادراتها إلى إسعاد أكبر عدد ممكن من المستفيدين داخل الدولة وخارجها، مشيراً إلى أن الجمعية ركَّزت خلال النصف الأول من عام 2025 على تلبية الاحتياجات الأساسية لملايين المستفيدين في 20 دولة حول العالم، إضافة إلى دولة الإمارات وفي مختلف المجالات.وأضاف أن الجمعية قامت ببناء 18 مجمعاً وقرية سكنية أتاحت مأوى آمناً للآلاف من الأسر، إضافة إلى تشييد 470 مسكناً للفقراء لتوفير بيئة كريمة ومستقرة للأسر التي تعيش تحت خط الفقر.وأشار إلى أن الجمعية عملت على تعزيز البنية التحتية التعليمية حول العالم، إذ تم بناء 25 مدرسة جديدة مما فتح أبواب العلم أمام آلاف الطلاب، إضافة إلى بناء مركزين للتدريب المهني وذلك لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمستقبل أفضل، كما نفذت 361 مشروعَ دعمٍ للتعليم شملت توفير الكتب والمستلزمات الدراسية والوسائل التعليمية للطلاب المحتاجين.وأوضح أن الجمعية أسهمت في توفير المياه النظيفة والآمنة عبر حفر 3922 بئراً في العديد من المجتمعات المحرومة، كما نفذت 1416 مشروعاً لسقيا الماء في المناطق التي تعاني شح المياه.ولفت إلى أن «دبي الخيرية» قدَّمت خلال النصف الأول من العام الجاري الرعاية الصحية لـ1513 حالة مرضية، كما قامت بإنشاء 21 مستوصفاً جديداً لتوفير الخدمات الطبية الأساسية للمجتمعات المحتاجة، كما عملت على دمج ودعم أصحاب الهمم عبر تنفيذ 65 مشروعاً مخصصاً لهم. وأشار إلى أن الجمعية نفذت 1700 مشروع عام متنوع بما يخدم شريحة واسعة من المستفيدين، كما أولت اهتماماً خاصاً بدعم الأسر المنتجة حيث قدَّمت الدعم لـ426 أسرة وذلك بهدف تمكينها اقتصادياً وتحويلها من أسر مستهلكة إلى منتجة، وبالإضافة إلى ذلك تم تنفيذ 1402 مشروع وقف خيري لضمان استمرارية الخير وتلبية احتياجات الأجيال القادمة. ونوه السويدي، إلى حملة «يدوم الخير» التي أطلقتها الجمعية خلال شهر رمضان المبارك واستفاد منها أكثر من 4 ملايين شخص.وفي ذات السياق، كشف التقرير نصف السنوي لعام 2025 لجمعية الشارقة الخيرية أن الإجمالي الكلي للمساعدات والكفالات والمشاريع التي نفذتها الجمعية بلغ ما يزيد عن 214 مليوناً و415 ألف دولار أمريكي، استفاد منها أكثر من مليون و546 ألف شخص داخل الدولة وخارجها.بدورها أعلنت مؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية سلسلة من الإنجازات والبرامج النوعية التي أنجزتها خلال النصف الأول من عام 2025، محققة أثراً مباشراً ومستداماً في حياة الآلاف داخل إمارة رأس الخيمة وخارجها.واستعرضت المؤسسة في تقريرها نصف السنوي تفاصيل مساهماتها المحلية والدولية ومن أبرزها المشاركة المؤثرة ضمن عملية «الفارس الشهم 3» وتوسيع نطاق المساعدات الاجتماعية والإنسانية داخل الإمارة، إضافة إلى مواصلة الشراكات النوعية مع الجهات الرسمية لدعم الفئات الأكثر احتياجاً. وحرصت المؤسسة خلال الأشهر الستة الأولى من 2025على تغطية احتياجات واسعة لمئات الأسر المتعففة داخل إمارة رأس الخيمة وذلك من خلال برامج متكاملة شملت التعليم، الصحة، كفالة الأيتام والسكن، إضافة إلى مساعدات مالية وإنسانية مباشرة.ونفَّذت المؤسسة مبادرة «بالعلم نرقى» بالتعاون مع بنك دبي الإسلامي الهادفة إلى دعم الطلبة المتعثرين دراسياً، كما امتدت جهود المؤسسة إلى دعم القطاع الصحي، عبر توفير الأدوية، إجراء العمليات الجراحية، توزيع الأطراف الصناعية وتقديم مستلزمات طبية مثل الكراسي المتحركة للحالات المرضية والإنسانية المستعجلة.وتضمنت برامج المؤسسة كفالة عدد من الأيتام داخل الدولة وتوفير احتياجاتهم الأساسية والتعليمية والصحية، كما قامت بتقديم مساعدات مالية مقطوعة للأسر المحتاجة، لتغطية تكاليف الإيجارات، فواتير الكهرباء والماء وتسوية قضايا مالية عاجلة.وأطلقت المؤسسة مشروع «مجالس الأهالي» في عدد من مناطق إمارة رأس الخيمة التي تهدف إلى تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية وتوفير مقر دائم لمناسباتهم الاجتماعية المختلفة.وواصلت المؤسسة دعمها لـ«صندوق الفرج» التابع لوزارة الداخلية، عبر التبرع لمساعدة النزلاء المعسرين والمساهمة في الإفراج عن عدد منهم.كما نفَّذت المؤسسة خلال شهر رمضان المبارك حملة استهدفت دعم الأسر المتعففة وتضمنت توزيع أكثر من 25,000 وجبة إفطار صائم يومياً في مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة وتوزيع سلال غذائية وكوبونات شرائية إضافة إلى كسوة العيد للأطفال والأسر المتعففة.وقدَّمت المؤسسة مساهمات كبيرة ضمن عملية «الفارس الشهم 3» شملت 6000 سلة غذائية و6000 طرد مستلزمات أطفال و4 صهاريج مياه وشحنة أدوية بلغ وزنها 12 طناً.وفي ذات السياق، واصلت جمعية «الإمارات الخيرية» جهودها في مجال العمل الإنساني خلال العام الجاري، التي ترجمتها مجموعة من المشروعات والبرامج التنموية داخل دولة الإمارات وخارجها. وكشفت الجمعية عن تنفيذ 1451 مشروعاً خيرياً خلال النصف الأول من عام 2025 توزَّعت بين بناء 139 مسجداً وحفر 319 بئراً وتركيب 893 مضخة مياه وتشييد 21 فصلاً دراسياً وبناء 7 دور أيتام وتشييد 4 مجمعات تنموية و3 عيادات صحية و5 منازل للفئات المحتاجة، مع استكمال 60 ملحقاً للمساجد، مما يعكس رؤية الجمعية في التنمية المستدامة. (وام) طارق العامري: نثمِّن شجاعة وتفاني المتطوعين أكَّد الدكتور طارق أحمد العامري، رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، على ما توليه دولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من اهتمام بالغ بكافة العاملين في الخطوط الأمامية والميادين الإغاثية ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، نحو تقديم المساعدة العاجلة للمجتمعات المتأثرة بسبب الكوارث والأزمات والحروب والصراعات في مختلف أرجاء العالم، إذ تثمن الإمارات شجاعة وتفاني وصمود مئات الآلاف من المتطوعين والعاملين في مجال العمل الإنساني. وأوضح العامري، في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، أن وكالة الإمارات للمساعدات الدولية بتوجيهات سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، تواصل التوجه الثابت للدولة نحو تقديم الإغاثة الطارئة وابتكار الحلول الجديدة للاستجابة الفورية مما يخفف كثيراً من تداعيات الأزمات وتبعات الكوارث ويعمل على سرعة التعافي المبكر للمتضررين والمنكوبين. (وام)