تناقش الدورة الحادية عشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر مجموعة من الحلول المبتكرة لمواجهة التغير المناخي، وإحراز تقدم ملموس نحو تحقيق الحياد الكربوني، وتعد العدالة المناخية وسبل تطبيق الحلول الاستشرافية للتحول السريع والعادل إلى اقتصاد أخضر عالمي متكامل من أبرز الحلول التي تطرحها القمة. تقام القمة تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وينظمها المجلس الأعلى للطاقة، وهيئة كهرباء ومياه دبي، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، يومي 1 و2 أكتوبر 2025 في مركز دبي التجاري العالمي تحت شعار «الابتكار المؤثر: تسريع مستقبل الاقتصاد الأخضر». انتقال منظم وقال سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر: «تسهم القمة في استمرار زخم اتفاق الإمارات التاريخي الناتج عن مؤتمر الأطراف COP28، لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، كما تبرز أهمية استثمار الابتكار والتكنولوجيا والتمويل والاستفادة من الأبحاث المبنية على البيانات لتوفير التمويل المناخي للدول والمجتمعات الأشد احتياجاً إليه لضمان مصلحة البشرية بأكملها». وبحسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، فإن هناك أكثر من 666 مليون شخص حول العالم ما زالوا محرومين من الكهرباء، على الرغم من وصولها إلى ما يقرب من 92% من سكان الكوكب. وقال فلافيان فيلوميل جوبير، وزير الزراعة والبيئة والتغير المناخي في سيشل: «نعيش في عالم مترابط، موارده محدودة، وقدرته على الصمود في وجه سوء الاستخدام البشري محدودة أيضاً، ويتوجب على جميع الأفراد في دول العالم أخذ هذا في حسبانهم أثناء سعيهم لتحقيق التنمية». فيما قال ماكس أندونيرينا فونتين، وزير البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر: «يجب أن يعيد الانتقال الأخضر الأمور إلى نصابها الصحيح، ويحمي الفئات الضعيفة، وخلال مشاركتي في القمة سأعمل على إيصال أصوات من نسيهم العالم». أما معاوية محمد، وزير السياحة والبيئة في المالديف، فقال: «باعتبارها دولة جزرية صغيرة نامية، تلتزم المالديف بالتعاون مع الشركاء العالميين لتعزيز العمل المناخي وضمان مستقبل مستدام للجميع». منصة قيمة وقالت الدكتورة طريفة عجيف الزعابي، المدير العام، المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا): «يتطلب تحقيق اقتصاد أخضر حقيقي حلولاً تستند إلى العلم والابتكار والتعاون العالمي، وتمثل القمة منصةً قيّمة لتعزيز هذا الحوار وتوطيد العمل المشترك لمواجهة التحديات المناخية». بدورها، قالت البروفيسورة نازيا م. حبيب، أستاذة في جامعة كامبريدج: «يتطلب الانتقال الأخضر العادل اتخاذ قرارات مشتركة، تشمل توضيح الجهات المستفيدة». وقال أولاف فان دير فين، الرئيس التنفيذي والمؤسس الشريك لشركة أوربسك: «يمثِّل الغذاء عاملاً مؤثراً في تفاقم التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، إلى جانب كون الغذاء واحداً من أكبر ضحايا التغير المناخي، مما يشكل حلقةً مفرغة خطِرة، ويجب أن نبدأ بالعمل المناخي ومواصلة تصميم نظام غذائي عالمي أكثر مرونةً وصحةً ومسؤوليةً». وقالت أنجيلا حمصي، مؤسسة شركة «إغنايت إنرجي أكسس» وشركة «إغنايت بارتنرز»: «إن الطاقة المتجددة الموزعة لا تنتظر المستقبل، بل تعمل على تمكينه، وقد أثبتت تفوقها في أكثر أسواق العالم صعوبة واستعصاءً». وقال الكاتب والصحفي اللامع مايكل بولان: «تعمل الفعاليات مثل القمة العالمية للاقتصاد الأخضر والمنتديات التي تنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي على طرح سياسات وابتكارات، فضلاً عن فتح الباب أمام إعادة صياغة رؤيتنا المشتركة حول الطاقة والغذاء وكوكب الأرض». من ناحيته، قال هاني طعمة، رئيس الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا - شركة كيرني: «يجب أن يخدم العمل المناخي الناس، وخاصةً الناس الذين يعانون أكثر من غيرهم جراء الهشاشة البيئية والهيكلية. هذا هو المعنى الحقيقي للعدالة المناخية، فهي ليست مجرد حماية، بل تمكين أيضاً». تفاقم المشكلة وقال آدري بولس، الرئيس التنفيذي لشركة «ديسوليناتور»: «يتسبب التغير المناخي في تفاقم التحدي العالمي المتمثل في ندرة الغذاء والمياه، ولا يمكننا معالجة هذه القضايا بمعزل عن بعضها. تستهلك الزراعة 70% من المياه العذبة في العالم، ومن المؤكد أن الظروف الجوية المتطرفة تتسبب في تفاقم هذه المشكلة». وخلال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2025، يبحث نخبة من صنّاع القرار والمسؤولين والخبراء والمبتكرين وممثلي المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي من أنحاء العالم تأثير التغير المناخي في المجتمعات الأكثر تأثراً، لا سيما في مجالات الصحة والأمن الغذائي والمياه، إضافة إلى المخاطر المتزايدة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وتلوث الهواء وندرة الموارد، مع تسليط الضوء على الحلول المبتكرة، مثل الزراعة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، واستخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الزراعة، وتقنيات إدارة المياه المتقدمة، كما تركز النقاشات على تعزيز الاستدامة والمرونة والتعاون الدولي. كما تتناول القمة سبل تحقيق تقدم طويل الأمد في مواجهة التحدي العالمي في ندرة الماء، وسبل تعزيز منظومة الأمن المائي المستدام على الصعيد العالمي، وتسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، واختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص على مستوى العالم لا يحصل على مياه الشرب الآمنة، ويعيش أكثر من ملياري شخص في بلدان لا تتوافر فيها إمدادات مياه كافية. إنجازات وتسلط القمة الضوء على أهمية الابتكار والتكنولوجيا في تطوير أنظمة صحية أكثر كفاءة وشمولية، ما يسهم في الحد من تداعيات التغير المناخي الذي يهدد بعرقلة عقود من الإنجازات في مجال تحسين صحة الإنسان، والتأثير سلباً في حياة الأفراد حول العالم. وتعزز أيضاً التعاون وحشد الجهود لاستثمار إمكانات النظم الزراعية والغذائية الذكية والمستدامة والمقاومة للمناخ في جهود مواجهة الضغوط والمخاطر الشديدة التي يفرضها التغير المناخي وتعزيز التكيف معها، وتحقيق خفض الانبعاثات الكربونية واستدامة إنتاج الغذاء، والقضاء على الجوع في العالم. وقد أظهرت الدراسات أن أنظمة الغذاء التقليدية تتسبب بأكثر من 30% من الانبعاثات العالمية، ما يؤكد ضرورة إحداث تحول جذري في نظم الغذاء العالمية وتبني حلول أكثر استدامة.