أصدرت مؤسسة القمة العالمية للحكومات، تقريراً استراتيجياً جديداً بعنوان «الانتقال إلى نموذج الرعاية الحكيمة (Value-Based Care - VBC)»، يتناول سبل تعزيز كفاءة الأنظمة الصحية من خلال التحول من النماذج التقليدية القائمة على حجم الخدمات إلى نماذج تركز على القيمة والمخرجات الصحية الفعلية. ويأتي هذا التقرير في سياق التحديات المتزايدة التي يواجهها القطاع الصحي عالمياً، وعلى رأسها ارتفاع التكاليف وتسارع الشيخوخة السكانية وازدياد معدلات الأمراض المزمنة.المرضى وتجاربهمويسلّط التقرير الذي أصدرته «القمة»، بالتعاون مع شركة «بي دبليو سي» (PwC)، الضوء على أهمية وضع نتائج المرضى وتجاربهم في صميم عملية الرعاية الصحية، باعتبار ذلك حجر الأساس لأي نموذج يسعى إلى رفع جودة الخدمات وضمان استدامتها المالية. كما يشدد على ضرورة إعادة مواءمة الحوافز بين مقدمي الرعاية الصحية وشركات التأمين، بما يقلّل من الهدر في الموارد، ويركز على تحقيق قيمة فعلية مضافة للمريض والمجتمع.ويستند التقرير إلى تجارب تطبيق نموذج الرعاية الصحية القائمة على القيمة في أمريكا الشمالية وأوروبا؛ حيث أظهرت هذه التجارب نتائج ملموسة في تحسين الكفاءة وجودة الرعاية، ورغم أن هذا النموذج لا يزال حديثاً نسبياً في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن التقرير يشير إلى إمكانية تكييفه بنجاح ليتماشى مع احتياجات ومتطلبات الأنظمة الصحية في المنطقة.ويوضح التقرير أن الإنفاق الصحي في كثير من دول العالم، بات ينمو بوتيرة تتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي، ما يفرض على صناع القرار إعادة النظر في هيكلة النماذج الصحية القائمة، ويقترح التقرير ثلاثة محاور رئيسية لإعادة تشكيل الكفاءة الحكومية في القطاع الصحي، تبدأ بمواءمة الحوافز المالية والتشغيلية لضمان استدامة النظام.وأكدت ريم بجاش، نائب مدير شؤون الاستراتيجية والمحتوى والاتصال في مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن تسليط الضوء على نموذج الرعاية الصحية الحكيمة، يأتي في إطار سلسلة من الدراسات الاستراتيجية التي تنفذها المؤسسة بالشراكة مع مؤسسات بحثية دولية، بهدف دعم الحكومات في تصميم نماذج مستقبلية أكثر كفاءة وعدالة.دعم المزوّدينمن جهته، قال أحمد فايـاز، الشريك المسؤول عن الاستشارات الصحية في شركة «بي دبليو سي» الشرق الأوسط: «لقد وضعت دول مجلس التعاون الخليجي الأساس لتحول الرعاية الصحية القائمة على القيمة، بدءاً من برنامج «إجادة» في دبي، الذي يهدف إلى تحسين جودة الرعاية في 30 مجالاً ذا أولوية بحلول عام 2025». ويتناول التقرير التطورات والتحديات التي تواجه هذه النماذج مع التركيز على العوامل الأساسية التي تضمن نجاحها.