أعلنت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي توحيد ممارسات وقواعد تعيين الكوادر التعليمية، لترسيخ المعايير المهنية وحماية الطلبة في المؤسسات التعليمية.
جاء ذلك وفقاً لـ«الدليل الفني لتعيين الكوادر التعليمية في المدارس الخاصة في دبي»، و«الدليل الفني لحالات استبعاد الكوادر التعليمية»
الهيئة أصدرت الدليلين لضمان حصول كل متعلم على الدعم الذي يحتاج إليه من معلمين أكفاء يتحلون بأعلى معايير النزاهة والمهنية والاحترام الثقافي.
يأتي ذلك، في إطار حرصها على الارتقاء بمنظومة التعليم الخاص في دبي، وتوحيد ممارسات وقواعد تعيين أعضاء الكادر التعليمي في المدارس الخاصة لتهيئة بيئة تعليمية أكثر استقراراً وفاعلية، وترسيخاً للمساءلة والشفافية في الميدان التعليمي.
وتتماشى هذه السياسات مع أهداف استراتيجية التعليم في دبي 2033، إذ تندرج ضمن كل من مبادراتها: «أنا بخير» و«إطار التنظيم المرن» و«قم للمعلم»، التي تضع جودة حياة الطلبة وجودة تعليمهم في قلب الرؤية المستقبلية لإحداث نقلة نوعية في قطاع التعليم الخاص بدبي، وتدعم بناء نظام تعليمي مرن، وشامل، وجاهز للمستقبل.
ووفقاً للدليل الفني لتعيين أعضاء الكادر التعليمي في المدارس الخاصة، فقد حدَّدت الهيئة حزمة من الإرشادات المتعلقة بسياسة تعيين أعضاء الكادر التعليمي في مختلف المراحل الدراسية، بمن فيهم مديرو المدارس، وذلك لتعزيز أرقى معايير التدريس وضمان تقديم خدمات تعليمية متكافئة في المدارس الخاصة بدبي.
وتهدف هذه الإرشادات إلى ضمان استيفاء المرشحين المحتملين للمعايير المهنية المعتمدة، من خلال تقييم مؤهلاتهم العلمية وخبراتهم السابقة، ومدى التزامهم بالميثاق المهني والأخلاقي، وقواعد السلوك الوظيفي. ويأتي ذلك في إطار تعزيز جودة الكوادر التعليمية، واستقطاب معلمين مؤهلين في مختلف التخصصات، بما في ذلك اللغة العربية والتربية الإسلامية.
كما تسهم هذه المبادرات في ترسيخ مكانة دبي كوجهة دولية متميزة لجذب الكفاءات التعليمية وتوفير تعليم عالي الجودة.
تمكين المعلمين
وقالت د. آمنة المازمي، المدير التنفيذي لقطاع التطوير والتنمية البشرية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: «يمثل تمكين المعلمين إحدى الركائز الأساسية لاستراتيجية التعليم في دبي 2033، كما يُعدّ ضمان حصول جميع الطلبة على جودة تعليم عالية أولوية رئيسية، إلى جانب توفير بيئة تعليمية يسودها الأمان والاحترام باعتبار ذلك حقاً أساسياً لكل متعلِّم في دبي».
وأضافت: «يرسخ هذان الدليلان مبادئ النزاهة المؤسسية، ويدعمان استبقاء الكفاءات التعليمية، ويسهمان في تعزيز مكانة دبي كوجهة دولية للتعليم المتميز وجذب المواهب. نحن حريصون على دعم طلبتنا من خلال تمكين المعلمين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية رعاية الطلبة وتوجيههم».
وأشارت المازمي إلى أن إصدار هذين الدليلين يُشكّل خطوةً محورية نحو توفير بيئة مستقرة وداعمة للكوادر التعليمية والمجتمع المدرسي، تضمن التزام جميع المعلمين بمعايير موحَّدة ورفيعة المستوى، كما يعكس التزام الهيئة الراسخ بصون جودة حياة الطلبة وحمايتهم، إلى جانب ترسيخ ممارسات مهنية مسؤولة تضمن امتثال جميع العاملين في القطاع التعليمي، على اختلاف أدوارهم ومواقعهم، لأعلى معايير المهنية والنزاهة والسلوك الأخلاقي.
إطار موحَّد
ويشمل الدليل الفني لتعيين أعضاء الكادر التعليمي في المدارس الخاصة في إمارة دبي عدداً من التحديثات والإرشادات الخاصة بعملية التعيين، حيث يجب على المدارس التأكد من أن جميع المعلمين الجدد، بما في ذلك معلمو اللغة العربية والدراسات الإسلامية، يستوفون معايير هيئة المعرفة والتنمية البشرية من حيث المؤهلات والخبرات والسلوك المهني، إلى جانب إجراءات الفحص والتدقيق. كما يتضمن الدليل إرشادات خاصة بمعلمي مرحلة الطفولة المبكرة، والمرحلة الابتدائية، والمرحلة الثانوية.
وتدخل هذه الإرشادات الجديدة حيّز التنفيذ الفوري للمعلمين ومديري المدارس الجدد، وكذلك الذين ينتقلون من مدرسة إلى أخرى داخل دبي. أما المعلمون والمديرون الحاليون الذين سيواصلون عملهم في مدارسهم الحالية، فسيُمنحون مهلةً زمنية تمتد حتى 1 سبتمبر 2028 للامتثال الكامل لمعايير المؤهلات المحدَّثة، وتُمدّد المهلة حتى إبريل 2029 للمدارس التي يبدأ عامها الدراسي في شهر إبريل.
إخطار التعيين
وبحسب الدليل، يجب أن يكون لدى المعلم «إخطار تعيين» ساري الصلاحية قبل البدء بأي مهام تدريسية في المدارس الخاصة بدبي.
ويُعدّ هذا الإخطار موافقة رسمية صادرة عن هيئة المعرفة، تُمكّن المعلم من العمل في مدرسة خاصة محددة في دبي، وتُفقَد صلاحيته عند انتهاء خدمة المعلم في تلك المدرسة.
ويحلّ «إخطار التعيين» محل «رسالة التعيين» التي كانت الهيئة تصدرها سابقاً.
ويشدد الدليل على أنه لا يجوز لأي عضو من أعضاء الكادر التعليمي، بمن فيهم مديرو المدارس، أن يحمل أكثر من إخطار تعيين واحد في الوقت نفسه، مما يُرسّخ التزام المعلم بمدرسة واحدة.
وفي إطار حرص الهيئة على تقليص معدلات انتقال أعضاء الكادر التعليمي خلال الفصل الدراسي، والجهود الرامية إلى استقرار البيئة التعليمية والحد من تعطل سير العملية التعليمية في المدارس الخاصة، فقد تم اعتماد «قاعدة التسعين يوماً».
وبموجب هذه القاعدة، يُطلَب من المعلمين الذين يغادرون المدرسة في منتصف الفصل الدراسي - سواء أتمّوا فترة الإشعار أم لا - الانتظار لمدة 90 يوماً قبل الالتحاق بوظيفة تدريسية جديدة في مدرسة خاصة أخرى في دبي.
ولا تُطبَّق هذه القاعدة على المعلمين الذين يُنهون فترة إشعارهم ويغادرون في نهاية الفصل الدراسي.
ويتضمّن الدليل كذلك «استبانة نهاية الخدمة» التي أعدّتها هيئة المعرفة والتنمية البشرية، والتي يتعيّن على المعلم أو مدير المدرسة تعبئتها عند مغادرة المدرسة.
وتُعد هذه الاستبانة أداة مهمة لجمع بيانات دقيقة حول معدلات دوران الكوادر التعليمية، وتحليل العوامل المؤثرة فيها، بما يسهم في تطوير السياسات الداعمة لاستقرار الكفاءات التعليمية في دبي.
ووفقاً للدليل، يجب على المعلمين الجدد إكمال برنامج تدريبي تمهيدي قبل البدء في التدريس بالمدارس الخاصة في دبي، ويشمل: الأخلاقيات المهنية، وقوانين وقيم دولة الإمارات، وحماية الطفل، والتعليم الدامج، وجودة الحياة، بالإضافة إلى التوقيع على «مدونة السلوك» التي تُوضّح التوقعات في هذا الشأن.
وفي هذا الإطار، وحرصاً منها على تعزيز إجراءات حماية الطلبة في المؤسسات التعليمية الخاصة في دبي، وتوفير بيئة تعليمية آمنة ورفيعة المستوى، أصدرت هيئة المعرفة والتنمية البشرية الدليل الفني لحالات استبعاد الكوادر التعليمية، بهدف تمكين المؤسسات التعليمية من ترسيخ مبدأ المساءلة بين العاملين في القطاع التعليمي، والتعامل مع حالات السلوك الجسيم أو التصرفات غير المهنية التي قد تصدر عن كوادر عاملة في المؤسسات التعليمية المرخصة من الهيئة، بما في ذلك الحالات التي قد تؤدي إلى الفصل أو الاستبعاد.
وينطبق هذا الدليل، الذي يدخل حيز التنفيذ فوراً، على جميع العاملين المصرح لهم من قبل هيئة المعرفة والتنمية البشرية، للعمل في المدارس الخاصة، ومراكز الطفولة المبكرة، ومؤسسات التعليم العالي، ومراكز التعليم المهني والمؤسسات التدريبية.
ويشير «استبعاد الكوادر التعليمية» إلى الإجراء الرسمي الذي تحظر بموجبه هيئة المعرفة على أي فرد العمل في أي مؤسسة تعليمية خاصة مرخّصة منها في دبي.
وبموجب الدليل، تُعد الإدانات الجنائية، أو الانتهاكات الجسيمة لحماية الطفل، أو المخالفات المهنية الفادحة، من المخالفات التي تستوجب الفصل من العمل والاستبعاد من المرة الأولى، في حين أن بعض السلوكيات الأخرى، مثل الاستخدام غير اللائق لوسائل التواصل الاجتماعي، أو تكرار التصرفات غير الصادقة أو غير المهنية، أو التصرفات التي لا تراعي ثقافة المجتمع المحلي، قد تؤدي أيضاً إلى الاستبعاد إذا كانت جسيمة أو متكررة.
وبمجرد صدور قرار الاستبعاد، يُمنع الموظف من التقدم لأي وظيفة أو شَغل أي منصب في أي مؤسسة تعليمية خاصة مرخّصة من الهيئة، ويتم إلغاء «إخطار التعيين» الصادر عنها.
ويتعين على المؤسسات التعليمية في دبي ضرورة الالتزام بتنظيم برامج تدريبية دورية في مجالات حماية الطلبة، والأخلاقيات، والسلوك المهني، ضمن جهودها لتوفير بيئة تعليمية إيجابية وآمنة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.