شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أمس، جلسة بعنوان «كيفية التحول إلى مدن ذكية ومستدامة»، ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة.مشاركونوشارك في الجلسة، التي أقيمت بالتعاون مع «بنك الاستثمار» كل من: الشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، وشريف توفيق رئيس شؤون الشراكات الخاصة بالذكاء الاصطناعي والسحابة السيادية في شركة مايكروسوفت، وغاري بورنيسكي المدير الإداري لمركز بوردو للأمن الغذائي العالمي، والطالب ريان بوسليمي الفائز في الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي.وقال الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، إن بناء المدن الذكية يقوم على شراكة متينة بين القطاعين العام والخاص، فالحكومة تضع الرؤية، بينما يقدّم الابتكار والمواهب القيمة المضافة اللازمة لتحقيقها، موضحاً أن الشارقة تستفيد من التجارب العالمية في هذا المجال لتعزيز مستويات النمو والتطور، معتبراً أن نجاح المدن الذكية مرهون بتوفر البيانات وتكامل الجهود بين مختلف الجهات، لا بالعمل الفردي أو المتأخر.شراكات تكنولوجيةوبيّن مدير عام دائرة الشارقة الرقمية أن الإمارة دشنت واحدة من أكبر الشراكات مع الشركات التكنولوجية، إذ لا يمكن للحكومة وحدها إنجاز هذه المهمة، مشدداً على أن المدن الذكية، بما تشهده من تسارع في النمو، مطالبة بتلبية احتياجات الناس وفق دراسات دقيقة تراعي أولوياتهم اليومية.وقال شريف توفيق إن العالم يعيش اليوم عصر الذكاء الاصطناعي بعد مراحل الثورة الصناعية المختلفة، موضحاً أن هذه التقنية قادرة على تقديم حلول نوعية للتحديات التي تواجه المجتمعات، مشيراً إلى أن التحولات التكنولوجية ستؤثر بطبيعة الحال في الوظائف، كما حدث مع كل ثورة صناعية سابقة، إلا أن التركيز يجب أن ينصب على نوعية الوظائف الجديدة.ودعا توفيق إلى ضرورة دراسة المتغيرات المناخية وتأثيرها المباشر في الأمن الغذائي وارتفاع درجات الحرارة، مستعرضاً تجارب دولية في خفض استهلاك الطاقة والوقود في إنتاج الغذاء عبر الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى التزام «مايكروسوفت» بخفض النفايات إلى صفر وخفض الانبعاثات، عبر استثمار 10 مليارات دولار في مشاريع الطاقة المتجددة.وشدد غاري بورنيسكي على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في دعم الأمن الغذائي من خلال تعزيز الإنتاج المحلي، وتطوير الاستيراد، وضمان استقرار سلاسل الإمداد، مستذكراً تجربة جائحة «كوفيد-19» وما رافقها من صعوبات في تأمين الغذاء بسبب تعطل سلاسل التوريد، مشيراً إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تسهم في زيادة الإنتاج والتحكم بالظروف البيئية، مقترحاً تعزيز مرونة البنية التحتية، وتوسيع قدرات المراقبة عبر المنصات الذكية، ودمج التقنيات الحديثة في نظم المدن لتصبح أكثر قدرة على مواجهة المتغيرات.بيانات مفتوحةأما الطالب ريان بوسليمي، الفائز في الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي، فقد دعا إلى إنشاء منصة بيانات مفتوحة لدعم خطط الاستدامة، مؤكداً أهمية نماذج المحاكاة في تطوير البنية التحتية للمدن الذكية، موضحاً أن مواجهة التحديات تتطلب معالجة المشكلات الصغيرة تدريجيا.