عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

الطابور الصباحي.. مرآة الانضباط ورسالة الالتزام

يُعدّ الطابور الصباحي أحد أبرز المظاهر التربوية التي تعكس صورة الانضباط الجماعي، حيث يجتمع الطلبة في ساحة المدرسة لسماع الإذاعة المدرسية وترديد النشيد الوطني، غير أن ظاهرة التأخير عن الحضور المبكّر ما زالت تحدياً أمام إدارات المدارس، خاصة مع تكرار حالات الغياب الجزئي الناتج عن الدخول المتأخر بعد بدء الطابور.
يرى تربويون أن الطابور الصباحي، ليس مجرد وقوف منظم، بل وسيلة لترسيخ قيم النظام والانتماء وتعزيز روح الفريق الواحد. كما أن الإذاعة المدرسية المصاحبة له مساحة تربوية مهمة، تتيح للطلبة التعبير عن أنفسهم وصقل مهارات الإلقاء والثقة بالنفس. من هنا، فإن اختزال الطابور في كونه «عملاً روتينياً» يفقده أبعاده التربوية، ويجعل حضوره أو الغياب عنه مسألة شكلية فقط.

يقول عبد الرحمن المنصوري – تربوي وأكاديمي: الطابور الصباحي عنصر أساسي في بناء الانضباط لدى الطالب ويهيئه نفسياً وبدنياً لبدء يوم دراسي جديد. مؤكداً أن الحضور المبكر مسؤولية مشتركة مع المدرسة والأسرة، وأشار إلى أن مكانة الطابور الصباحي يجب أن تبرز أهميتها بالتوعية والنصح. مؤكداً أن تشجيع الطلبة على الحضور الصباحي المبكر بالهدايا مثلاً أو كلمة تحفيز يجعلهم أكثر حرصاً على الحضور وليس مجرد قوانين الغياب فقط.

التأخير بين الأعذار والتكرار


رصد عدد من الإدارات المدرسية حالات عدة للتأخير والغياب حيث كشفت بتعاميم أن بعض الطلبة يتكرر تأخرهم الملحوظ، وغالباً ما تراوح الأعذار بين بُعد السكن أو ازدحام الطرق أو تأخر أولياء الأمور في توصيل أبنائهم. غير أن الإدارات التربوية ترى أن هذه المبررات لا يمكن أن تكون دائمة، إذ إن تنظيم الوقت مسؤولية مشتركة بين الأسرة والطالب. وفي حال تحوّل التأخير إلى عادة، فإن الطالب لا يخسر دقائق الطابور فقط، بل يفقد تدريجياً ثقافة الالتزام والانضباط.

فرصة للتجهيز


تقول سلمى البلوشي، وخديجة المهيري – معلمتان بإحدى مدارس البنات بدبي: الطابور الصباحي يمنح الطلبة فرصة عظيمة لتجهيز أنفسهم قبل بدء الحصص، ويساعد في قيم الانضباط منذ الصغر.
وأشارتا إلى أنه رغم التحذيرات وتطبيق قوانين مخالفات التأخير فلا يزال عدد من الطالبات يتأخرن عن الطابور الصباحي، وأضافتا أن الالتزام بالطابور ينعكس إيجاباً على تحصيل الطلبة وسلوكهم. كما أن ممارسة فقرات الطابور الصباحي من تمرينات بدنية والاستماع للإذاعة المدرسية وتعليمات المُعلّمين تمنحهم مساحة لتنمية مهاراتهم باستمرار.

شخصية الطالب


الإذاعة المدرسية من أهم محاور الطابور، حيث تحمل رسائل توعوية وثقافية وصحية، وتسهم في رفع مستوى وعي الطلبة تجاه قضايا حياتية وسلوكية. تأخير الطالب عن حضور هذه الفقرة يعني خسارته فرصة تعليمية غير تقليدية، خصوصاً أن بعض الموضوعات التي تُطرح تكون مرتبطة بالقيم الوطنية والاجتماعية.

الانضباط المدرسي


معلمون أكدوا أن المدرسة لا تُقاس بجودة حصصها الدراسية فحسب، بل بمدى نجاحها في غرس قيم الالتزام منذ اللحظة الأولى لليوم الدراسي. فالطالب الذي يتعود على الحضور في الساحة قبل بدء الطابور، غالباً ما يكون أكثر التزاماً بالحضور في الحصص ومتابعة الدروس، بعكس من يتأخر ويكسر إيقاع يومه منذ بدايته يقول علي خالد عبدالله، وعمر أحمد شيبة، وبدر العلي: الطابور الصباحي أكثر من مجرد بداية يوم دراسي فهو مرآة للانضباط ومنصة للتعبير ورسالة رمزية عن قيمة الالتزام، إلا أن استمرار التأخير يطرح تساؤلات عدة عن دور الأسرة والمدرسة في مواجهة هذه الظاهرة.

حلول مشتركة


وكانت إدارات مدرسية، قد اتجهت إلى اعتماد سياسات بديلة مثل توثيق التأخير عن الطابور الصباحي بشكل يومي في أنظمة الغياب، واحتساب التأخير المتكرر ضمن نسب الغياب. كما تُفعّل تحفيزية للطلبة الملتزمين بالحضور المبكّر، إلى جانب إشراك أولياء الأمور عبر تنبيهات ورسائل فورية. هذه الحلول، وفق إدارات المدارس، تسعى إلى جعل الطابور الصباحي التزاماً حقيقياً لا خياراً شخصياً.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا