في رحلة ملهمة تختصر معاني العزيمة والإصرار، برز اسم الفنانة الإماراتية موزة عبدالله بن ذيبان كواحدة من النماذج الإنسانية التي أثبتت أن الحلم لا يعرف حدوداً، وأن الإعاقة ليست سوى محطة تدفع صاحبها إلى اكتشاف قواه الداخلية. فعلى الرغم من إصابتها بالشلل الدماغي «ديستونيا»، لم تسمح موزة لهذا التحدي أن يقف بين أحلامها الكبيرة وطموحاتها الفنية، بل حولته إلى دافع لتسلك طريقاً غير مألوف، مستخدمة قدميها لترسم لوحات تنبض بالحياة والجمال. تسع سنوات من الإصرار والتعلّم بدأت رحلة موزة منذ سنوات، حين اختارت أن تدخل عالم الفن عبر التدريب المتواصل والتجارب المستمرة. تسع سنوات كاملة كانت كفيلة بأن تجعلها تتقن لغة الريشة والألوان، لتبحر في فضاء واسع من الإبداع، وتؤسس لنفسها بصمة خاصة في مجال الفنون التشكيلية. الأكثر إنتاجاً في مركز الفن للجميع إصرارها انعكس على إنجازاتها؛ حيث أصبحت الفنانة الأكثر إنتاجاً في مركز الفن للجميع بالشارقة، مقدمة عشرات اللوحات التي لم تعد مجرد أعمال فنية، بل رسائل إنسانية. رسائل أمل وإنسانية لوحات موزة ليست مجرد ألوان على قماش، بل قصص مصغّرة تروي حكاية إرادة تسبق الأدوات، وطموح يتحدى كل العوائق. ومن خلال أعمالها، تقدم رسالة واضحة مفادها بأن الحلم يصنعه الإصرار، لا الظروف، وأن الفن يمكن أن يكون لغة للروح قبل أن يكون مجرد جمال بصري. سفيرة للأمل والطموح اليوم، لم تعد موزة مجرد فنانة تشكيلية، بل تحولت إلى سفيرة إنسانية، تجسد من خلال مسيرتها الإبداعية أبرز معاني القوة والأمل، لتؤكد أن الطموح قادر على صناعة المعجزات، وتعكس قدرة الإنسان على تجاوز التحديات، وتحويلها إلى إنجازات تُلهم الآخرين.