كشفت كامالا هاريس نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، عن أسباب خسارتها الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، حيث ألقت باللوم على مجموعة من الأفراد والأحداث التي أسهمت في هزيمتها أمام دونالد ترامب، ولم تكتفِ هاريس بتوجيه اللوم إلى ترامب نفسه فحسب، بل شملت مجموعة واسعة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية والمشاهير، مشيرة إلى أنهم جميعهم لعبوا دوراً في خسارتها. وفي كتابها الجديد «107 أيام»، الذي صدر أخيراً، اعتبرت هاريس أن ترامب يتحمّل جزءاً من المسؤولية عن خسارتها، حيث أسهم في إعاقة فوزها بالانتخابات، وإضافة إلى ذلك ألقت هاريس باللوم أيضاً على الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، الذي أنفق نحو 300 مليون دولار من أمواله الخاصة، لدعم حملة ترامب، معتبرة أن هذه الأموال لعبت دوراً كبيراً في تعزيز موقف ترامب في الانتخابات. الإعلام أما في ما يتعلق بالأمور الإعلامية، فاتهمت هاريس، مؤسس شركة «أمازون»، جيف بيزوس، بتقويض حملتها الانتخابية، من خلال منع صحيفة «واشنطن بوست» التي يملكها، من دعمها، كما أشارت إلى الإعلامي الشهير جو روغان، الذي تسبب لها في مشكلة بإلغاء مقابلة كانت مقررة مع إحدى وسائل الإعلام الأميركية، وعندما يتعلق الأمر بشريكها في الترشح، تيم والز، فإنها تتحدث عن فشله في جذب دعم الناخبين بعد مواجهة جادة في مناظرة نائب الرئيس مع جيه دي فانس. وتبدو هاريس (60 عاماً)، كأنها تحاسب نفسها بلطف في بعض الأحيان، تماماً مثل ما حدث عندما أجرت أول مقابلة انتخابية مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية، حيث لم تظهر أفضل ما لديها. الحصة الأكبر لكن الحصة الأكبر من اللوم كانت موجهة إلى الرئيس السابق، جو بايدن، فبحسب هاريس كان بايدن قد تأخر في إعلان تأييده لترشيحها للرئاسة، حيث أصبحت المرشحة الديمقراطية قبل 107 أيام فقط من موعد انتخابات نوفمبر 2024، مشيرة إلى أن ذلك كان بسبب تراجع حالة بايدن الصحية، كما أنه كان يُصرّ على الاحتفاظ بمنصبه لأشهر طويلة قبل الانتخابات، وقالت: «هذا التوقيت الضيق - 107 أيام فقط - جعل من الصعب عليّ نقل رسالتي إلى الناخبين بفاعلية»، معربة عن أسفها لأن بايدن لم يتحدث عن «القصص الشخصية» التي تجمعه بها أثناء ترشيحها، خلال خطابه الذي وافق فيه على ترشيحها في المؤتمر الديمقراطي، بل ركز فقط على العبارات العامة التي كانت تفتقر إلى التأثير الشخصي، كما أعربت عن أسفها على زلات بايدن، كارتدائه قبعة «ماغا» الحمراء (اجعلوا أميركا عظيمة من جديد) والخاصة بالحزب الجمهوري، وذلك في فعالية انتخابية عن طريق الخطأ. الحلفاء السياسيون وتحدثت هاريس أيضاً في كتابها الجديد عن المواقف التي شعرت بها لعدم الدعم الكامل من حلفائها السياسيين، بمن في ذلك حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الذي تجاهل طلبها لدعمها في الحملة، كما انتقدت موقف عائلة أوباما «المتحفظ» من دعمها، ورأت أن هذه الأمور المخيبة للآمال كانت جزءاً من القصة التي أسهمت في تراجع حملتها، وأهانت حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، المرشح المحتمل لمنصب نائب الرئيس، بكشفها عن محادثات خاصة أجراها مع موظفيها أثناء توجهه بالسيارة لمقابلتها. قاعدة شعبية واعترفت هاريس بأنها لم تفلح في بناء قاعدة دعم حقيقية بين الناخبين، وعلى الرغم من أنه تم الترويج لحملتها بشكل ضخم على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الناس بدأوا يشعرون بأن رسالتها كانت فارغة أو مصطنعة، حيث كانت تردد كلمات عن «الفرح» و«الفرص»، إلا أن الناخبين شعروا بأنها تفتقر إلى الجاذبية والصدقية، وبالفعل، كان المؤيدون الديمقراطيون يعتقدون في البداية أن وجود مرشحة «واعية» مثل هاريس سيكون له تأثير إيجابي، لكن الحماسة بدأت تتلاشى مع مرور الوقت. وتوضح كامالا هاريس في كتابها، أن مشكلتها الرئيسة كانت عدم وجود وقت كافٍ لعرض رسالتها بوضوح، ومع ذلك لم يكن «الوقت» هو السبب الوحيد، بل كانت المشكلة تتعلق أكثر بنوعية حملتها. وبالنسبة لحملتها، لم تكن هناك استراتيجيات واضحة، ولم يكن هناك تواصل فعّال مع الناخبين، خصوصاً في القضايا الاقتصادية أو الهجمات التي شنها ترامب ضد المهاجرين. المشاهير ويكشف الكتاب أن هناك جانباً شخصياً آخر في الحملة، حيث أبدت هاريس اهتماماً كبيراً بالعلاقات مع المشاهير والشخصيات العامة، مثل بيونسيه وكاردي بي، وكذلك أوبرا وينفري. ورغم أن هاريس حاولت أن تُروّج لذلك على أنه جزء من «العمل من أجل الشعب»، فإن هذا التصرف كشف عن دوافعها الشخصية وراء السعي إلى الترشح، والتي لم تكن مجرد خدمة الجمهور، بل الوصول إلى طاولة كبار الشخصيات، وفي هذا الصدد، كانت تشبه إلى حد كبير ترامب، الذي سعى بالطريقة نفسها إلى الظهور في دائرة النخبة. عن «التايمز» عوامل سلبية رغم الاستقطاب السياسي الحاد، الذي شهدته الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية 2024، فإنه كان من المتوقع أن يفوز المرشح الديمقراطي، لكن كامالا هاريس اعتبرت أن تخبط حملتها الانتخابية، وصعوبة جعل رسالتها تصل إلى الناخبين، فضلاً عن التوقيت السيئ، وفشلها في تجنب الأخطاء السياسية والشخصية، كلها عوامل أثرت سلباً في شعبيتها. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App