عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

موزة بن ذبيان.. ترسم بقدمها «لا شيء يمنع »

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

على الرغم من إصابتها باضطراب في الأعصاب منذ الولادة، لم ترضَ موزة عبدالله بن ذبيان، بأن تكون الإعاقة الجسدية سجناً لطموحها، أو حاجزاً يفصلها عن الإبداع والحلم. ظلت موهبتها حبيسة الجسد وكامنة خلف تحديات الشلل الدماغي، إلى أن قررت في عمر الـ43 عاماً أن تطلق العنان لبطولتها وشغفها وتمسك الريشة بقدمها «فلا شيء يمنع مع الإرادة والشغف»، وتحيل العجز إلى باب من الأمل. وبعد سنوات من التدريب لم تعد الريشة في قدم موزة مجرد أداة للرسم بل هي امتداد لإرادة صلبة، تجسد من خلالها الصبر والحكمة، وتحول الأحلام المؤجلة إلى لوحات تنبض بالحياة، لتروي حكاية امرأة انتصرت على قيود الجسد بلغة الفن.

نجمة المركز

انضمت موزة بن ذبيان إلى مركز الفن للجميع (فلج) في الشارقة منذ تسع سنوات، وكانت تبلغ من العمر 43 عاماً، لكنها منذ انضمامها أصبحت نجمة المركز. وتحدثت إلى « اليوم» بعباراتها القليلة عن انضمامها للمركز وماذا يعني لها الرسم، وقالت: «انضممت إلى المركز منذ تسع سنوات، وأحضر أربعة أيام في الأسبوع من الصباح وحتى آخر النهار، وقد أنجزت ما يقارب 50 لوحة منذ انضمامي». وأضافت موزة: «أحب اللون الأسود، أما المواضيع التي أميل إلى رسمها فهي التي تعبر عني، لذا أرسم المواضيع التي تبرز معاني الصبر والحكمة، ومن بين لوحاتي أفضل اللوحة التي رسمت فيها الفتاة على الكرسي المتحرك لأنها تعبر عني».

العالمية

وتستغرق اللوحة مع موزة فترة تمتد من شهر إلى ستة شهور، موضحة أنها ترسم لساعات، لكنها في بعض الأوقات تتوقف لتأخذ استراحة بسبب شعورها بالألم في الرقبة. وعبرت عن حلمها بأن تصبح فنانة عالمية، وأن يكون لديها الغاليري الخاص بها، أما عن اختيارها لفنان إماراتي تتابع أعماله، فنوهت بأنها تحب أعمال الفنان مطر بن لاحج. وأشارت إلى أنها حين تعود إلى منزلها من المرسم، تتصفح الإنترنت بحثاً عن أفكار تستلهم منها لوحاتها.

وعن موهبة موزة منذ انضمامها إلى المركز وتطورها، تحدث مدرب الفنون في مركز الفن للجميع (فلج) أكرم العوضي، قائلاً: «التحقت موزة بالمركز قبل افتتاحه بستة شهور، فكانت متواجدة في مرحلة التجهيز، ولكنها وصلت إلى المركز متمتعة بالإصرار الكبير للتعلم، وبدأت أدربها على الرسم على مساحات كبيرة، وبعد سنة ونصف السنة، باتت متمكنة من التحكم بالفرشاة والقدرة على مزج الألوان، وبعدها بدأت العمل على إنتاج اللوحات، وكان إنجاز اللوحة الأولى مفاجئاً لنا جميعاً».

شغف وموهبة

وأكد العوضي أن موزة وصلت إلى المركز وهي تبلغ من العمر 43 سنة، وبعد أن اكتشفت نفسها في مجال الرسم، بكت لأنها وجدت أنها أمضت ما سبق من حياتها دون أن تكون منجزة. وشدد العوضي على أن الشغف أهم من الموهبة، فالشغف يعني وجود والإصرار على الوصول إلى الهدف والتدريب، مبيناً أن موزة تمتلك الشغف والإصرار، وبعد سنوات من الرسم بات لديها 50 عملاً فنياً، وشاركت في أكثر من 25 معرضاً داخل وخارج الإمارات، وكان آخر معرض شاركت به أسبوع الفن في روما.

وأشار العوضي إلى أن موزة تعاني من اضطراب في الأعصاب، فلا تستطيع التحكم بأعصاب اليد، بل يمكنها التحكم بالقدم فتمسك أشياء بأصابع القدم، ولكنها لا تستطيع السير، موضحاً أنها تتمتع بقدرات ذهنية عالية وتتابع الأخبار دائماً، كما أنها تناقش في الفن والسياسة، فضلاً عن أنها شديدة البحث عبر الإنترنت.

أفكار عميقة

وأكد مدرب الفنون أن موزة تطورت كثيراً منذ انضمامها، وهي ترسم بمزاجية، لذا أحيانا تستغرق اللوحة أسابيع وأحياناً شهوراً متعددة، موضحاً أن ما يميز رسوماتها أنها تحتوي على موضوع، فهي تعبر عن مشاعرها وترسم نفسها وهي تحاول أن تنهض من الكرسي المتحرك، فضلاً عن الأفكار العميقة التي تضعها في لوحاتها، إذ لا تكتفي بالجانب الجمالي في العمل الفني. ونوه بأنهم يعملون على تدريب الفنانين على استخدام الذكاء الاصطناعي حالياً، حيث يتم تدريبهم على إدخال الأفكار التي يريدونها في اللوحة، ومن ثم يختار الفنان النموذج الأقرب لفكرته ويرسمها.

وحول الصعوبات التي ترافق تدريب أصحاب الهمم، لفت العوضي إلى أن التعامل مع الفنانين من ذوي الإعاقة ليس معقداً عندما يكون المدرب يحب هذا النوع من التدريب، مشيراً الى أن بعض أصحاب الهمم يمتلكون قدرات أعلى من الأصحاء، مشدداً على ان موزة تمتلك طاقة كبيرة، وهي تصل إلى المركز من التاسعة صباحا وتستمر بالرسم حتى السابعة مساء. وأشار إلى أن التعليم في المركز لا يتم بشكل أكاديمي محدد، بل من خلال المواضيع التي يختارها الفنانون لرسمها والتدريب المتواصل.

دعم فني

أكد مدرب الفنون في مركز الفن للجميع، أكرم العوضي، أن المركز يقدم التدريبات في مجال الفنون والمسرح والموسيقى، وهدفه إرساء وتمكين الفنانين من ذوي الإعاقة ولاسيما الموهوبين، إذ تقدم لهم الخدمات التدريبية عبر منح تقدم لهم بعد تقييم الموهبة. ونوه بأن تقييم الموهبة يتم من خلال خضوع أصحاب الهمم لتقييم يحدد مستوى الموهبة ومدى استحقاقه للمنحة، مع الإشارة إلى أن هذه المرحلة تستغرق وقتاً، بهدف تحديد القدرة على استخدام الأدوات ولاسيما النقل في الرسم، والذي يبرز القدرة على الملاحظة، فيما يتم بعدها اختبار العلاقة بالألوان والخيال. ونوه العوضي بأن المركز يقدم المنحة للفنانين للمتابعة في الرسم، فضلاً عن تنظيم المعارض الفنية والتي يصل عددها إلى ما يقارب ستة معارض سنوياً، ويتم الترويج فيها لأعمال الفنانين من أصحاب الهمم وكذلك للفنانين الذين يعملون في المركز، وذلك كي يشعر من خلالها الفنان بأن عمله يقدر.

موزة بن ذبيان:

• أحب اللون الأسود، أما المواضيع التي أميل إلى رسمها فهي التي تعبر عني، لذا أرسم المواضيع التي تبرز معاني الصبر والحكمة.

• أحلم بأن أصبح فنانة عالمية وأن يكون لدي الغاليري الخاص بي، وأحب أعمال الفنان الإماراتي مطر بن لاحج.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا