تكشف دراسة بحثية رائدة نُشرت في مجلة «إنفورميشن» الصادرة عن المعهد المتعدد التخصصات للنشر الرقمي، عن الإمكانات التحويلية للأنظمة التعليمية السيبرانية -الواقعية في إعادة تطوير التعليم الجامعي بما يواكب عصر الرقمنة.ويحمل البحث عنوان «الأنظمة التعليمية السيبرانية-الواقعية للجيل الرابع من التعليم الجامعي»، ويستكشف هذا البحث الطريقة التي يمكن بها لهذه الأنظمة إحداث نقلة نوعية في ممارسات التدريس وتحسين نتائج التعلم، فضلاً عن رفع معدلات نجاح الطلاب، حيث تعمل، في المقام الأول، على دمج البيئات الصفية الواقعية مع التقنيات الرقمية وأجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي.وتعمل ضمن إطار «إنترنت كل شيء»، حيث تربط بين الأشخاص والأجهزة والخدمات والبيانات لتوفير منظومات تعلم ذكية وتفاعلية. كما تتيح للمعلمين إمكان تعديل طرائق التدريس بشكل ديناميكي ودعم المتعلمين بدقة، عبر رصد أنشطة الطلاب لحظة بلحظة وتقديم تغذية راجعة مستمرة.وشاركت الدكتورة خلود سلامة، أستاذة مشاركة في علوم الحاسوب في «الجامعة الأمريكية» في رأس الخيمة، في إعداد البحث مع أربعة باحثين من «جامعة باو» ومنطقة أدور في فرنسا.وتوضح الدراسة الطريقة التي يمكن بها للأنظمة معالجة مشكلات أساسية في التعليم العالي، بما في ذلك ضعف التفاعل وعدم تكافؤ فرص الوصول إلى الموارد والإشراف في البيئات المختلطة، حيث يكتسب المعلمون رؤى فورية بشأن مستوى تقدم الطلاب، ما يمكّنهم من التدخل في المبكّر.وقال خالد حسين، نائب مدير الجامعة الأمريكية: «يسرنا، في ظل التحديات التي نواجهها اليوم، أن نشارك في دراسة عالمية تُثبت أن التعلم الذكي المختلط هو الوسيلة الأكثر فاعلية لمعالجة التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي، إذ من شأن هذه النتائج مساعدة الجامعات على جعل العملية التعليمية أكثر تركيزاً على الطالب وأكثر تخصيصاً بدرجة كبيرة، فضلاً عن ضمان توفير مشاركة شاملة وعادلة».وأضافت د. خلود سلامة: «لقد شكّلت جائحة كوفيد-19 الدافع المناسب لإجراء هذه الدراسة، وقد أوضحنا، بهذا البحث، الطريقة التي يمكن بها للأنظمة التعليمية السيبرانية- الواقعية مراقبة أنشطة الطلاب وتحليلها لحظة بلحظة، ما يتيح توفير بيئة تعلم مترابطة وذكية، حيث تعمل على الربط بين الأشخاص والأجهزة والخدمات والبيانات عبر إطار «إنترنت كل شيء».وقد أُجري البحث خلال مدة الإغلاق الناتجة عن جائحة كوفيد-19، وأظهرت دورة دراسية مختلطة شملت 54 طالباً، باستخدام تقنيات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت، مدى فاعلية تلك الأنظمة، حيث تعاون الطلاب عبر مواقع مختلفة، فيما تابع المعلمون مستوى التقدم بلوحات بيانات لحظية. وأتاح النظام تحديد المشكلات في عملية التعلم ورصد الأخطاء وتمكين التعلم بالتأمل عبر سجلات الأنشطة.وشارك في إعداد البحث، د. لوران غالون، ود. ريتشارد شبير، ود. ساميه بشير، ود. فيليب إنيورتي من جامعة باو ومنطقة أداور في فرنسا.