كشفت النيابة العامة في دبي عن أساليب جديدة ومبتكرة يلجأ إليها تجار المخدرات لإدخال مواد سامة إلى الأسواق المحلية، مؤكدة أن هذه المواد تُصنّع بأسلوب احترافي يجعل اكتشافها أكثر صعوبة، وأنها تمثل خطراً بالغاً على فئة الشباب خصوصاً.قال عبدالله صالح الرئيسي، رئيس نيابة مساعد في نيابة المخدرات بدبي خلال حديث صحفي على هامش جلسة «دردشات قانونية»، إن بعض هذه السموم يتم تصنيعها على هيئة أوراق عادية مشبعة بمواد كيميائية بالغة الخطورة، أو تطرح في الأسواق على شكل مشروبات طاقة مقلدة تحمل علامات تجارية معروفة.وأوضح أن أخطر ما في هذه المواد أنها عديمة اللون والطعم والرائحة، ما يسمح بتسريبها في المشروبات دون أن يشعر المتعاطي، لتفقده وعيه بشكل كامل وتجعله فريسة سهلة لمخاطر أكبر.وأكد أن هذه الظاهرة تتطلب وعياً مجتمعياً متزايداً وتعاوناً وثيقاً بين الأسر والجهات المعنية، خصوصاً أن التجار لا يميزون بين كبير أو صغير عند استهداف ضحاياهم.رفقاء السوءوسرد الرئيسي إحدى القضايا التي تعاملت معها النيابة، إذ تورط شاب جامعي خلوق ومتفوق في دراسته، بعدما وقع فريسة لرفقاء السوء الذين دفعوه إلى تجربة المخدر لأول مرة بدعوى أنها «تجربة عابرة»، إلا أن هذه المحاولة قادته إلى طريق مظلم انتهى بتفكك حياته وفقدان مستقبله الدراسي، ثم وفاته المفاجئة نتيجة جرعات التعاطي.وقال: هذه القصة المؤلمة تبرهن أن التعاطي ولو لمرة واحدة قد يكون كفيلاً بتدمير مستقبل إنسان، بل وحياته بالكامل.تغليف أنيقوأضاف أن الجريمة تغيرت في أسلوبها، إذ تأتي المخدرات اليوم في صورة جذابة وتغليف أنيق، ما يجعلها تبدو كمنتجات استهلاكية أو مشروبات طاقة، بينما هي في حقيقتها سموم قاتلة تتسلل إلى المجتمع بطرق خفية. وشدد على أهمية الرقابة الأسرية ومعرفة أماكن وجود الأبناء ورفاقهم، مع تكثيف التوعية الصحية في المدارس والجامعات حول خطورة هذه المواد.