شكّل حادث درّاجة وقع عام 2009 نقطة تحوّل في حياة محمد الحبسي (39 عاماً)، بعد أن تعرّض لكسر في العمود الفقري أجبره على الجلوس على كرسي متحرك، لكن الحادث لم يكن نهاية المطاف، بل بداية فصل جديد قاده إلى تحقيق إنجاز تاريخي، بعد أن تُوّج في 18 سبتمبر الماضي بطلاً للعالم في الرماية البارالمبية (التراب)، محققاً رقماً عالمياً جديداً. وبدأ الحبسي مسيرته مع رياضات أصحاب الهمم من بوابة نادي العين لأصحاب الهمم، حيث مارس رياضات عدة، بدأت بألعاب القوى، ثم مبارزة سلاح الشيش، وسلة الكراسي المتحركة، إلى جانب رماية الشوزن، محققاً خلالها إنجازات بارزة. وقال الحبسي لـ«الإمارات اليوم»: «أدخلني الحادث في مرحلة من الإحباط بعد إصابتي بكسر في العمود الفقري، وما تبعه من علاج طويل انتهى بي على كرسي متحرك، لكن نصيحة صديق لي كانت كفيلة بتغيير مجرى حياتي، حين شجعني على الانتساب إلى نادي العين التابع لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، هناك اكتشفت مواهب لم أكن أعلم أنني أمتلكها، وقادتني هذه الرحلة إلى رفع علم الدولة في أكبر المحافل الدولية، وآخرها تتويجي بلقب بطولة العالم في برنو بالتشيك، وتحقيق رقم عالمي جديد». وأوضح أن نصيحة صديقه ركّزت على أن دخول النادي سيفتح له الأفق لتحدي الذات، مشيراً إلى أن كثيرين ممن يواجهون إعاقات أشدّ استطاعوا تحقيق أحلامهم، وهو ما فتح له باب الانطلاق في مشواره الرياضي مع أصحاب الهمم منذ عام 2009. وأضاف: «بدأت بممارسة ألعاب القوى، ثم سلاح الشيش، وقبل ثماني سنوات التحقت برياضتي سلة الكراسي المتحركة والرماية، وأنا أمثّل حالياً منتخبي الدولة في كلتا الرياضتين». وأشار الحبسي المتزوج والأب لخمسة أبناء، إلى أن الشغف بالإنجاز هو ما يدفعه للاستمرار، موضحاً: «في سلاح الشيش، أحرزت بطولة آسيا عام 2014 في كوريا الجنوبية، وحققت إنجازات عدة في كرة السلة للكراسي المتحركة على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية. كما شاركت مع المنتخب في بطولة العالم 2023 بدبي، وأنا من لاعبي منتخب السلة (3 ضد 3)، الذي حقق المركز السابع الشهر الماضي في بطولة العالم بجنوب إفريقيا، قبل أن أتحوّل مباشرة للتركيز على بطولة العالم للرماية البارالمبية». وأكد أن النجاح في أكثر من رياضة يتطلب التزاماً كبيراً، سواء بالبرنامج الغذائي أو التدريبات، مضيفاً: «عملي الحالي موظفاً في مؤسسة زايد لأصحاب الهمم يُسهل عليّ المهمة، خصوصاً في رياضة الرماية التي أملك فيها مسيرة مشرّفة، حيث حققت برونزية بطولة العالم في إيطاليا عام 2021، قبل أن أُتوّج هذا الشهر بذهبية بطولة برنو في التشيك». وعن طموحاته المستقبلية، قال الحبسي: «أتطلع إلى مواصلة حصد الإنجازات، خصوصاً في رياضة رماية الشوزن، وأتمنّى إدراجها ضمن الألعاب البارالمبية في 2028، حتى أتمكن من المنافسة على المجد الأولمبي الذي يحلم به كل رياضي حول العالم، وأن أواصل ردّ الجميل لدولتي الغالية برفع علم الإمارات في أكبر المحافل الرياضية». لا مستحيل أمام أبناء الإمارات وجّه الحبسي رسالة إلى زملائه من أصحاب الهمم، قائلاً: «حبانا الله بدولة الإمارات التي تُعدّ من الدول الرائدة عالمياً في دعم أصحاب الهمم، وتسريع دمجهم المجتمعي. وأقول لكل من يواجه تحدياً: لا شيء مستحيلاً أمام أبناء الإمارات. الرقم (1) هو الهدف الدائم الذي نصبو إليه». محمد الحبسي: • نصيحة صديق لي كانت كفيلة بتغيير مجرى حياتي. • النجاح في أكثر من رياضة يتطلب التزاماً كبيراً. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App