من لوحة ضمها معرضه الأول وصولاً إلى أحدث أعماله، يأتي المعرض الفردي للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم «غيمتان في سماء الليل»، الذي افتُتح في المجمع الثقافي بأبوظبي، مساء أول من أمس، ليرصد ملامح التجربة الفنية الثرية للفنان منذ بداياته في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وحتى الآن، حيث أصبح من رواد الفن المفاهيمي في الدولة. عبر أربعة أقسام، يتتبع «غيمتان في سماء الليل» الذي يستمر حتى 22 فبراير 2026، ملامح تجربة محمد أحمد إبراهيم وما تتسم به من فلسفة تقوم على التأمل وترتبط بشكل مباشر وقوي بالطبيعة وجماليات المكان في مدينته خورفكان. ونقطة الانطلاق في هذه التجربة فهي لوحة «بدون عنوان» عرضت لأول مرة في المعرض الأول للفنان والذي أقيم في «قصر الثقافة» في الشارقة عام 1991، قبل أن ينتقل إلى المجمع الثقافي بأبوظبي في لفتة تستعيد احتفاء المجمع المتواصل بالفنان، وبكل فناني الإمارات، منذ البدايات. في المقابل جاء عنوان المعرض من سلسلة أعمال حديثة للفنان استلهم فيها أشكال الغيوم، التي تتنقّل بين مشاهد من مسقط رأسه ورحلاته. وتكشف هذه الأعمال عن حس شعري يربط بين الذاكرة والبيئة والتجريد. وجسد إبراهيم هذه المشاهدات والأفكار في أعمال ومنحوتات مصنوعة من الورق المعجن، على منصات مختلفة، لترسم معاً مشهداً طبيعياً شكّلته الذاكرة، تحول بهو المجمع معه إلى حديقة تجمع بين الخيال والواقع والأحلام، من خلال الأقسام الأربعة وهي: «على سفر»، «إبقاء البصري»، «عابرو الأشكال»، و«حيث تتحول الأرض لمساحة للّعب». وتشمل الأعمال المعروضة، سلسلته الأحدث حول الحشرات والغيوم، ولوحات أحادية اللون بالأبيض والأسود تختزل الشكل في إيقاع بصري، إلى جانب مختارات من سلسلة «الرجل الجالس» (2010 – 2015)، إضافة إلى العمل الذي يُعرض للمرة الأولى «المرأة الجالسة الوحيدة» (2010). وتعود أعماله الرائدة في فن الأرض إلى الواجهة من خلال أعمال أرشيفية مثل «أشجار مُقَمَّشة» (1996) و«دوائر خورفكان» (2004). كما يقدّم المعرض، الذي أشرفت عليه القيّمتين: نور المحيربي، ومدية بطي التميمي، عمل «الزمن، المكان، الفراغ» (2025)، وهو عمل مكلّف من المجمّع الثقافي، يدعو الزوار إلى استكشاف الأبعاد الزمنية والبيئية والوجودية في ممارسة إبراهيم الفنية، وذلك من خلال تجسيد معماري لرسوماته الخطّية. وفي القسم الختامي من المعرض «حيث تتحول الأرض لمساحة للعب»، يُقدم المجمّع الثقافي عملاً فنياً تفاعلياً جديداً بتكليف خاص عنوانه «مسموح اللمس» (2025)، وهو أول عمل للفنان إبراهيم يُصمم خصوصاً للتفاعل الحسّي. وفي مساحة مفتوحة في منطقة الحصن يمكن للزوار مشاهدة العمل الفني «واحة العين» (2023)، بتكليف من فن أبوظبي، تكريماً للطبيعة والمناظر في دولة الإمارات. «وما بعد» بالتزامن مع «غيمتان في سماء الليل»، تم افتتاح معرض «وما بعد» بتقييم من منصة دروازة التجريبية للفنون، ويضم أعمال مجموعة من الفنانين: رزان الصرّاف، إيمان شقاق، سلمى المنصوري، عمر القرق، عبدالله بوحجّي، ليلى شيرازي، موزة الفلاسي، زارا محمود، يوسف عبدالسيد – ذا فلوريست فروم نوثينغنِس، محمد كاظم، عمّار العطار، أيمن زيداني، ريم المبارك، مريم الخوري، وجواد المالحِي. تميز المعرض بتنوع الأعمال والأفكار التي يطرحها والتي تسهم في خلق حالة من التفاعل مع المتلقي؛ إذ تطرح بداخله تساؤلات عدة وتستدعي ذكريات ومواقف مختلفة في نفسه، خاصة مع تركيز الأعمال على لحظات التحول من السكون التام إلى الحركة الدائمة، وعنصر الهواء وحالاته المختلفة من منظور المصطلحات العربية، مستكشفاً مفاهيم السكون والهدوء والتوقف، وتحولات الهواء من النسيم اليومي الرقيق، والريح الخفيفة والرياح. ويقرّب المعرض الزوار من طبيعتهم المحيطة وتحولاتها التدريجية، ويدعوهم إلى اختبار كيف تتغير حركة الهواء مع كل حالة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App