فقدان المعيل بالموت أو الانفصال عن أسرته وتركها وحيدة، ربما ليس دائماً الوجيعة الأقسى، وإنما قد يكون عجزه عن تلبية متطلباتها والوفاء باحتياجاتها، هو الخذلان في أعلى درجاته، وذلك لشعوره بالحسرة والحيرة المتجددة في كيفية تسييره أيام أسرته والأخذ بها إلى بر الأمان المعيشي، بعد انسداد الطرق أمامه.
تزداد قسوة الفقر عندما يحكم حلقاته ويوثق رباطه حول العنق، خاصة إذا كان من يعاني منه كبيراً في السن وعليلاً ومسؤولاً عن أسرة يزيد عدد أفرادها على أصابع اليد الواحدة، وليس في الحديث مزايدة، وإنما سرد تفاصيل الواقع المعيشي ل (م.م) رب أسرة 55 عاماً، ويعول ستة أفراد، ويتقاضى راتباً متواضعاً من وظيفته، لا يزيد على 2500 درهم.
ربما نقول إن هذه المعاناة قد تشابه غيرها، إلا أنه حين الوقوف على تفاصيلها بدقة، نجدها مختلفة في قسوتها المحزنة جملة وتفصيلًا، والتي تتجسد في انعدام الحد الأدنى من مفردات الحياة، فالاسرة كانت تقيم متكدسة بكامل أفرادها في غرفة واحدة بلا أثاث، استأجرتها داخل بيت شعبي ضارب في أعماق القدم.
وبالطبع لم يكن لديهم أي من الأجهزة الكهربائية، سوى مكيف واحد يماثل البيت الذي يقطنونه في القدم، ويتفوق عليه بكثرة الأعطال في هذه الأجواء الحارة، علاوة على عدم توفر موقد غاز، حيث كانت الزوجة تطهو على الحطب، ولكن ليس بشكل دائم، إذ كان الطعام شحيحاً في معظم الأوقات، لعجز الأب عن توفيره لأبنائه، الذين كان يقرصهم الجوع في أغلب الايام.
حياة جديدة
لأن الحق الأعلى أرحم بعباده من أنفسهم، ولأن الفرج آت لا محالة، وإن تأخر وضاقت السبل واستحكمت حلقاتها، فبالفعل حدثت الانفراجة على يد جمعية الشارقة الخيرية التي عبرت بأفراد الأسرة من البؤس إلى حياة جديدة بلا معاناة، وألم وعوز، وفرّجت كربتها بأفضل ما يكون من صور الرحمة والتكافل المجتمعي.
قال عبد الله سلطان بن خادم المدير التنفيذي للجمعية، إنه على ضوء تقرير موظفي البحث الاجتماعي بإدارة المساعدات بالجمعية، تبين أن الأسرة تعيش في غرفة واحدة غير صالحة للسكن، بلا أجهزة ولا احتياجات أساسية، كما تبين أن رب الأسرة كان تقدم بطلب سابق لتعديل أوضاع أسرته ليتمكن من لم شملها.
وسارعت الجمعية عقب إجراء دراسة ميدانية أظهرت أحقية الأسرة في المساعدة، بتوفير أجهزة كهربائية أساسية، وأثاث يضمن لهم عيشاً كريماً، إلى جانب تكفلها بمستحقات الإيجار المتأخرة، وفواتير الكهرباء التي أثقلت كاهل رب الأسرة، كما وفرت مواد غذائية متنوعة، ومنحتهم زكاة مال وكسوة عيد، لتخفيف العبء عنهم، ولمساعدتهم على الاستقرار الذي فقدوه طويلاً.
دعم ومساعدة
أضاف ابن خادم أن مساعدة الجمعية للأسرة ودعمها مادياً، كانا بداية للزوجة في إقامة مشروع منزلي صغير، يقيها والزوج والأبناء طلب السؤال والمساعدة مرة أخرى، حيث استثمرت أدوات الطبخ التي وفرتها لها الجمعية بمبادرة من إحدى المحسنات، وبدأت في إعداد وجبات طعام، وبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومع الوقت ذاع صيتها في الحي الذي تقطنه الأسرة، واعتمدت على نفسها في إعالتهم جميعاً ولو بالقليل، كما انتقلت الأسرة إلى مسكن أفضل، وعم الهدوء والاطمئنان حياتهم.
وأكد ابن خادم أن رؤية الجمعية تتركز في تحويل الدعم إلى فرص، حيث عطاؤها لا يقف عند حد سد حاجة المتعسرين وقتياً، وإنما تمكينهم للنهوض والاعتماد على أنفسهم، وذلك جوهر العمل الإنساني الذي تسعى الجمعية إلى تكريسه في جميع مبادراتها الخيرية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.