عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

تايلاندية تنشر «السنع» في بلادها كنياوي ماستول: في تركت قلبي

  • 1/2
  • 2/2

لم تكن تجربة الطالبة التايلاندية، كنياوي ماستول، التي قادتها الأقدار نحو لتقتنص باقتدار جائزة الجامعة القاسمية للبحث العلمي 2025/2024، مجرد تجربة تحصيل أكاديمي عادية، أو محطة دراسة عابرة، بل حكاية تعلق فريدة بالأرض والشعب وروح المكان وحتى رمسة أهله الطيبين التي تفردت كنياوي في وقت قياسي، وبشكل أدهش من يصادفها، في إتقانها، بعد أن غدت هذه العاشقة المتيمة هنا القلب، إماراتية اللسان، وها هي ذي تمارس وتنشر السنع الإماراتي بين سكان مدينتها، وتعلمهم لهجة الإمارات التي باتت تتقنها بشكل لافت بشهادة الكثير من الإماراتيين الذين لا يخفون دهشتهم عند سماع «رمستها الأصيلة».

بعد رحلة امتدت أربعة أعوام داخل أروقة الجامعي، لم تكتفِ كنياوي بتعلم الفصحى، بل أخلصت للهجة الإماراتية حتى أتقنتها بطلاقة، مستفيدة من تجاربها المتنوعة مع صديقاتها واكتشافاتها المختلفة لألق التراث المحلي، والأكلات الشعبية واللباس الإماراتي، التي أكدت أنها أعادت معها اكتشاف ذاتها لتعود أدراجها إلى وطنها وتؤكد: «لقد تركت قلبي في الإمارات».

بداية الحكاية

من غرفتها الصغيرة في بلدها الأم، بدأت حكايتها مع اللغة العربية، التي تعلقت بها، فبدأت تفك حروف أبجديتها وتتلو ما تيسر من آيات القرآن الكريم، قائلة: «لم تكن رحلة عابرة في حياتي، بل كانت قدراً رسم لي طريقاً من تايلاند إلى الإمارات. لقد كنت أقرأ القرآن منذ طفولتي، لكنني لم أفهم معانيه كما يجب، عندها أيقنت أن عليّ أن أتعلم العربية، لا كأي لغة أجنبية، بل كلغة قلب وإيمان». وأضافت: «وجدت في () نافذتي الأولى، فبدأت بالتعلم ودأبت على هذه التجربة إلى أن صادفت إعلاناً عن منح دراسية في الجامعة القاسمية بالشارقة، فقدمت ترشحي وشاء القدر الجميل أن يتم قبولي لدراسة الإعلام باللغة العربية بالمجان لأربعة أعوام».

امتحان حقيقي

منذ اللحظات الأولى لوصولها إلى أرض الإمارات في صيف عام 2021، انبهرت كنياوي بالنهضة العمرانية والثقافية والإنسانية، قائلة: «رغم صدفة قدومي خلال جائحة ، واكتشافي الجو الحار الذي لم أعتد عليه، فإن مخاوفي سرعان ما تلاشت بعد وصولي إلى حرم الجامعة وانبهاري بالمكان وتصاميمه العربية الرائعة». وأضافت: «كنت التايلاندية الوحيدة بين زملاء عرب وأجانب، يتحدثون لهجات مختلفة غير الفصحى، لكن دراستي الجامعية الرقمية في الجامعة جعلتني أعتمد كلياً على السمع، وأتأكد من أن الصعوبة ليست حاجزاً، بل امتحان حقيقي للعزيمة والإرادة».

وحول أكبر تحديات الاندماج في المجتمع المحلي وتعلم اللهجة الإماراتية، قالت كنياوي ممازحة: «كنت أجلس ساعات طويلة مع صديقاتي الإماراتيات، أستمع إليهن وأكرر فأخطئ في اللفظ، فيبادرن كل مرة بتصحيحي، ومع مرور الوقت وتوسع معارفي، تفتحت تجربتي اللغوية وأصبحت أجيد الرمسة المحلية بطلاقة وإتقان إلى أن باتت بعد 4 أعوام لهجتي الرسمية، وبات الناس يظنونني إماراتية».

صنع في الإمارات

لم يتوقف تعلق كنياوي عند حدود اللغة العربية واللهجة الإماراتية، بل امتد إلى اللباس والمطبخ والسنع، ملتزمة بأدق تفاصيل العادات والتقاليد الاجتماعية المحلية، قائلة: «أعجبت بالزي التقليدي، وخاصة (المخاوير) حتى بت أفصّل منها الكثير وأرتديها في حياتي اليومية، كما أحببت الأكلات الشعبية الإماراتية، مثل المجبوس واللقيمات وخبز الرقاق والهريس، في حين تعلمت من صديقاتي (السنع) الإماراتي الذي أتقنت التمسك بقيمه، وتجسيدها في حياتي كونها جزءاً من هويتي الجديدة».

وأكدت كنياوي لـ«الإمارات اليوم» أنها حملت بفخر من الإمارات إلى جانب أكبر كنوز الصداقة مع «حصة» رفيقة دربها، درجة بكالوريوس الآداب في الإعلام والاتصال، ودرجة الدبلوم في العلاقات العامة والدبلوماسية، وصولاً إلى التتويج الأكبر وهو فوزها بجائزة الجامعة القاسمية للبحث العلمي 2025/2024 عن مشروع تخرج حمل عنوان «صنع في الإمارات».

مواقف طريفة

في معرض حديثها عن المواقف الطريفة والذكريات الحية التي تحملها عن الإمارات، أشارت الطالبة التايلاندية إلى استضافتها في إذاعة الشارقة للحديث عن طقوس في بلدها، ومفاجأة مذيعة البرنامج باكتشافها أنها تنطق باللهجة الإماراتية بطلاقة، واصفة هذا الموقف بالقول: «سرعان ما تحول اللقاء الإذاعي حول طقوس عيد الأضحى في تايلاند إلى حوار عن (التايلاندية اللي ترمس إماراتي)، وقتها لا أنكر أنني شعرت بكثير من السعادة والفخر بما حققته من نجاحات تحديت فيها صعوبات بالجملة».

أجمل الذكريات

غادرت الطالبة التايلاندية كنياوي ماستول الإمارات بعد 3 أشهر من تخرجها، لكن قلبها بقي معلقاً بهذه الأرض، مؤكدة أنها ستعود مرة أخرى لو أتيحت لها فرصة عمل، مضيفة: «صحيح أنني عدت اليوم إلى بلدي، لكنني أحمل معي أجمل الذكريات، وأصدق مشاعر المودة من هذا البلد الذي أصبحت ذكرياتي معه ومع أهله الطيبين جزءاً مني».

كنياوي ماستول:

• كنت أجلس ساعات طويلة مع صديقاتي الإماراتيات، أستمع إليهن وأكرر فأخطئ، ومع مرور الوقت أصبحت أجيد الرمسة الإماراتية بطلاقة وإتقان.

• كنت أقرأ القرآن منذ طفولتي، لكنني لم أفهم معانيه كما يجب، عندها أيقنت أن عليّ أن أتعلم العربية، لا كأي لغة أجنبية، بل كلغة قلب وإيمان.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا