مثل طفل مشاكس يطارد حلماً، وشيخ يتأمل الحياة بحكمة فيلسوف، رسم الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ ملامح تجربته الإبداعية التي تحولت عبر سنوات إلى مشروع شعري مكتمل، يحمل خصوصية صاحبه وفلسفته في الحياة والقضايا الاجتماعية والإنسانية المختلفة، ما جعله من أبرز شعراء الإمارات ومبدعيها. وكان ظهور موهبة الصايغ الذي توفي في أوج عطائه في أغسطس عام 2019 عن عمر 64 عاماً، في وقت حمل العديد من التحولات الكبرى والمشاعر القوية على المستويين المحلي والإقليمي، حيث الأحداث السياسية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شكلت بوادر لتغيرات محورية في المنطقة، وهذا الزخم انعكس على شعر الصايغ كما في ديوانه الأول «هنا بار بني عبس.. الدعوة عامة» الذي صدر عام 1980، ليعلن بقوة عن صوت شعري يمتلك من القدرة والوعي والإرادة ما يؤهله ليأخذ مكانة متفردة في صدر المشهد الثقافي. وهو ما تأكد مع توالي إصداراته التالية: «التصريح الأخير للناطق باسم نفسه»، و«قصائد إلى بيروت»، و«وردة الكهولة»، و«كسر في الوزن»، و«رسم بياني لأسراب الزرافات»، إضافة إلى ديوان «اسمي الردى ولدي»، وتُرجم عدد من دواوينه إلى لغات أجنبية، كالإنجليزية والفرنسية والصينية والإسبانية. وُلد حبيب الصايغ في أبوظبي عام 1955، وعمل في الصحافة وعمره لم يتجاوز 15 عاماً، وحصل على إجازة في الفلسفة عام 1977، والماجستير في اللغويات الإنجليزية العربية والترجمة عام 1998 من جامعة لندن، حيث تركت دراسته للفلسفة بصماتها واضحة في كتابته وما اتسمت به من نظرة تأملية وعمق، وصفه البعض بالغموض في بعض الأحيان، خلال تناوله قضايا إنسانية مثل الوجود والعدم، والانتماء وثنائية الموت والحياة، وغيرها من القضايا. ولم يقتصر حضوره الفاعل على كتابة الشعر، فقد عمل في مجالي الصحافة والثقافة، وتقلد العديد من المناصب المهمة، من أبرزها منصب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي كان من ضمن مؤسسيه، وتولى رئاسته من عام 2009 إلى وفاته. ومن خلال هذا المنصب ترشح في عام 2015 لمنصب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ليصبح أول خليجي يترأس هذه المؤسسة، وقد تم التجديد له لدورة أخرى. كما ترأس تحرير صحيفة «الخليج»، وتولى عدداً من المناصب الإدارية الأخرى. وحصل الصايغ على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة تريم عمران (فئة رواد الصحافة) في عام 2004، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2007، وكانت المرة الأولى التي تمنح لشاعر. كما حصل على جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الأدبية عن ديوانه (وردة الكهولة) عام 2014-2015، ووفقاً لتقرير الجائزة فقد فاز الصايغ لـ«كونه أحد رواد الحداثة الشعرية في الخليج العربي، ولجهوده في تجديد شكل القصيدة وإيقاعاتها ومضامينها، بأنماطها الثلاثة (العمود والتفعيلة والنثر)، فجعلها مرايا شعرية نُبصر من خلالها مكابدات الإنسان العربي أنى كان، وأخرجها من محليتها إلى رحابة الهم الإنساني العام». . 1980 صدر ديوانه الأول ليعلن بقوة عن صوت شعري متفرّد يمتلك القدرة والوعي والإرادة. . 1955 ولد حبيب الصايغ في أبوظبي وعمل في الصحافة وعمره لم يتجاوز 15 عاماً. . 2009 ترأس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي كان من مؤسسيه. . 2015 ترشح لمنصب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ليصبح أول خليجي يترأس هذه المؤسسة. . 2007 نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وكانت المرة الأولى التي تُمنح لشاعر. . توفي حبيب الصايغ عام 2019 عـن 64 عــامــاً، وكان في أوج عطائه. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App