روى الطالب الإماراتي علي فؤاد سعيد البطاشي، خريج جامعة «ميدلسكس» البريطانية في دبي، الحاصل على مرتبة الشرف، قسم «صناعة الأفلام»، قصة شغفه وحبه لدراسة هذا المجال فقال: حبي للسينما بدأ منذ طفولتي، عندما كنت أشاهد الأفلام الأمريكية والبريطانية وأَنْبَهر بثقافاتهم وفنونهم، متسائلًا: «لماذا لا نرى هذا المستوى من الإنتاج الفني في الإمارات والعالم العربي رغم غنى ثقافتنا وتاريخنا؟»وأوضح البطاشي لــ «الخليج» : أن هذا التساؤل كان الدافع وراء دخوله عالم صناعة الأفلام، إيماناً منه بأن الفن رسالة عالمية قادرة على إيصال صوت الثقافة الإماراتية إلى العالم، مضيفًا: «السينما من أقوى الفنون لأنها تجمع بين الصوت والصورة والإبداع، وتصل بسهولة إلى مختلف الشعوب، مضيفا: «نحن نتأثر بالأفلام الهندية والأوروبية، وحان الوقت أن يتأثر الآخرون بأفلامنا وثقافتنا الخليجية والإماراتية علي وجه الخصوص».وأشار إلى أنه واجه في البداية اعتراض أسرته على اختياره لدراسة هذا المجال، لكنه استطاع بمجهوده وإصراره أن يثبت حبه وموهبته في صناعة الأفلام، مؤكداً أنه أول فرد في عائلته يخوض هذا المجال. وقال البطاشي إنه بدأ مشواره بأعمال صغيرة، واستطاع تحقيق نجاحات لافتة، حيث شارك في مهرجانات محلية ودولية من بينها مهرجان الشارقة السينمائي ومهرجان الفجيرة السينمائي، بفيلمين وثائقيين هما:«أو يامال» الذي يوثق التراث البحري وفنون الغوص، وفيلم عن «قبائل الشحوح» في جبال رأس الخيمة، بأسلوب فني حديث وغير تقليدي.وأكد أن الثقة بالنفس عنصر أساسي لتجاوز نظرة المجتمع والتغلب على الفشل، قائلاً: «الفشل ليس نهاية الطريق، بل أول خطوة نحو النجاح. عندما درست في أوروبا رسبت في عامي الأول، لكني لم أفقد الأمل، وعدت لأتخرج بمرتبة الشرف».ودعا البطاشي الشباب الإماراتي إلى خوض تجربة صناعة الأفلام رغم صعوبتها، مشدداً على أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تكون مقرونة بالشغف والاجتهاد والمثابرة.وفي حديثه عن المستقبل، عبّر البطاشي عن طموحه في إنتاج فيلم إماراتي عالمي يعرض التراث الإماراتي بطريقة إبداعية وجميلة، قائلاً: «أطمح لتأسيس شركة عربية ومحلية لصناعة الأفلام، تكون منصّة للإبداع الإماراتي والعربي، وتنشر أعمالنا على المستويين العربي والعالمي. قد يستغرق ذلك وقتاً، لكن بالصبر والإصرار سيتحقق الهدف».واختتم البطاشي تصريحه بالإشارة إلى أن دعم صناعة الأفلام في الإمارات موجود ولكنه ما زال في طور البناء، معبّراً عن تفاؤله بمستقبل الصناعة السينمائية في الدولة والمنطقة، قائلاً: «الثقافة السينمائية المحلية بحاجة إلى ترسيخ وتطوير، ومع مرور الوقت سيزداد الإقبال على مشاهدة الأفلام الإماراتية والخليجية».