حاكم رأس الخيمة: شهد صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، الثلاثاء، توقيع مذكرة تفاهم بين دائرة بلدية رأس الخيمة، ومنتدى الاقتصاد الحضري، المنصة العالمية المعنيّة بتطوير التنمية الحضرية المستدامة، لتعزيز التعاون في تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وترسيخ مكانة رأس الخيمة نموذجاً رائداً في تحقيق الهدف الحادي عشر المتعلق بالمدن والمجتمعات المستدامة. جاء ذلك خلال استقبال سموّه، في قصره بمدينة صقر بن محمد، وفداً برئاسة رضا بورفازيري، الرئيس التنفيذي لمنتدى الاقتصاد الحضري، بحضور عددٍ من كبار مسؤولي الدائرة. وأكد، أن رؤية الإمارة تقوم على قناعة راسخة بأن الإنسان يشكّل الركيزة الأساسية لأي نهضة، ومسيرة البناء ترتكز على قيم المشاركة والإبداع والاستدامة، والاستثمار في العقول لصناعة مستقبل أكثر إشراقاً. وقال سموّه: ننظر إلى الاستدامة بوصفها منهج حياة يجمع بين حماية البيئة وتعزيز الفرص الاقتصادية، ويوازن بين التنمية الحضرية الشاملة، والحفاظ على هوية إمارتنا وإرثها الثقافي الغني. لذلك نعمل على ترسيخ بنية مؤسسية مرنة تمكّننا من تقييم النتائج، وتحسين الأداء، وتوجيه السياسات العامة نحو مستقبل أكثر كفاءة وجودة للحياة. دعم التحول الحضري وأضاف: الشراكات التي تبرمها رأس الخيمة تفتح آفاقاً أوسع للتعاون الدولي، وتُتيح تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات التنمية الحضرية، وتمكين الكفاءات الوطنية، وتعزيز أنظمة الحوكمة، بما يسهم في دعم التحول الحضري المستدام وتكامل الاقتصاد مع المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة. وقال سموّه: نؤمن بأن المدن لا تُبنى بالمشاريع فحسب، بل بالفكر والرؤية والتعاون، وبأن التنمية الحقيقية تُقاس بقدرة الإنسان على الإبداع والإنتاج والمشاركة في صياغة غدٍ أفضل. ورأس الخيمة، برؤيتها المتجددة وشراكاتها النوعية، ماضية في بناء نموذج إماراتي يُحتذى به في التنمية المستدامة التي تصون الموارد وتنمّي الإنسان. وقّع مذكرة التفاهم المهندس عبدالله سمحان، نائب المدير العام لقطاع التخطيط العمراني في دائرة بلدية رأس الخيمة، ورضا بورفازيري، الرئيس التنفيذي لمنتدى الاقتصاد الحضري. ملف حضري شامل وتنص المذكرة على التعاون بين الجانبين لتعزيز ريادة الإمارة في مجال التنمية المستدامة الحضرية، ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الحادي عشر من أهداف الأمم المتحدة المتعلق بالمدن والمجتمعات المستدامة. كما تشمل إعداد الملف الحضري الشامل للإمارة، وتطوير منصة مبتكرة تجمع بين القطاعين العام والخاص، وتأسيس أمانة عامة لإدارة التنفيذ والحوكمة، وتنفيذ برامج لبناء القدرات المحلية، وإطلاق مبادرات للترويج الدولي لهوية «المدينة الرائدة» ضمن منظومة المدن العالمية. كما تتضمن المذكرة جدولاً زمنياً لمخرجات رئيسة تشمل إعداد تقرير التقييم الحضري وصياغة رؤية رأس الخيمة 2040 بمشاركة مجتمعية واسعة، وإطلاق لوحة متابعة ذكية لمؤشرات التنمية المستدامة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تنفيذ ورش وبرامج تدريبية للمسؤولين وقادة المجتمع المحلي، وحملات توعوية لتعزيز الهوية المؤسسية للإمارة على المستويين الوطني والدولي. ويسعى المنتدى الذي يعدّ ملتقى لقادة المدن، وواضعي السياسات، والمؤسسات المالية، والأكاديميين، والناشطين في المجال الحضري، إلى الارتقاء بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والأجندة الحضرية الجديدة، ما يبرز أهمية التعاون في مواجهة التحدّيات الحضرية الملحّة، حيث يعمل على تيسير تطوير الإستراتيجيات، والسياسات والمشاريع الهادفة إلى تكريس دعائم الاستدامة الحضرية، والمرونة الاقتصادية والنمو الشامل في مدن العالم. وتهدف الشراكة إلى تعزيز مكانة رأس الخيمة مختبراً عالمياً للنماذج الحضرية المستدامة عبر الابتكار في التمويل وبناء المعرفة وتمكين المجتمع المحلي من المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل الإمارة، بما يسهم في تحقيق رؤية الدولة وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. وينظر المنتدى إلى رأس الخيمة إمارةً سريعة النمو، تشتهر بتراثها الثقافي الغني، واقتصادها المتنوّع، والتزامها الراسخ بالاستدامة، وتسعى لأن تكون نموذجاً للنمو الحضري المستدام بتنفيذ السياسات القائمة على أهداف التنمية المستدامة، والمشاركة المجتمعية، والإستراتيجيات الاقتصادية والبيئية المبتكرة. (وام)