أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن قوة دولة الإمارات تنبع من تنوعها وتكامل وتلاحم جميع المواطنين والمقيمين على أرضها.وقال في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح: «إن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يضع التمسك بالقيم الإماراتية الأصيلة وتلاحم المجتمع بكل فئاته على رأس أولوياته، وهو النهج الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وغرس في المجتمع مبادئ المحبة والسلام والتعايش الإنساني، وقد تعززت هذه المبادئ بدعم ورعاية من قيادة الدولة الرشيدة، التي تؤكد أن التسامح والتعايش جزء أصيل من هُوية الإمارات ورسالتها العالمية».وكشف أن الوزارة، تزامناً مع إعلان القيادة الرشيدة عام 2026 «عام الأسرة»، تعتزم إطلاق مجموعة من المبادرات المبتكرة التي تعزز قيمة التسامح داخل الأسرة لكونها نواة بناء مجتمع قوي ومزدهر، وتعكس في الوقت ذاته روح التعدد الثقافي في المجتمع الإماراتي، وكيف تعيش الأسر في بيئة عالمية متكاملة داخل دولة الإمارات. والوزارة تطلق المهرجان الوطني للتسامح لهذا العام تحت شعار«يداً بيد» وهو شعار «عام المجتمع». نموذج عالمي وعن جهود الوزارة ومبادراتها، قال: «إن الوزارة منذ تأسيسها، تعمل على ترسيخ مكانة دولة الإمارات نموذجاً عالمياً للتسامح. ومع اعتماد مجلس الوزراء البرنامج الوطني للتسامح عام 2016، لتعزيز دور الحكومة حاضنةً للتسامح، وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع، شرعت الوزارة في إطلاق مبادرات وطنية عدة، ومنها «المهرجان الوطني للتسامح»، وهو حدث سنوي يضم مكونات المجتمع الإماراتي بمختلف ثقافاته، ليعبر الجميع عن وحدة الهدف والمصير المشترك، ويشمل فعاليات ثقافية وفنية ورياضية وندوات بمشاركة كل الجاليات المقيمة. ويؤكد المهرجان أن التنوع الثقافي الذي تحتضنه الإمارات مصدر قوة وغنى للمجتمع، والتسامح هو السبيل للحفاظ على هذه الثروة الإنسانية».وأضاف الشيخ نهيان: «أطلقت الوزارة كذلك مبادرة «الحكومة حاضنة للتسامح»، بهدف ترسيخ قيم التسامح في بيئة العمل الحكومي، حيث تضم المبادرة على أربعة محاور: الموظف، والمؤسسة، والمجتمع، والحكومة، وتدريب الكوادر الوظيفية على تطبيق قيم التعاطف والتعاون والحوار والمرونة والعدالة والمساواة في تعاملهم اليومي، لتصبح المؤسسات الحكومية نموذجاً يحتذى في التعايش الإيجابي والعمل بروح الفريق الواحد. كما يعمل برنامج «فرسان التسامح» على إعداد وتأهيل جيل من الشباب القادر على قيادة المبادرات المجتمعية، وتعزيز قيم التسامح والتعايش». التعاون الإيجابي وأكد أن «دولة الإمارات حريصة على تعزيز قنوات التعاون الإيجابي المثمر والبنّاء مع دول العالم الشقيقة والصديقة، بهدف بناء إطار عالمي شامل للتسامح والتعايش، وعلى سبيل المثال جرى خلال «إكسبو 2020 دبي» إطلاق التحالف العالمي للتسامح، لبناء شبكة دولية من المؤسسات والأفراد الداعمين لقيم الأخوة الإنسانية والتعايش والسلام، وتبادل الخبرات مع الدول والشعوب وقادة الأديان والمفكرين البارزين في العالم، وإطلاق مشروعات مشتركة في التعليم والبحث العلمي، لتعزيز حضور قيم التسامح في السياسات والممارسات العالمية. وفي دولة الإمارات نحرص على مشاركة الجاليات المقيمة في احتفالاتهم الوطنية، انطلاقاً من إيماننا بأن قوة الدولة تنبع من تنوعها، وتكامل المواطنين والمقيمين على أرضها لدعم مسيرة الازدهار الاقتصادي والتنمية الوطنية الشاملة في مختلف القطاعات، فتلاحم المجتمع هدف وغاية لتأسيس نهضة ثابتة الأركان، وهذا ما تعلمناه من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يضع تعزيز القيم الإماراتية الأصيلة وفي القلب منها التسامح والتعايش، ورفاهية وتلاحم المجتمع الإماراتي بكافة فئاته على رأس أولويات سموّه». حملة الرسالة وعن دور الشباب في دعم برامج التسامح، قال: «الشباب أولوية استراتيجية في جميع المبادرات الوطنية، فهم حملة رسالة الإمارات في ترسيخ القيم الإنسانية النبيلة، وتسعى الوزارة باستمرار إلى تمكينهم وتأهيلهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للاضطلاع بدور حيوي في نشر رسالة التسامح والتعايش الإنساني من دولة الإمارات إلى العالم، وهي في سبيل ذلك تتعاون مع الوزارات والهيئات والمؤسسات والأفراد لتحقيق هذا الهدف النبيل، فالشباب أمل هذا الوطن ومستقبله، وإعدادهم وتمكينهم هدف وغاية لنا جميعاً، وغرس القيم الإماراتية الأصيلة والأخوة الإنسانية والتعايش السلمي بين البشر مسؤوليتنا جميعاً». نهج المؤسس وأكد الشيخ نهيان: «في دولة الإمارات نسير دائماً على نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، ونؤمن بأن التسامح ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، والمجتمعات التي يسودها الاحترام المتبادل قادرة على تحقيق الاستقرار والازدهار المستدام، وفي ظل التحديات العالمية الراهنة، تواصل الإمارات دورها الفاعل في نشر ثقافة الحوار ونبذ العنف والتطرف، وتدعو الشعوب إلى تبنّي قيم السلام كأساس لتحقيق الأمن والرفاه المجتمعي».