العاب / IGN

مراجعة الحلقة 3 الموسم 2 من House of the Dragon

تحذير: تحتوي هذه المقالة على حرق للحلقة الثالثة من الموسم الثاني من House Of The Dragon بعنوان The Burning Mill.

يمكنكم قراءة مراجعتنا للحلقات الأولى و الثانية هنا.


التوتر بالأجواء... ينتشر من كينغزلاندينغ ودراغون ستون إلى بقية المناطق كالنار بالهشيم. لم تبدأ رينيرا وأليسنت الحرب بعد، لكنها على أرض الواقع بدأت بالفعل. عائلتان متخاصمتان من قديم الزمن تجدان هذا الشرخ في المملكة مبرراً لإطلاق العنان لحرب بينهما تعتمر نيرانها منذ سنوات طويلة جداً لدرجة نسي الجميع سبب بدئها بالأصل. عائلة براكون التي تقف مع أيغون وعائلة بلاكوود التي تقف مع رينيرا، فتيان في مقتبل العمر يتصادمون حول من هو الملك/ة الشرعي/ة للمملكة. لكن القرار الإبداعي الغريب في هذه الحلقة كان تخطي مشهد الحرب بأكمله، خاصة وأن الحلقة تحمل عنوان The Burning Mill (أي الطاحونة المحترقة)، حيث كان هذا اسم أحد أشهر المعارك في رواية جورج مارتن، حرب كان العديد من قرّاء الكتب يترقبونها خاصة مع خيار صنّاع المسلسل أن تكون أول حلقتين أيضاً خاليتين من الحروب الفعلية لصالح التركيز على زرع بذور رقصة التنانين. فسرعان ما ينتقل المشهد من جدل كلامي إلى نهاية الحرب بينهما دون عرض ضربة سيف واحدة. جثث على مد البصر، كل شيء محترق، في إشارة رمزية إلى المستوى المرتفع من الخطر الذي ستجلبه الحرب، ومدى فظاعتها وحجم الموت والخسائر.

لكن من ناحية أخرى، كان أحد أقوى المشاهد في الحلقة هو الحوار بين رينيرا وراينيس. أود أن أقول أن راينيس أصبحت أحد أكثر الشخصيات المفضلة لدي بالوقت الحالي، وذلك بفضل رجاحة عقلها، فهذه "الملكة التي لم تتوج" لم تسمح لخسارتها أحقيتها بالعرش بأن تصبح شخصاً لئيماً يسعى للانتقام، بل أنها شخصية متزنة وحكيمة للغاية. هي تنظر للصورة الأكبر، بعيدة عن مشاعر الألم والانتقام، مدركة حجم خطورة الحرب الوشيكة، محذرة رينيرا أن حرب الأقارب هي الأبغض لدى الآلهة، وحرب التنانين هي أكثرها دموية، ومدركة أن الأمر خرج من يدي أوتو أيضاً الذي يتسم ببعض الفطنة لئلا يرسل أريك لقتل رينيرا. وتطرح الأسئلة التي طرحناها جميعنا، متى بدأت الحرب حقاً؟ هل بدأت عندما سرق أيغون العرش من رينيرا كما تعتقد؟ أم عندما قُطع رأس جيهيريس؟ أم عندما قَتل أيموند لوسيريس؟ أم بدأت فعلياً عندما اقتُلعت عين أيموند؟ إن هذه الأحداث جميعها لعبت دوراً في تراكم الأحقاد. وتدرك راينيس أن الحل لا زال يكمن في المصالحة بين الامرأتين، وأن أليسنت لا زالت هي الشخص الوحيد هناك الذي لا زال يريد عدم سفك الدماء.

يملأ المسلسل إحدى الفجوات التي بقيت غامضة من الحلقة الماضية عندما نرى رينيرا تشكر ميساريا على عودتها لتحذيرهم وتقول أنها أنقذت حياتها. نرى الامرأتين تتعاضدان حيث تعطي رينيرا ميساريا مركزاً في قصرها لمساعدتها على قلب الأمور إلى صالحها. وحتى أننا نرى فائدة ميساريا بشكل مباشر هذه الحلقة من خلال أحد أقوى المشاهد حتى الآن، لقاء رينيرا بأليسينت المحفوف بالمخاطر، والذي سنتكلم عنه بعد قليل.

من ناحية دايمون، تبين أن المكان الذي انطلق إليه وحيداً على تنينه كان قلعة هارينهول، قلعة سير لاريس سترونغ اليوم، ووالده وشقيقه من قبله. هذه القلعة هي أيضاً هدف سير كريستن لأنها موقع استراتيجي وضروري للسيطرة على منطقة ريفرلاند، لكن سبقه عليها دايمون، الذي أصبح يسمي نفسه الآن ملكاً! هل سنراه كطرف ثالث بالنزاع أم أنه سيحافظ على إخلاصه لرينيرا؟

كان تصوير قلعة هارينهول رائعاً في المسلسل، مع شكلها المتهالك والأعلام المحترقة والمياه التي تقطر وأجواء البيوت المسكونة. تشتهر هذه القلعة بأنها ملعونة، حيث يُقال أن بنائها استغرق 40 عاماً، ويُقال أنه تم استخدام أشجار ويروود (الحمراء السحرية) تبلغ من العمر 3000 عاماً لبنائها، واستخدموا الكثير من المساجين لإنشائها والذين مات الكثير منهم واختلطت دماؤهم بالبناء، وفي يوم انتهاء البناء ظهر إيغون الفاتح وشقيقتيه وأحرقها. واستلم حكمها عدة عائلات وجميعها اندثرت، وآخرهم هم آل سترونغ الذين مات الأب والابن طبعاً كما رأينا الموسم الماضي. وكل هذه الأقاويل والخرافات ربما كان لها تأثير على دايمون الذي يبدو خائفاً وهو يخطو كل خطوة فيها، حتى وهو في غرفته. أضف إلى ذلك الرؤى التي تظهر له فيرى رينيرا اليافعة (ميلي آلكوك) تخيط رأس جيهيريس الذي تسبب دايمون بقطعه. من غير الواضح ما الذي يسبب له هذه الرؤى. هل هو الندم أو الخوف؟ أم ربما الأرواح في القلعة؟ أو على الأرجح شجرة الويروود التي نراه يلمسها عندما يستيقظ في نهاية المطاف، أو تلك الساحرة أليس ريفرز التي تتنبأ موته في هذا المكان بشكل يثير القشعريرة. من الجدير بالذكر أن توقيت وصول دايمون إلى هارينهول مختلف بالمسلسل عن الرواية، حيث أنه بالرواية وصل إلى هناك قبل ذلك بكثير، حتى أنه خطط لعملية القتل التي انتهت بمقتل جيهيريس من هارينهول.

من الأحداث الهامة أيضاً هذه الحلقة هي إرسال رينيرا لابنها جوفري إلى ليدي جين أيرين مع تنينه، حيث تعهدت الأخيرة بالوقوف إلى جانب رينيرا مقابل تنين لحمايتهم، بالإضافة لأنها تطلب من رينا ابنة دايمون مرافقته لهناك إلى جانب ابنيها (وأخوي رينا من دايمون) الصغيرين الآخرين إيغون وفيسيريس "إلى حين العثور على مكان أكثر أماناً"، وصولاً إلى بينتوس إن أمكن، المكان الذي ماتت فيه والدة رينا وأن تربيهما كما لو كانا ولديها.

من الملفت أن المسلسل لا يتوانى عن لفت انتباهنا أن رينيرا تشبه والدها جيهيريس "المُصالح"، والذي كان حكيماً ومسالماً ودام حكمه أطول من البقية، كما تذكّر رينيس مجلس رينيرا. ونرى ذلك ينعكس على تصرفات رينيرا حقاً والتي تنظر إلى المستقبل البعيد وتضع كافة الاحتمالات، حيث ترسل 4 بيوض تنانين أخرى معهم، وتقول لرينا أنه في حال تدمر كل شيء هنا، فهي تضع أملهم في المستقبل بين يديها. كما لا يسعني إلا أن أتساءل، هل أي من هذه البيوض كانت من تلك التي وصلت إلى دينيريس في Game of Thrones في نهاية المطاف؟

بالحديث عن التنانين، كان هناك مشهد مهم هذه الحلقة يكشف عن وجود أحد التارغاريان المجهولين داخل كينغزلاندينغ، والأهم أنه مناصر لرينيرا، وهو عمها! حيث يكشف أنه الأخ غير الشقيق لفيسيريس ودايمون، مما يعني أن المسلسل يمهد لامتطائه أحد التنانين لاحقاً. هناك مصطلح محدد يتم استخدامه وهو "بذور التنانين" (Dragonseeds) والذي يُطلق على أي شخص يمتلك دماء فاليرية وبالتالي يستطيع امتطاء التنانين العديدة التي لا راكبين لها بعد. كان المسلسل يمهد لهذه الشخصيات الصغيرة في الحلقتين السابقتين أيضاً، ومن الآخرين الذين تم التلميح لهم (احذروا من الحرق: الأخوين آدم وآلين هال واللذان هما ابنا اللورد كورليوس فيلاريون في الروايات)، وبالتالي سترجح الكفة بشكل كبير إلى طرف رينيرا من حيث أعداد التنانين وراكبيها، في وقت ليس لدى الخضر سوى تنينين أو ثلاثة.

ومما يزيد من ترجيح الكفة أيضاً هو أن تصرفات أيغون لا تساعده أيضاً. فبتخليه عن جده كمساعد له وتعيين شخص غير عقلاني بدلاً عنه (سير كريستن) لا بد أن تكون له عواقب سيئة لاحقاً. أضف إلى ذلك أنه يستبعد والدته وشقيقه وزوجته من جانبه، ويقتل من شعبه دون أي رادع مما يجعل الشعب يكرهه ويخشاه بدلاً من أن يحبه، ويلاحق نزواته ويحيط نفسه بفتيان لا يبالون بشيء ولا يهتمون لأي قسم أو واجب. ومع وجود شخص مخادع فقط إلى جانبه والمتمثل بسير لاريس الذي لا نعرف ما هي أجندته الحقيقية بعد، فإن كل ما سبق يرجح الكفة لصالح السود بدلاً من الخضر.

ونصل إلى اللحظة الأكثر أهمية في الحلقة: لقاء رينيرا بأليسينت. لطالما ركز المسلسل على وضع فتاتين في منتصف الحرب الأهلية، فتاتين كانتا صديقتين حميمتين تحكم بهما والديهما وفرقهما العرش، لكنهما لا زالتا الشخصين الوحيدين اللتين تحاولان تفادي سفك الدماء، في وقت نرى فيه الجميع متحمس للذهاب إلى أرض المعركة واستخدام التنانين لحرق الطرف الآخر. وأضف إليهما راينيس، التي كانت هي من نصح رينيرا بالتواصل مع أليسنت، مذكرة إياها أنها كانت صديقتها وتنصحها بالتروي.

كان مشهد لقاء رينيرا بأليسنت رائعاً وشديد الأهمية، ومن المهم أن نذكر أنه ليس موجوداً بالرواية، والتي كتبها جورج آر آر مارتن بصيغة كتاب تاريخي من عدة وجهات نظر، وليس كرواية تسرد ما حدث حقاً بشكل مباشر، بينما قالوا أن المسلسل سيسرد ما حدث بالفعل. لذا فإن هذه الإضافة إلى القصة تعطي عمقاً أكبر للأحداث القادمة، حيث اتضحت حقيقة ما حدث بالنسبة لكليهما، أدركت أليسنت أنها لربما أساءت فهم زوجها المحتضر، وأدركت رينيرا أن أليسنت لم تكن تتقصد أن تقوم باغتصاب العرش منها. كل ذلك كان سوء فهم، لكن كما تقول أليسنت، لقد فات الأوان الآن وخرجت الأمور من أيديها، والحرب بدأت بالفعل ولا تراجع الآن. لكن على الأقل بالنسبة إلينا كمشاهدين حصلنا على الأقل على شعور الرضا بأن الأحداث القادمة لم تعد قائمة فقط على سوء فهم، فكلتيهما أصبحتا تعرفان حقيقة الأمر، لكن الأوان فات.

بالرغم من أن الحلقة تتخطى عرض معركة شديدة الأهمية بالكتب وتتركنا حتى الآن من دون معركة حقيقية من رقصة التنانين على أرض الواقع، إلا أنها تحتوي على الكثير من الأحداث الهامة والمحورية التي يبدو جلياً أنها ستؤتي ثمارها عاجلاً وليس آجلاً. وبالرغم من أن رحى الحرب الفعلية لم تبدأ بعد، إلا أن التنانين بدأت برقصتها بالفعل، وستبدأ تنفث النيران بالحلقة المقبلة بكل تأكيد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا