الارشيف / العاب / IGN

مراجعة الموسم الرابع والأخير من The Umbrella Academy

هذه المراجعة خالية من الحرق للموسم الرابع والأخير من The Umbrella Academy.


بعد انتظار دام لأكثر من عامين، صدر أخيراً الموسم الرابع والأخير من مسلسل The Umbrella Academy، ليقدم لنا خاتمة مرضية لأصدقائنا فريق أكاديمية أمبريلا من الخارقين غريبي الأطوار. يتمحور هذا الموسم حول العائلة، وإصلاح الأخطاء القديمة، والتصالح مع الماضي، والخلاص، وهو يمتاز بقصر عدد حلقاته حيث يقتصر على 6 بدلاً من 10، وفي حين أنه في بعض الأحيان قد يبدو مستعجلاً بتطور الأحداث لضيق الوقت، وأن هناك بعض الحالات التي سنأتي على ذكرها لاحقاً كانت بحاجة لمزيد من الوقت لتنضج أمامنا كمشاهدين لنقتنع بها، إلا أن ذلك يساعده في التخلي عن أي مطمطة بالأحداث لا حاجة لها.

انتهى الموسم الماضي مع وصول الأخوة إلى خط زمني جديد غير مدمر بعد، لكن من دون قواهم الخارقة. ويكمل هذا الموسم بعد 6 سنوات من تلك اللحظة حيث يعيش الأخوة حياة أشخاص عاديين يكافحون للبقاء. لوثر (توم هوبر) يعمل كراقص تعرٍ بحركات مضحكة خرقاء ويعيش في منزل عائلتهم المتهالك، بن (جاستن أتش مين) كان سجيناً لثلاث سنوات وخرج من السجن للتو، أليسون (إيمي رايفر-لامبمان) تكافح من أجل الشهرة وتعمل كممثلة بإعلانات تجارية، كلاوس (روبرت شيهان) يعيش في قبو أليسون مع ابنتها كلير، فيكتور (إيليوت بيج) سافر إلى كندا وافتتح حانة مبتعداً عن بقية العائلة، ودييغو (ديفيد كاستانيغا) تزوج من ليلى (ريتو آريا) وأنجبا 3 أطفال حيث يكافح هو من أجل لقمة العيش بعمله كرجل توصيلات، وهي تعيش الحياة المنزلية المملة لأم في الضواحي. الأخ الوحيد الذي يبدو أنه حقق بعض النجاح هو فايف (آيدان غالاغر) الذي يعمل مع وكالة الاستخبارات الأمريكية.

نرى جميع الأخوة وقد تغيروا ليتأقلموا مع حياتهم الجديدة من دون قوى، والتغيير الأبرز بينهم والأكثر إضحاكاً كان كلاوس. فبعدما كانت قواه تمنحه الخلود أصبح الآن فانياً، مما أصابه بنوع من رهاب الموت. هناك مشهد له وهو يوصل كلير من المدرسة مضحك جداً لكن يحمل في طياته الكثير، فها هو بعدما كان مدمناً يخاف على كلير من رجل عابر يدخن. لقد توقف عن التعاطي الآن، وأصيب برهاب الجراثيم وحتى يحتسب كل خطوة يسيرها في الشارع. ويقدم روبرت شيهان أداءً رائعاً جداً في تصوير كل هذا الخوف بأسلوبه الكوميدي الذي اعتدناه منه وجعل شخصية كلاوس المفضلة لدي بين البقية.

طبعاً لا يطول الأمر حتى يستردوا قواهم، فهل يمكن أن يكون هذا مسلسل حول أكاديمية أمبريلا من دون امتلاك الأخوة قوى خارقة؟ يحدث ذلك رغم اعتراض البعض، لكن الأمر غير المتوقع هو أنهم يحصلون على قوى أكثر قوة وصقلاً مما كان لديهم من قبل، ولكن للأسف لا تتح لنا فرصة رؤية تلك القوى كثيراً بسبب قصر عدد الحلقات وقلة المشاهد القتالية مقارنة بالمواسم الماضية. ومع ذلك تبقى تلك القوى الجديدة من أبرز الجوانب الرائعة التي يقدمها هذا الموسم. يحصل كل فرد من أكاديمية أمبريلا على فرصة للتألق بمفرده، باستثناء بن (أو دكتور أكتوبوس في هذا الكون) الذي ربما كان بحاجة للمزيد من الوقت مع حبكته المرتبطة بشخصية جديدة تدعى جنيفر (المزيد حولها لاحقاً) والتي لم تكن مقنعة بالنسبة لنا كمشاهدين لأنها تحدث بسرعة أكثر من اللازم لدرجة لا تبدو منطقية أحياناً، لكن يقدم جاستن مين أداءً رائعاً من خلال تجسيد جانب ثالث جديد من بن. فبعدما رأينا بن كشخصية جانبية لطيفة محبة لأخوتها وتضحي بنفسها بالنهاية لأجلهم بالموسمين الأول والثاني، ثم كشخص وغد وأناني لا يريد سوى البروز ولو على حساب أخوته من أكاديمية سبارو في الموسم الثالث، نرى بهذا الموسم شخصية بن الذي يحاول التأقلم مع مجموعة من الغرباء الذين يطلقون عليه أخيهم، ونرى تغيره تدريجياً (وإن كان بشكل أسرع من اللازم) إلى شخص يهتم حقاً لأمر هذه الزمرة من غرباء الأطوار.

وعلى المقلب الآخر، يعلق كلاوس للأسف في النصف الثاني من الموسم بحبكة فرعية تبعده عن المجموعة، والتي تشعرنا بأنه بعيد عن كل الأحداث الهامة الأخرى التي تجري مع أخوته، لكنها تسمح لنا بالاستمتاع قليلاً بقواه الجديدة. ومن ناحية أخرى يحصل إيليوت بيج على فرصته للبروز بدور فيكتور خاصة في مشهد يجمعه مع ريجينالد (كولم فيور)، حيث تحصل الشخصية على بعض الاعتبار التي تستحقه بعد كل ما فعله بها ريجينالد وهي صغيرة.

لكن الشخصية الأبرز هذا الموسم كان فايف، مع أداء رائع يستحق الجوائز من غالاغر. لطالما جسد غالاغر شخصية فايف بشكل واقعي لدرجة يجعلنا ننسى أن هذا الممثل كان يبلغ من العمر 14 عاماً عندما بدأ المسلسل، فيقنعنا حقاً أنه رجل يبلغ 58 عاماً لكنه عالق بجسد مراهق، وفي هذا الموسم يحصل على فترة ظهور أطول على ، لكن جزءاً كبيراً من هذه الفترة يأخذه في حبكة فرعية مع شخصية أخرى تتيح لنا فرصة رؤية جانب جديد من شخصيته التي عاشت حياتها كلها في محاولة إنقاذ الكون من دون أن يحصل على أي وقت لنفسه ليختبر معنى الحب أو الاستقرار أو أي معنى للمتعة في الحياة. لكن كنت أتمنى لو أن شخصية أخرى رافقته خلال تلك الحبكة لتتيح له فرصة معرفة الحب الحقيقي مع فتاة تحبه بالشكل الصحيح لأنه يستحق أكثر مما حصل عليه هنا.

لا يمكن أن نكتب المراجعة من دون الحديث عن المؤثرات البصرية والموسيقى التصويرية وتصميم المعارك. حيث يقدم الموسم بعض أروع المعارك بين جميع المواسم مع القوى الجديدة، بالإضافة إلى مشهد يتضمن وحشاً مخيفاً نارياً تم تصميمه بشكل مقزز ورائع للغاية، وكان من الملفت أن هذا الموسم يمتاز بمستوى أعلى من الدموية أكثر مما اعتدنا من المواسم السابقة، مع رؤوس متفجرة وأشخاص يتم قطعهم بالمنتصف وأحشائهم تتدلى خارجاً. وكان هناك مشهد فلاشباك رائع أعطانا للمرة الأولى نظرة على أكاديمية أمبريلا عندما كانوا لا يزالون أطفالاً أثناء تنفيذ عملية فعلية من الداخل والذي كان ممتعاً جداً. لكن الجانب الأبرز الذي طالما تميز به هذا المسلسل هو الموسيقى التصويرية. ولا يختلف هذا الموسم عن الأجزاء السابقة مع تقديم أكثر من 20 أغنية رائعة تم اختيارها بعناية لتناسب المشهد سواء من حيث الكلمات المعبرة أو الموسيقى التي ترافق ما يجري على الشاشة. وكان أبرزها أغنية بيبي شارك التي تخرج فجأة من حيث لا نتوقع ويتم وضعها بطريقة مضحكة جداً ومتكررة في أوقات غير مناسبة تجعلها من أبرز جوانب هذا الموسم، والتي ظلت عالقة في ذهني يومين متتاليين.

يقدم الموسم العديد من الشخصيات الجديدة التي تلعب دوراً محورياً في نهاية العالم الجديدة التي يواجهها الأخوة. أبرزهم جين وجين تيبيدو (نك أوفرمان وميغان مولالي)، وهما زوجان يشكلان طائفة تسمى "الحراس" والذين يؤمنون أنهم يعيشون في خط زمني خاطئ وأنه هناك خط زمني أساسي واحد يجب العودة إليه. يقدم أوفرمان ومولالي أداءً رائعاً بهاتين الشخصيتين غريبتي الأطوار بشكل ملائم، واللذان يجمعان قطعاً أثرية تتسرب من خطوط زمنية أخرى لإثبات نظريتهم مع أتباع يزدادون انتشاراً حول البلاد. يمتاز الثنائي بانسجام رائع جداً كما لو أنهما شخص واحد، وهناك مشهد رقص لهما على وجه الخصوص قد يشعر البعض أنه ممطوط قليلاً لأنه يتخلل مشاهد قتالية حاسمة لشخصيات أخرى، لكنني استمتعت به للغاية ووجدت أنه أعطى حيوية للمشاهد مع الموسيقى كما أضفى طبقة أكبر من غرابة الأطوار على جين وجين. لكن لا يسعنا سوى أن نشعر أن حبكتهما كانت ستستفيد من المزيد من الوقت لنشعر بالترابط أكثر مع قصتهما وقضيتهما.

من الشخصيات الجديدة الأخرى أبيغيل (ليزا ريبو-مارتيل)، زوجة ريجينالد (وهو نسخة أخرى منه كما يستمر بتذكيرنا طيلة الموسم)، والتي رأيناها في الموسم الأول محفوظة على سطح القمر، لكن في هذا الخط الزمني يبدو أنها نجت وتعيش مع هذه النسخة من ريجينالد، وفي حين أنها تلعب دوراً غريباً هنا يجعلنا في شك ما إذا كانت شخصاً جيداً أم شريراً حتى الحلقة الأخيرة، إلا أنه كان لوجودها على ما يبدو تأثيراً إيجابياً على شخصية ريجينالد مما جعلنا نرى جانباً أكثر ليونة من هذا الأب القاسي والخالي من أية مشاعر، ويقدم بعض أفضل اللحظات الفردية من المصارحة والمواجهة بالموسم بينه وبين العديد من أبنائه، والتي لن نذكرها هنا تفادياً للحرق. لكن كنت أتمنى لو أن أبيغيل حصلت على وقت أكثر وإن كان من خلال حلقة إضافية لتأسيس قصتها الخلفية لأنها ترتبط بشكل وثيق مع قصة منشأ الأكاديمية بأكملها، لكن هنا تبدو قصتها سريعة ومختصرة مما يخفف من مدى تأثيرها على المشاهدين.

والشخصية الجديدة الأخرى الهامة في هذا الموسم هي فتاة تدعى جنيفر (فيكتوريا ساوال)، والتي تتشارك مع بن بحبكة جوهرية للقصة ككل ندرك أن لها أهمية كبيرة في نهاية العالم الجديدة لكنهما لا يحصلان على وقت كافٍ على الشاشة لجعل العلاقة التي تجمعهما مقنعة بما فيه الكفاية، مما يجعلها بمثابة حبكة لدفع القصة أكثر من كونها شخصية بارزة بحد ذاتها.

لكن من ناحية أخرى، يجيب المسلسل أخيراً عن كل الأسئلة العالقة بطريقة مبسطة تجعل من السهل استيعابها، خاصة مع كل التعقيدات التي ترافق عادة قصص الأكوان والخطوط الزمنية المتعددة. فنحصل أخيراً على الإجابة على أسئلة ملحّة نسألها منذ الحلقة الأولى من دون إجابة: من أين جاء طلاب أكاديمية أمبريلا بالمقام الأول؟ كيف خلقوا خلال لحظات؟ ولماذا لديهم قوى خارقة؟ والأهم من ذلك: كيف مات بن؟ وهذه الإجابات تلعب دوراً محورياً بالقصة الشاملة وتوصلنا بسلاسة إلى الخاتمة الحتمية للمسلسل. كما نحصل على شرح مبسط حول سبب وجود كل الخطوط الزمنية المتعددة ونشأتها بالمقام الأول. والأهم من كل ذلك، نحصل على إجابة حول سبب ملاحقة نهاية العالم للأخوة إلى أي خط زمني يذهبون إليه.

لكن The Umbrella Academy في نهاية المطاف هو مسلسل حول العائلة في جوهره، وبأنها مهما كانت مختلة ومهما كان أفرادها يكرهون بعضهم البعض، إلا أنهم دائماً موجودون لمساندة بعضهم عندما تشتد الأمور، وهذا الجانب (إلى جانب الكوميديا الذكية والرائعة) هو ما جعلنا نقع بغرام هذا المسلسل بشكل عام، وبشخصياته غريبة الأطوار بشكل خاص. وهو يختتم هذه الرحلة الطويلة بخاتمة ملحمية جداً ترافقها الموسيقى التصويرية القوية وبعض الضحكات والدموع في نفس الوقت، لتغلق الباب وراء هذه القصة المعقدة من الأزمان المتداخلة مع وداع رائع (حلو ومر في آن واحد) لشخصيات أحببناها على طول سنوات و 4 مواسم.

يمتاز الموسم الرابع والأخير بعدد حلقات أقل، مما يؤدي إلى قصة مكثفة وأحداث سريعة، مع موسيقى تصويرية رائعة ومشاهد قتالية مميزة ومؤثرات بصرية قوية. وبالرغم من أن بعض الحبكات كانت ستستفيد من حلقة أو اثنتين إضافيتين، إلا أنه يبتعد عن الحشو والمطمطة، ولا يضيع وقتاً للإجابة على كل الأسئلة المعلقة لتكتمل قطع الأحجية الناقصة بشكل رائع ونحصل على خاتمة مرضية ووداع حلو ومر في آن واحد لشخصياتنا التي أحببناها على مدار 4 مواسم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا