الارشيف / العاب / IGN

مراجعة A Quiet Place: The Road Ahead

كان هناك عدة أسباب أثارت اهتمامي بلعبة A Quiet Place ودفعتني لتجربتها، أبرز تلك الأسباب هي إعجابي بالسلسلة السينمائية وتحديدًا أول جزئين اللذان قدما فكرة فريدة ومبتكرة بطريقة مميزة، فكل ما تحتاجه هو الصمت والبقاء هادئًا قدر المستطاع للنجاة في هذا العالم الموحش، والثاني هو كون اللعبة تعتمد على نفس الفكرة الأساسية في لعبة Alien Isolation، أحد أفضل ألعاب رعب البقاء التي سنحت لي فرصة تجربتها يومًا ما، فالخوف والتوتر لا يرتبطان باستخدام الأسلحة وتبادل إطلاق النار في العلن بقدر ارتباطهما بشعورك الدائم بالخوف والتوتر لأن هناك من يتربص بك، ومحاولة الهرب والبقاء في مأمن بشكل دائم لأنك لست على قدم المساواة مع خصمك الذي يستطيع القضاء عليك في لمح البصر، وبالتالي فكل قرار تتخذه وكل طريق تسلكه قد يشكل نقطة فارقة بين الحياة والموت، وهي فكرة مثيرة في حد ذاتها لبناء لعبة كاملة عليها ولكن يمكن سر النجاح في التوليفة نفسها والتي تشمل أسلوب اللعب والأدوات والقصة وليست الفكرة المثيرة وحدها.

تتناول لعبة A Quiet Place نفس الفكرة الرئيسية في السلسلة السينمائية المقتبسة منها، إذ غزت مخلوقات فضائية غريبة كوكب الأرض وأنهت شكل الحياة المعتاد الذي عرفناه من خلال الفتك بأي كائن حي يصدر أصواتًا حتى وإن كانت خافتة للغاية، لذا كان على البشرية أن تبقى على قيد الحياة في صمت مطلق وأن تتكيف مع عالمها الجديد وإلا سيكون مصيرها الفناء. كل صفارة أو صوت طقطقة قد ينهي حياتك على الفور، حتى تنهد الراحة قد يكون أنفاسك الأخيرة، ربما تعتقد الآن أن التعامل مع هذا الوضع سيكون سهلاً، فمن لا يحب الهدوء المطلق والصمت التام؟ إنه كل شخص انطوائي، ولكن إذا تعلمنا شيئًا واحدًا من A Quiet Place، فهو أن البشر غير قادرين على العيش في صمت مطلق حتى لو أرادوا ذلك.

تسير أحداث The Road Ahead بالتزامن مع سلسلة الأفلام وفي نفس العالم، إذ يأخذ اللاعب دور أليكس تايلور، وهي شابة أصبحت حياتها في حالة من الفوضى بعد وصول تلك الكائنات المميتة، وبالنظر لكونها تعاني من الربو، فقد أصبحت الحياة في صمت تام أكثر صعوبة بعض الشيء بسبب نوبات الربو التي تهاجمها كل فترة، بالإضافة إلى ذلك، بعد اختبار الحمل الإيجابي، اتضح أن آلام معدتها كانت أكثر من مجرد تقلصات، وبناءً عليه، ليس أمام أليكس وصديقها مارتن خيار سوى إيجاد طريقة للتغلب على كل هذا، وفي حال كان هذا يبدو مألوفًا، نعم، إنه تقريبًا ملخص الفيلم الأول، إلا أن كل العقبات المادية هنا مكدسة في شخصية رئيسية واحدة فقط، وفي هذا الصدد، تظل The Road Ahead وفية للأفلام، وهو ما قد يكون نعمة ونقمة في نفس الوقت بالنسبة لك كلاعب ومشاهد.

نعمة لأنك تعرف بالفعل ما هو مطلوب منك وكيفية التعامل مع التهديدات المحيطة، ونقمة في عدم وجود تغييرات كبيرة أو جذرية تنقل اللعبة إلى مستوى مختلف كليًا من الإثارة والانغماس، وبالرغم من المستوى الرسومي الجيد والأصوات الغامرة التي تبقيك متوترًا وخائفًا أغلب الوقت، إلا أنه يتضح من اللحظات الأولى أننا أمام لعبة بتكلفة تطوير متوسطة لا تقارن بعناوين AAA، مع قصة بسيطة وواضحة للغاية تتعلق بالهرب والوصول إلى جزيرة في وسط المحيط لضمان أن يجد الطفل القادم المناسبة ويترعرع دون خوف في ظل عدم قدرة تلك الكائنات على السباحة والوصول إلى الجزر النائية المنعزلة. تحاول اللعبة جاهدة وضع اللاعب في الصورة من خلال الانتقال بين الماضي والحاضر، هناك فصول تتطرق للعالم قبل وصول تلك الكائنات المرعبة لكنها موجزة للغاية ولا تقدم أي معلومات أو أسلوب لعب مثير للاهتمام، وفي الوقت نفسه أهملت اللعبة أفكارًا أكثر إثارة للاهتمام مثل طبيعة تلك الكائنات وكيف وصلت إلى الأرض وهدفها الرئيسي من غزو الكوكب، وبالتالي تسير كل أحداث القصة بوتيرة واحدة دون أي أحداث مفاجئة أو مواقف تعلق في ذهن اللاعب، بل على النقيض تمامًا، فاللحظات الأخيرة شهدت أفعالًا غير منطقية لبعض الشخصيات وتطور غير مفهوم لقراراتهم، كما أن الأحداث موجزة بصورة كبيرة وهو أمر قد يبدو جيد مقارنة بالمماطلة والتكرار لكنه أثر سلبًا على تفاعل اللاعب مع القصة وتعلقه بالشخصية الرئيسية، إذ يمكن إنهاء أحداث اللعبة كاملة في 7 ساعات، وإذا كنت تعرف جيدًا ما تفعله فربما تصل المدة إلى 5 أو 6 ساعات فقط.

تمامًا مثل Alien Isolation، تعتمد The Road Ahead على مبدأ الصمت المطلق أثناء انتقالك من النقطة أ إلى النقطة ب، إذ أن أي خطوة خاطئة قاتلة، كل شيء في البيئة حولك مصمم لإسقاطه وإصدار أصوات تنبه تلك الكائنات الفتاكة إلى موقعك، مما يتسبب في ضوضاء صاخبة، وبعد فترة من الوقت ستجد الوضع معتاد وسهل التعامل مه ولا يشكل خطرًا كبيرًا كما كنت تظن، لكن اللعبة تذهب إلى خطوة أبعد وتدمج أصوات بيئتك الحقيقية في تجربة اللعب، وبالرغم من إيقاف تشغيل هذا الخيار افتراضيًا، يمكنك تنشيط وظيفة الميكروفون في القائمة حتى تسجل اللعبة الأصوات في غرفة اللعب الخاصة بك، مما يوفر مستوى أكبر من الانغماس ويجبرك على البقاء صامتًا حتى في الواقع لتجنب مطاردتك بناءً على أي صوت في الغرفة التي تتواجد فيها.

تركز القصة على مغادرة المقر الآمن والبحث عن ناجين آخرين على أمل الانتهاء من هذا التهديد المرعب بشكل تام، لذا فالسفر عبر العالم الخارجي القاسي وغير المعروف أمر لا بد منه، حيث يتوجب عليك البحث باستمرار عن طرق للتقدم دون جذب انتباه الكائنات الفضائية المميتة التي سقطت حرفيًا من السماء، وأثناء التنقل، عليك الحذر من أن تخطو على أي شيء يصدر صوتًا، كأوراق الشجر المنتشرة على طول الطريق في فصل الخريف، أو الزجاج المتناثر على الأرض بسبب محاولات السطو على المحلات التجارية والبحث عن أي مؤن ومواد غذائية للنجاة، أو حتى برك المياه التي تجعل التنقل صعبًا وتنبه تلك الكائنات لأماكن تواجدك، وفي ظل إصابة أليكس بالربو وإمكانية تعرضها للإختناق، والذي يحدث بعد أي مجهود شاق أو تجربة مؤلمة أو التعرض للغبار، غالبًا ما تكون الطريقة الوحيدة للخروج هي الوصول بسرعة إلى جهاز الاستنشاق، لكن حتى هذا يصدر ضوضاء. لحسن الحظ، يمكنك قياس مستوى الصوت الذي تصدره باستخدام مقياس الصوت الخاص بأليكس، والذي يُظهر الضوضاء المحيطة والضوضاء التي تصدرها، لذا على أليكس التحرك دائمًا بشكل أهدأ من الأصوات العامة للبيئة المحيطة، فإذا كانت الضوضاء في المنطقة التي تتواجد فيها تصل إلى 4 درجات، يتوجب عليك التحرك بهدوء حتى 3 درجات، وفي حال تجاوزت مستوى الضوضاء في البيئة المحيطة نفسها ستنتبه الكائنات الفضائية لوجودك وستبدأ بمطاردتك على الفور.

يعد مقياس الصوت مفيدًا للتأكد من عدم ضياع كل شيء بعد إسقاط علبة طعام عن طريق الخطأ، والتي يوجد منها الكثير، ولكن إذا كنت تحمل مقياس الصوت في يدك، فلن تتمكن من استخدام مصباحك اليدوي والذي يحتاج بدوره إلى شحنه أو تغيير البطاريات كل فترة ليستمر في العمل، على الجانب الآخر، تستخدم اليد اليمنى لجهاز الاستنشاق وإلقاء الحجارة أو الزجاجات لتشتيت انتباه الوحوش الفضائية، هل هذا غير مريح؟ نعم، وهو مقصود لإبقاء في حالة توتر ورعب دائمة.

يريد المطور أن يجعلك تشعر بالعجز ويجعل أليكس ضعيفة عمدًا، جسديًا وعقليًا، إذ تعاني أيضًا من مشاكل الصحة العقلية، والتي يتم استكشافها في ذكريات الماضي، وهي فواصل بسيطة للغاية لا تقدم أي جديد فيما يخص أسلوب اللعب، وحتى على المستوى الدرامي لا توفر معلومات مهمة أو أحداث رئيسية للقصة، والاستثناء الوحيد هو التعرف على ماضي الشخصيات الأخرى مثل والد إليكس ووالدة صديقها لورا التي تخشاها أليكس دون سبب واضح وحتى تصرفاتها في وقت لاحق من عمر اللعبة تتناقض تمامًا مع هذا الاعتقاد الذي ظلت اللعبة تبني عليه طوال عمر القصة وحتى الساعة الأخيرة.على الجانب الآخر، فالاختفاء التلقائي لعناصر HUD أو أيقونات الأزرار بعيد كل البعد عما تريده في لعبة تعتمد فيها على الإشارات المرئية، يعتمد وقت لعبك في The Road Ahead بشكل كبير على القرارات التي تتخذها، ليس في الحوارات - لا يوجد أي حوارات - ولكن عند استكشاف العالم، إذ تعلمك اللعبة منذ البداية أنه من الأفضل تجنب الأسطح المسموعة مثل الزجاج المكسور أو الأوراق أو المياه الراكدة، وهو ما ينطبق أيضًا على العوائق الصاخبة مثل البراميل والعلب الفارغة، ويمكن تجنب هذه العوائق عادةً عن طريق اختيار طريق بديل، وبالتالي فإن استكشاف المسارات الجانبية يمكن أن يؤثر على وقت لعبك.

أمر آخر محبط هو ضرورة التنقل ببطء شديد في كل مرحلة، ستجد نفسك تقضي عدة دقائق للوصول إلى هدفك بسبب التحرك ببطء شديد لإبقاء أصوات خطواتك أقل من صوت البيئة المحيطة، ويمكن التنقل بسهولة أكبر في المناطق التي تحتوي على شلالات مائية أو أصوات مرتفعة مما يمنع الكائنات الفضائية من رصدك، رغم ذلك، تتطور قدرات تلك الكائنات بمرور الوقت لتتحول من مجرد الاستماع للأصوات ومطاردة صاحبها إلى فحص دوري للبيئة لمعرفة ما إذا كان هناك أي كائن حي في الجوار، في تلك اللحظات عليك البقاء صامتًا دون أي حركة وإلا سيتم رصدك، كذلك يتضمن جهاز الأشارة الخاص بالأصوات خيارًا يوضح لك مدى انتباه الكائن الفضائي للتهديدات المحيطة، تنقسم تلك الإشارة إلى 3 مراحل وعند وصولها للحد الأقصى تصبح قاب قوسين أو أدنى من التعرض لهجوم فتاك، رغم ذلك، وتحديدًا في الساعة الأخيرة من عمر العنوان، كان يتوجب على إليكس التحرك بسرعة لبلوغ هدفها وبالتالي تعمدت التحرك بسرعة وإحداث ضجة والنتيجة هي موسيقى تصويرية مخيفة تنبهك إلى استعداد المخلوق الفضائل لمهاجمتك لكنه في الواقع لا يفعل ذلك.

يقودنا هذا إلى السلبية الأهم في اللعبة والتي تؤثر سلبًا على التجربة ككل وهي الذكاء الاصطناعي للمخلوقات الفضائية، اعتمدت لعبة Alien Isolation على الذكاء الاصطناعي الثوري للمخلوق الفضائي في ذلك الوقت والطرق الفريدة لمطاردته للاعب دون أي مساحة للخطأ، لكن هنا الوضع مختلف، يمكنك أن تصدر أصواتًا في أكثر من مناسبة ومن ثم التحرك ببطء وتغيير مكانك قبل وصول المخلوق الفضائي ولن يتمكن من رصدك، يمكنك استخدام الحواجز للتنقل من جهة لأخرى أثناء وجود الفضائي خلفك مباشرة دون أن يتمكن من رصدك وذلك لأنك انتقلت للجانب الآخر ويتوجب عليه سلك طريق مختلف ليصل إليك، وفي موقف آخر حدث تلامس مباشر بيني وبين هذا المخلوق المرعب ولم يهاجمني بل وتمكنت من الهرب والإختباء، لحسن الحظ أنني توصلت لهذه الاستنتاجات في الساعة الأخيرة من عمر العنوان وإلا لكانت التجربة بأكملها غير مرضية بالنسبة لي، رغم ذلك، تعاقبك اللعبة بلا رحمة في أوقت أخرى لكنها عقوبات لا مفر منها، مثل أن تجد نفسك محاصرًا في زاوية دون أي مفر للهرب، أو عندما تتحرك بسرعة مبالغ فيها لعدة ثواني مما يكشف مكانك بشكل لا يحتمل الشك، دون ذلك، يمكنك الهرب بشكل مستمر وارتكاب خطأ واثنان دون أن تتم مهاجمتك، ومع استخدام الزجاجات والحجارة يزداد الوضع سوءًا ويصبح التنقل أسهل بمراحل حتى مع مستوى عالي من الضوضاء.

ستصيبك A Quiet Place The Road Ahead بالرعب والتوتر في الساعات الأولى وتجبرك على التحرك بعناية في كل بيئة تزورها، ولكن عندما يتسلل الملل إليك بسبب التحرك ببطء شديد وتقرر تحمل العواقب والتحرك بسرعة لن تعاقبك اللعبة على الفور كما تخيلت وستمنحك الفرصة لتكرار ذلك إذا أخذت بعين الاعتبار الأخطاء التقنية المتكررة والذكاء الاصطناعي المحدود للكائنات الفضائية وعدم قدرتها على رصدك بدقة في معظم الأوقات، ومع قصة بسيطة للغاية لا تتضمن أى مفاجآت وأسلوب لعب يعتمد بالكامل على تفادي الأصوات الناجمة عن الزجاج المهشم وأوراق الشجر الذابلة وبرك المياه، ستجد نفسك في مغامرة متكررة في المجمل رغم أحداثها القصيرة نسبيًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا