في قلب فرنسا المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، تشتعل معركة خفية بين المقاومة والقوات النازية. تحت سماء غائمة، يمتد صمت قاتل فوق شوارع باريس الضيقة والأزقة المظلمة، وفي هذا الميدان المشتعل، يمثل القنص البقاء على قيد الحياة، إذ تتنقل وحيدًا عبر الأراضي المدمرة، مسلحًا بالذكاء والقدرة على التسلل. مهمتك هي إحباط خطة نازية تهدد بتغيير مجرى التاريخ، وفي يدك مصير آلاف الأرواح، فهل تكون طوق النجاة للبشرية؟
بالنظر لكونها واحدة من ألعاب التصويب القائمة على القنص الرائدة والتي يمتد تاريخها لما يقارب 20 عامًا من النجاحات المتباينة، ستشعرك Sniper Elite: Resistance على الفور أنها مألوفة – رغم كونها إصدارًا فرعيًا مع تغييرات عديدة – حيث تستخدم نفس الصيغة الأساسية "المعتادة" التي عفى عليها الزمن، ولا تستطيع إخفاء علامات التآكل الواضحة، سواء في آليات اللعب المكررة، أو الرسوم المنفرة، أو تفاصيل البيئات المحدودة، لكن في المقابل تراهن بكل ما في جعبتها على أسلوب اللعب والحرية التكتيكية والقدرة على خوض سيناريوهات عديدة في كل مهمة طالما ترتجل وتطلع على كل وثيقة سرية، وتبحث في جيوب كل جندي تغتاله، وتدمر أي خزنة موصدة للوصول إلى الأسرار التي تحتضنها.
حتى وإن كانت خبرتك محدودة في ألعاب Sniper Elite، ستدرك على الفور أن Resistance هي إصدار فرعي لا يضاهى الجزء الرئيسي السابق في التفاصيل أو الصقل أو الجودة، نتحدث هنا عن لعبة فرعية لكن أحداثها تجري بالتوازي مع أحداث Sniper Elite 5، لذا سواء كنت قد لعبت الجزء الخامس أم لا، فتجربتك مع Resistance ستكون مختلفة بشكل ملحوظ في بعض العناصر.
ستخوض سلسلة من المهام التي تتضمن أهدافًا متعددة، مثل الاغتيالات وجمع المعلومات وتدمير معدات العدو وكل أنواع الفوضى التي تعرفها من ألعاب الحروب العالمية، وكما هو الحال في الأجزاء السابقة، سيكون لديك ترسانة متنوعة من الأسلحة والمعدات، بالإضافة إلى أدوات يمكنك العثور عليها داخل المستويات لمساعدتك في الوصول إلى مناطق مختلفة، وهي ميزها ستفقدها إذا تعاملت مع المهام الرئيسية مباشرة وأهملت الاستكشاف والتجول في المناطق الحضرية والزراعية المحيطة. الأساسيات نفسها تقريبًا، سواء طريقة استخدام الأسلحة والأدوات، أو حتى كاميرا التصوير بالأشعة السينية التي تفصل عمليات الاغتيال الدقيقة، ومازالت بنفس القدر من الإرضاء والمتعة.
تنقلنا Resistance إلى فرنسا المحتلة خلال الأسابيع التي سبقت إنزال يوم النصر عام 1944، مهمتك هي التواصل مع المقاومة الفرنسية وجمع معلومات استخباراتية حول سلاح نازي تجريبي يُعرف باسم Wunderwaffe، لكن هذا ليس مجرد سلاح خارق، بل إنه شديد الخطورة لدرجة أن الفوهرر نفسه رفض تطويره (لك أن تتخيل!)، وهو قرار تجاهله قائد المشروع أوتو كروجر وقرر المضي قدمًا لرفع راية الجنس الآري.
هنا نودع بطل السلسلة الأساسي ونرحب بجندي آخر هو هاري هوكر، والذي يلعب دور البطولة لأول مرة رغم ظهوره في السلسلة سابقًا، وتدور القصة حول مساعدته للمقاومة الفرنسية والتي بفضلها تم إضافة مهام دعاية جديدة نراها لأول مرة، ولفتح هذه المهام يجب عليك العثور على ملصق دعاية، والذي يمكن اكتشافه عبر الحملة الرئيسية والانحراف من وقت لآخر عن الأهداف الأساسية، نعم كل ميزات اللعبة تظهر عندما تستكشف كل المناطق المحيطة.
بالنظر لوجود مئات الألعاب والأفلام والمسلسلات التي تناولت حقبة الحرب العالمية الثانية تحديدًا، سيكون من الصعب على مشروع بجودة مماثلة أن يوفر قصة مثيرة بحبكة درامية تبقيك مشدودًا طوال الوقت، وعلى النقيض تمامًا، ستجد القصة نفسها سطحية ولكنها غير منفرة وتحرك الأحداث حتى ولو بشكل متوقع، هاري هو بطل حاد الملامح لا يمكنك أن تعرف إذا كان سعيدًا أو حزينًا بسبب تفاصيل الوجه الباهتة والمستوى الرسومي المتدني، حتى الأداء الصوتي والحركة في المشاهد السينمائية لا يساعد على الاندماج مع حواراته أو التعلق بأي شيء يفعله، إنه مجرد أداة تتحرك من موقع لآخر لتنفيذ الأهداف المطلوبة منها، ولا يبذل الكثير من الجهد للاستحواذ على اهتمام اللاعبين وسيبادله معظمهم نفس هذا الشعور بلا شك.
بالرغم من أن عنوان اللعبة هو "المقاومة" إلا أن الروابط مع المقاومة الفرنسية خفيفة، وهي موجودة في الغالب كطريقة لتقديم وضع جديد يعتمد على المهارات يسمى "تحديات الدعاية". التحديات هي مستويات صغيرة وقابلة للتكرار تحد من ترسانة اللاعب وتطلب منه قتل أكبر عدد ممكن من النازيين قبل نفاد وقت المهمة، وقسمت إلى ثلاث فئات: التخفي، والقتال، والقنص. باستخدام المهارة المطلوبة لكل تحدٍ، يجمع اللاعبون نقاطًا إضافية ويضيفون وقتًا إلى ساعة المهمة، في المقابل، يحصل كل من يفعل ذلك على أسلحة جديدة، وقبعات، وأزياء شخصية يمكن استخدامها أثناء الحملة. إنها إضافة ممتعة للسلسلة تساعد في كسر الأسلوب المكرر للحملة ولكن كان من الممكن أن تحتوي على المزيد من المهام أو المكافآت الإضافية لتحفيز المحاولة مرة أخرى للحصول على درجة أعلى.
تقدم الحملة سبع خرائط جديدة، وتتبع هذه الخرائط نفس تصميم العالم المفتوح الواسع المستخدم في Sniper Elite 5، لكنها على نطاق أصغر، وبالرغم من أن المواقع الجديدة قد تكون أصغر حجمًا، لكن هناك المزيد من المساحة للإبداع في كيفية استكشاف اللاعبين لها واستغلال تخطيطاتها، فكل خريطة مليئة بشوارع متشابكة، وأنفاق سرية، وحبال للتنقل، وأنابيب قابلة للتسلق، رغم ذلك، مازال هناك اعتماد على الطلاء الأبيض والألواح القابلة للتدمير للإشارة إلى الطرق المتاحة للاستكشاف، النتيجة هي عالم يبدو كبيرًا لكنه في الواقع صغير، وبغض النظر عن متعة الاستكشاف والقضاء على الخصوم خلسة، فالتصميم العام للمباني والمنشآت العسكرية مكرر ويفتقر للتفاصيل التي تزيد مستوى الانغماس، والمنقذ الوحيد هنا هو حرية أسلوب اللعب حيث استخدام القنابل والمتفجرات والفخاخ للإيقاع بأعدائك والقضاء عليهم دون كشف أمرك، وإنهاء المهمة والخروج من المدينة دون أن يدرك أي شخص وجودك في المكان، تلك هي متعة اللعبة الحقيقية أكثر من عمليات القنص نفسها التي ستنتهي بموقف متأزم على الأرجح ينتهي بمطاردتك من قبل كل جندي في المنطقة، وتبقى مجموعة الأدوات المساعدة - بما في ذلك الضمادات، وصناديق الإسعافات الأولية، والألغام، والزجاجات - جزءًا من ترسانتك، مما يساعدك على معالجة الجروح وإعداد الفخاخ للأعداء الذين يسرعون نحو جثث حلفائهم أو أجهزة الإنذار، بالإضافة إلى تشتيت دوريات العدو القادمة لكي تتمكن من الابتعاد عن طريقها.
مازالت الحرية في اقتحام الأهداف بالطريقة التي تختارها موجودة، بينما يساهم فتح نقاط دخول مختلفة في المهام في زيادة قابلية إعادة اللعب، خاصة إذا كنت من اللاعبين الذين يحبون جمع الأشياء، تمتاز اللعبة بذكاء اصطناعي يتراوح من مقبول إلى جيد، قد يكون غبيًا في بعض الأوقات عندما تحاول جذب جندي إلى منطقة اختبائك ويقرر فجأة تكذيب ظنونه والعودة إلى منطقة حراسته، ويزداد ذكاءًا في الدوريات المتنقلة كالسيارات والدراجات النارية التي تمر بشكل مستمر وتكتشف وجودك من مسافات بعيدة، وبالنظر لقدرتك على اختيار معدات هاري وتخصص أجزاء الأسلحة الفردية، شريطة أن تقوم أولًا بفتحها من خلال العثور على محطات العمل أثناء استكشاف المستويات، يمكنك التعامل مع كل التهديدات بشكل مثالي، سواء من خلال القنص أو الرشاشات الآلية أو المسدسات المزودة بكاتم صوت والتي لا تكتمل مهام التسلل بدونها.
توفر اللعبة باقة منوعة من أطوار اللعب بعيدًا عن خوض الحملة فرديًا أو تعاونيًا، وهي أوضاع تبدو مماثلة لتلك الموجودة في Sniper Elite 5، مع وضع الغزو، ووضع اللعب الجماعي التقليدي، ووضع البقاء، كل منها يطيل عمر اللعبة بشكل فريد من خلال اللعب مع الأصدقاء أو منافسة لاعبين آخرين حول العالم في مهارات القنص والتسلل خلف خطوط العدو.
يمكن القول أن Resistance لا تملك شيئا من اسمها، فوجود المقاومة الفرنسية لا يشكل فارقًا على مستوى القصة أو أسلوب اللعب، باستثناء مهام الدعايا التي تشبه أي نوع آخر من التحديات القائمة على الوقت، لكن متعة اللعبة الحقيقية تظهر في ترسانة اللاعب والأدوات التي تمنح للاعب حرية التصرف فيها، ومكافأة كل من يستثمر وقته في استكشاف الخريطة بالكامل، هذا إن تغاضيت بالطبع عن القصة المستهلكة، والبطل الذي يفتقد للحضور الطاغي والشخصية القوية، والمستوى الرسومي والتفاصيل المحدودة المحيطة بك في كل خريطة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.