هذه المراجعة لفيلم "Death of a Unicorn" من مهرجان SXSW 2025.
هناك فكرة مشوقة في صميم Death of a Unicorn تحمل إمكانيات لمعالجة قضايا أخلاقية مسلية. تبدأ القصة عندما يصطدم المحامي إليوت كينتنر (بول رود) بمخلوق غامض، ليكتشف لاحقاً أن جثته تمتلك قدرات علاجية خارقة. هذا يضع إليوت وابنته المراهقة ريدلي (جينا أورتيغا) أمام معضلة صعبة: كيف يخفون الحادث عن رئيس إليوت الثري في شركة أدوية كبرى؟ للأسف هذا الملخص هو تقريباً كل ما يقدمه فيلم الرعب والكوميديا هذا من الاستوديو المستقل الشهير A24، حيث لا يتعمق أبعد من فكرته المبدئية. ورغم الأداء الممتع لبعض النجوم، خاصة من ويل بولتر الذي يلعب دور ابن الرئيس التنفيذي، فإن الفيلم، وهو أولى تجارب أليكس شارفمان الإخراجية، يتوقف عند نقطة معينة دون أن يتطور.
نشعر أن المسارات العاطفية للشخصيات في Death of a Unicorn تتوقف حيث تبدأ. نرى في المشاهد الافتتاحية إيليوت وريدلي يهبطان في الجبال الكندية في رحلتهما بالطائرة، وعندما تنام الفتاة على كتف والدها، فإن إليوت يحاول التحرك لاستعادة أوراقه القانونية لكن ينتهي به الأمر بجعل رأسها يصطدم بمسند الذراع. هذه اللمحة الساخرة تلخص علاقتهما المتوترة: فقدت ريدلي والدتها، فغرق إليوت في العمل، مما أدى إلى توتر علاقتهما. لكن الآن مع بحث رئيس إليوت المريض أوديل ليوبولد (ريتشارد إي. غرانت) عن خليفة له قبل وفاته، يجد إليوت فرصة لضمان مستقبل ريدلي بشرط أن يثبت أنه أب صالح.
في الطريق إلى القصر المنعزل للرئيس التنفيذي، يصطدم الأب وابنته المشتتان بجدالهما بحصان أبيض بقرن واحد، وهو كائن يترددان في تسميته بـ"يونيكورن" (أو حصان أحادي القرن). يفتح هذا الحادث الباب أمام أحداث غريبة وخيالية، تشمل رؤى تنويم مغناطيسي وقدرات علاجية سحرية، ولكن ليس قبل أن نشهد مشاهد عنيفة ضد المخلوق المصاب في محاولة لإنهاء معاناته. يملأ دمه الأرجواني المشهد، لكن التأثيرات البصرية غير المتقنة (والمقبولة في سياق الفوضى التي يحدثها) تجعل من موته مهمة معقدة تزيد من توتر مقابلة إليوت مع أوديل.
يملك هذا السيناريو جميع المقومات التي تؤهله ليكون قصة تتطور بطرق ممتعة، لكن Death of a Unicorn لا يتجاوز أبداً النقاشات الفلسفية (المسلية في البداية) التي تثيرها عائلة ليوبولد بعد اكتشافهم لجثة الكائن الأسطوري الذي دهسه ضيوفهم. إنه فيلم مليء بالحوار حتى يصل إلى الفصل الأخير، لكن كل هذا الثرثرة لا تغيّر آراء أي من الشخصيات على الشاشة، وعلى وجه الخصوص ريدلي التي يُفترض أنها تمثل الضمير الأخلاقي للفيلم.
تقدم جينا أورتيغا أداءً نابضاً بالحياة كشابة منعزلة عن العالم ترتدي ملابس فضفاضة وتُعرّف عن نفسها كشخص ذو ميول ناشطة. إنها ممثلة قادرة على إدخال الكثير من العمق والتلميحات إلى أي مشهد، لكن Death of a Unicorn ضعيف جداً بحيث لا يستفيد حتى من موهبتها، مما يجعل شخصية ريدلي تبدو كصفحة فارغة غير متغيرة لدرجة تصبح مزعجة. (عندما يجعلك الصوت الأخلاقي والتعاطفي في فيلم يسعى لانتقاد المليارديرات القساة تفكر في التعاطف معهم بدلاً من مع بطله، فهذه إشارة سيئة). ولكن في النهاية، ما الذي يمكن فعله غير التفكير في البدائل التي لا يفكر فيها الفيلم ولا شخصياته، حيث تصبح كل عناصر الدراما والكوميديا والإثارة فيه سطحية بسرعة دون أن تصل إلى أي ذروة حقيقية؟
يتحمل رود الرائع دائماً عبء غضب أورتيغا، لكنه على عكس المعتاد يقدم أداءً باهتاً ومفتقراً للحيوية. وهذا أمر مؤسف خاصة بالنظر إلى الحيوية التي يضفيها باقي طاقم التمثيل على الشاشة: غرانت ينبض بالحياة بأسلوبه المميز، وكذلك تيا ليوني في دور زوجة أوديل الانتهازية. أما جيسيكا هاينز وأنتوني كاريغان فيضيفان أبعاداً مفعمة بالحيوية إلى دوري الحارس المتجهم والخادم المُحبَط في العائلة. لكن من يقترب أكثر من إنقاذ الفيلم من حالته الفاترة هو ويل بولتر، حيث تكاد تكون كل جملة ينطق بها مضحكة، بفضل قدرته الرائعة على الموازنة بين خبث شخصيته المتآمر وضعف شخص لم ينجح قط بمفرده. إنه أيضاً الممثل الوحيد الذي يبدو أن أداءه يتطور أو يتحول بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان ذلك بفضل التأثيرات الشبيهة بالمخدرات التي تمنحها المادة السحرية في القصة.
هناك قدر من الخيال في العمل، ولا يمكن لوم A24 على دعمها لمخرج يخوض تجربته الأولى. تبدو تصميمات اليونيكورن مبتكرة، وكذلك قدراته السحرية، رغم أن اكتشافها يصبح بلا قيمة بسبب الشخصيات التي تتخذ قرارات غير متوقعة وتفقد دوافعها الرئيسية متى كان ذلك مناسباً للقصة. تعاني عناصر الرعب في الفيلم من عدم الاتساق خصوصاً في الأسلوب. فبينما تهدف بعض المشاهد إلى تكريم Jurassic Park، ينتهي بها الأمر إلى محاكاة نسخته الأقل شأناً: Jurassic World، حيث يلقى الأشرار الكرتونيون والشخصيات المعقدة والقابلة للتعاطف على حد سواء نهايات وحشية، مصممة بوضوح لإمتاع الجمهور وإثارة تصفيقه. والنتيجة أن بعض اللحظات الاحتفالية المقصودة تبدو منفرة.
يتحول Death of a Unicorn إلى تجربة سلبية ومرهقة في النهاية.
من الواضح أن شارفمان يمتلك موهبة في تنسيق الكوميديا الجسدية ووضعها في المشهد، لكن أسلوبه في تصويرها هنا لا يترك تأثيراً لدى المشاهد. فنادراً ما يُوَجَّه انتباه المشاهد إلى العنصر الأكثر فكاهة بل ينصب على ما هو موجود في مركز الإطار فحسب. هناك أيضاً فكرة إبداعية في القصة، حيث يتسبب وجود المخلوق في حدوث خلل كهربائي مما يسمح للفيلم بالتحول بسلاسة إلى أجواء منزل مسكون عند الحاجة. لكن التوتر والكوميديا في هذه المشاهد لا تتصاعد وتهبط بشكل كافٍ، كما أن أسلوب التحرير يبدو متردداً في استعراض ما يحتويه الفيلم من مشاهد دموية كرتونية. والنتيجة أن Death of a Unicorn يتحول إلى تجربة سلبية ومرهقة في النهاية، إذ يلمّح باستمرار إلى أفكار ممتعة ومثيرة للاهتمام، لكنه نادراً ما يصل بها إلى النهاية.
- ترجمة ديما مهنا
إن Death of a Unicorn هو الفيلم الأول للمخرج أليكس شارفمان، وهو يقدم أفكاراً ممتعة من خلال شخصياته النابضة بالحياة وحبكته الخيالية، لكنه سرعان ما يفقد زخمه. حيث تبقى أفكاره سطحية دون استكشافها بأقصى إمكانياتها الكوميدية، المرعبة، أو الدرامية. لكن يبرز ويل بولتر كعنصر كوميدي رائع، حيث يجسد شخصية وريث ملياردير مخدر بطموح شرير.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.