نستكمل مقالتنا The Soulfisher مثل الـSoothsayers، تقابل The Soulfisher في عدة نقاط خلال رحلتك في The Midnight Walk نحو Moon Mountain، وغالبًا ما تجده نائمًا بجوار مواقد غير مشتعلة. يتميز بشخصيته الساحرة وصوته الهادئ الذي ينقل شعورًا بالسكينة، ويشاركك دومًا كلمات من الحكمة تمنحه هالة من الزمنية والعُمق، وكأنه كائن عتيق جال العوالم وشهد الكثير. واحدة من الصدف الصوتية التي يمكنك العثور عليها في اللعبة تُقدم تلميحات حول أصل The Soulfisher، مشيرة إلى أنه ربما يكون أقدم من أي مخلوق آخر في العالم، ويحمل معرفة بأماكن تتجاوز Moon Mountain بكثير. هذا الجانب الغامض يضفي عليه طابعًا أسطوريًا، ويجعله من الشخصيات التي تثير الفضول والاحترام في آن واحد. حوار The Soulfisher لا يقتصر فقط على التأملات، بل يقوم أيضًا بربط آليات اللعب برسالة اللعبة العامة، حيث يؤكد على أهمية الترابط والعلاقات الإنسانية، ويشجع اللاعب على الاستماع لما يقدمه العالم من إشارات ومعانٍ خفية. بهذه الطريقة، يعمل كشخصية محورية تربط بين ما هو ميكانيكي في اللعب وما هو فلسفي في التجربة، مما يجعل لقاءه في كل مرة يحمل بعدًا إضافيًا من الفهم والتأمل. The Moonbird The Moonbird هو شخصية تظهر في عدد محدود من اللحظات الحاسمة في The Midnight Walk، إلا أن حضوره القليل لا يقلل من تأثيره الكبير في سرد القصة وأجواء اللعبة. يتمتع بجاذبية غريبة تتأرجح بين الغموض والجنون، ويُخفي خلف مظهره الغريب قوة غير مُعلنة، توحي من خلال تصرفاته وكلماته بأنه أكثر نفوذًا مما يسمح لنفسه بأن يظهر. شخصيته تشع بهالة من الهوس، خاصة بالقصص والحكايات، ويبدو أنه يجد متعة حقيقية في النهايات المظلمة والتحولات المأساوية، كما يتضح من اهتمامه الخاص بما حدث في Nobodyville وشخصية The Craftsman. وعلى الرغم من أنه لا يتدخل بشكل فعلي في مجريات اللعب، إلا أن دوره كمراقب دائم يضفي على رحلتك طابعًا خاصًا. The Moonbird يتتبع مسارك بعين ناقدة وساخرة، يكاد يُسخّر وجوده للتشكيك في كل أمل تبديه أو تفاؤل تظهره بشأن نهايتك المحتملة. في كل لقاء معه، يُلقي بكلمات تملؤها السخرية والتهكم، وكأنه يُجري اختبارًا لصبرك وإيمانك بالخير وسط عالمٍ يزداد ظلمةً وتعقيدًا. هذه الشخصية تعمل كـ”نقيض سردي” واضح لشخصيات مثل The Soulfisher، حيث بينما يمثل الأخير صوت الحكمة والطمأنينة، فإن The Moonbird يُجسد الشك والتشاؤم والتلذذ بالفوضى. وجوده لا يضيف فقط إلى تعقيد السرد، بل يُرسّخ أيضًا شعور الحيرة لدى اللاعب، ويُبرز مدى هشاشة الإيمان والأمل في عالم يسوده الغموض والتناقضات. وبذلك، فإن The Moonbird ليس مجرد شخصية جانبية أو مشهد عابر، بل رمز فلسفي وفكري يحمل في طياته رؤية متشائمة للعالم، ويسهم بعمق في بناء الجو العاطفي والمعنوي للعبة، ويجعل من كل لقاء معه لحظة ذات وزن وتأثير طويل المدى في نفس اللاعب. The Thief تُعد The Thief صاحبة القصة الأكثر مأسوية في أي فصل من فصول The Midnight Walk. كانت طفلة من مدينة Coalhaven، وقد استحوذ عليها هوس غريب بلهب أعواد الثقاب المشتعلة. بدافع الفضول أو ربما الرغبة في التملك، قامت بسرقة عدد كبير من هذه الأعواد، مما تسبب في حرمان المدينة بأكملها من وسيلتها الوحيدة لإشعال الفرن الضخم الذي كان مصدر دفئهم وبقائهم. نتيجة لهذا الفعل، عجز سكان Coalhaven عن إشعال الفرن، وتسبب ذلك في موت الجميع بسبب البرد القارس، وهو ما جعلهم يلقون اللوم على الطفلة الصغيرة. فبدلًا من محاولة فهمها أو مساعدتها، ثاروا ضدها، وانتهى بهم الأمر بقتلها. ومع ذلك، فإن هذه التضحية العنيفة لم تُصلح ما تم إفساده، حيث لم يعودوا قادرين على إنقاذ أنفسهم، وماتوا رغمًا عن ذلك، تاركين خلفهم مدينة مهجورة وقصة مؤلمة. قصة The Thief لا تقتصر على المأساة، بل تحمل جانبًا من الخلاص. فخلال رحلتك، تتمكن من إعادة جسدها، وتقدم لها في النهاية عود ثقاب واحد أخير. هذا الفعل البسيط، والذي يُظهر قدرًا عميقًا من الرحمة والتعاطف، هو ما كانت تفتقده طوال حياتها القصيرة. من خلال هذا العمل، تمنحها شيئًا لم يمنحه لها أحد: الفهم، والغفران، والقبول. The Thief تُجسد ثيمة محورية في اللعبة: أن الخطأ لا يُصلح بالعقاب، بل بالفهم. وأن أفعال الطفل لا تنبع دائمًا من شر، بل من جهل أو وحدة أو رغبة في الحب. قصتها تُعد مرآة للألم الإنساني، لكنها في الوقت ذاته تُظهر أن التعاطف يمكن أن يبدد حتى أكثر الظلمات كثافة. لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.