الحلقات الثلاث الأولى من Ironheart تُعرض حالياً على Disney+. بقية الحلقات الثلاثت تُعرض في فجر الأربعاء 2 يوليو. هذه المراجعة مليئة بالحرق للحلقات الثلاث الأولى. منذ اللحظة الأولى التي طُرح فيها اسم Ironheart كمشروع جديد ضمن عالم مارفل السينمائي، كان هناك شعور عام بالتساؤل: لماذا؟ ما الذي يجعل هذه الشخصية، التي بالكاد ظهرت في Black Panther: Wakanda Forever، تستحق مسلسلًا مستقلًا؟ هل نحتاج فعلًا إلى قصة جديدة وسط عالم يعاني أصلًا من التشبع؟ كانت هذه التساؤلات عالقة في ذهن الكثير من المتابعين، لكن الإجابة جاءت قاسية، بل ربما مؤلمة: Ironheart هو مسلسل بلا روح. المشكلة هنا ليست فقط في ضعف التنفيذ، بل في غياب أي مبرر لوجود هذا العمل من الأساس. المسلسل يبدو وكأنه منتَج سقط من خط الإنتاج المتسارع لمارفل دون مراجعة، بلا بناء درامي حقيقي، بلا هدف واضح، وكأن صُنّاعه افترضوا أن أي عمل يحمل شعار مارفل سيُتابَع لمجرد انتمائه للعالم الأوسع. لكن هذا لم يعد كافيًا. الجمهور اليوم أصبح أكثر وعيًا، وأكثر مطالبة بالأعمال التي تحترم عقله ووقته. في كل حلقة تقريبًا، يشعر المشاهد بأنه عالق داخل حوار يدور في دوائر فارغة، ينتقل من مشهد لآخر دون دوافع واضحة أو تصاعد منطقي. القصة تسير وكأنها “واجب” يجب إنهاؤه قبل الانتقال للعمل القادم. الشخصيات الثانوية التي تحيط بريري ويليامز باهتة لدرجة مزعجة، وكأنها مجرد أسماء على ورق لا تحمل أي تأثير على مجريات الأحداث ولا تُضيف أي قيمة حقيقية. حتى الشخصية الرئيسية ذاتها، رغم محاولة الممثلة دومينيك ثورن تقديم أداء مقبول، لم تُمنح مساحة حقيقية لتنمو أو تُعبّر عن صراع داخلي يجذب الجمهور. المتابع يشعر أنه يتنقل بين مشاهد تفتقد للانتماء. المشاهد تُعرض بلا جذور، الحوارات تتكرر، والصراعات تظهر وتختفي بسرعة، وكأنها تفاصيل وُضعت لإكمال الحلقات ليس إلا. أكثر ما يزعج هو أنك كمشاهد تجد نفسك تسأل: لماذا أشاهد هذا؟ ما الغاية؟ أين النقطة التي يفترض أن تصل إليها هذه القصة؟ ولا تجد أي إجابة. الأكثر إزعاجًا هو غياب السياق. المسلسل يتحرك في فراغ. لا علاقة حقيقية بالأحداث الكبرى في عالم مارفل، ولا تأثير واضح على ما سيأتي مستقبلًا. تشعر وكأن القصة عُزلت عن كل شيء، وتُقدم نفسها كجزء جانبي غير ضروري. الأسوأ من ذلك أن المسلسل يتعامل مع عناصر تقنية وسحرية معًا بطريقة سطحية، وكأن الدمج بين هذين العالمين يتم لمجرد أن يبدو “مختلفًا”، لكن النتيجة جاءت عكسية، بلا توازن ولا منطق. ثم تأتي الكارثة الكبرى: فريق The Hood. هنا يفشل المسلسل فشلًا ذريعًا. الفريق، الذي يُفترض أن يكون خصمًا يحمل تهديدًا جادًا لريري، لم يكن سوى مجموعة من الشخصيات الهشة التي لا تمتلك أي حضور تمثيلي يمكن تصديقه أو حتى التفاعل معه. لم يكن بينهم شخص واحد قادر على أن يترك أثرًا، أو على الأقل يقنع المشاهد أنه موجود أمامه حقًا. شعرت أن وجودهم داخل المسلسل مجرد حشو، وكأن اختيارهم تم لأسباب لا يعرفها إلا مارفل. هم ليسوا أعداء حقيقيين، ولا يشكلون تحديًا، بل أقرب إلى ديكور بلا روح. الحقيقة التي يصعب تجاهلها أن هؤلاء وُضعوا داخل القصة لأغراض غامضة لا علاقة لها بجودة العمل ولا تفيد تطوره، بل تخدم أهدافًا داخلية لا يعلمها سوى صناع القرار في مارفل أنفسهم. تواجد The Hood جعل المسلسل يبدو وكأنه لا يعرف ما يريد. لا يوجد تهديد حقيقي، لا يوجد خصم يفرض نفسه على الشاشة، وحتى لحظات المواجهة مرت وكأنها تمارين محفوظة. الصراع بين الخير والشر، الذي يفترض أن يكون محور القصة، كان باهتًا لدرجة مؤلمة. لا يوجد توتر، لا يوجد خوف، لا يوجد شغف. ولعل أكثر ما يُستفز له المشاهد هو تواجد تلميحات واضحة نحو شخصية ميڤيستو، وكأن المسلسل يتعمد إثارة الجدل أو خلق حديث جانبي ليُغطي على فراغه. تقديم هذه التلميحات في عمل بهذا المستوى الهزيل ليس إلا عبثًا، وكأن مارفل تُرسل رسالة خفية: “سنُلهيكم بتفاصيل مثيرة، حتى لو لم نقدّم أي شيء فعليًا.” كان من المؤلم رؤية مثل هذه الشخصية المثيرة تُستعمل كورقة تسويقية لإشغال الجمهور في مسلسل لا يستحق حتى الحديث عنه. كل شيء في Ironheart يبدو بلا مغزى. الحوارات سطحية، الشخصيات تتحرك وكأنها مجرورة قسرًا، وسرعة السرد تتنقل من مشهد لآخر دون بناء شعوري أو حتى احترام لتسلسل الأحداث. حتى اللحظات التي يُفترض أن تكون ذروة درامية مرت وكأنها عبور سريع لنقطة في جدول إنتاج مزدحم. الأصعب من ذلك أن المسلسل يفتقد حتى لمجرد اللحظة الممتعة. لا توجد مشاهد قتالية تبقى في الذاكرة، ولا توجد جملة حوار تلهمك أو تجعلك تتوقف للتفكير. هو عمل يمر من أمامك ولا يترك أي أثر، وكأنك لم تشاهده أصلًا. والأسوأ أن كل ذلك يحدث وأنت تشعر أن هناك حلقة مفقودة، أن المسلسل لا يعرف نفسه ولا يعرف جمهوره. في النهاية، ما يقدمه Ironheart لا يتجاوز كونه مضيعة وقت. مسلسل بلا قيمة، بلا تأثير، بلا لحظة تستحق أن تتذكرها بعد انتهاء الحلقة. هو مشروع يؤذي المشاهد لأنه لا يقدم شيئًا حقيقيًا. لا سياق، لا شخصيات مهمة، لا أحداث تجذبك، ولا حتى رسالة واضحة يمكن الدفاع عنها. وكأن مارفل قالت: “هكذا، خذوه كما هو”، دون أدنى محاولة للإبهار أو حتى لإقناع جمهورها المخلص بجدوى ما تقدمه. من المؤلم أن يشاهد الجمهور عملًا بهذا المستوى من اللامبالاة، في وقت أصبح فيه الطلب على الجودة أعلى من أي وقت مضى. Ironheart لا يستحق المتابعة، ولا يضيف شيئًا لعالم مارفل، بل على العكس… يُعتبر مثالًا على التوسع العشوائي الذي يرهق الجمهور ولا يقدم لهم أي مكافأة حقيقية.Ironheart هو مسلسل يُمثّل قمة التكرار والفراغ في إنتاجات مارفل الأخيرة. عمل بلا هوية ولا رسالة، مليء بالمشاهد السطحية والحوارات الفارغة التي تمر دون أثر. شخصيات ضعيفة، أعداء بلا روح، وتفاصيل وُضعت لأسباب لا يعلمها إلا مارفل. مجرد منتج يستهلك وقتك دون أن يمنحك أي شيء بالمقابل.