تتميّز سلسلة Resident Evil بتبديل أبطالها بشكل مستمر، وهي سمة راسخة منذ انطلاقة السلسلة مع الجزء الأول. فلا وجود لبطل رئيسي يتصدّر السلسلة، بل يتقاسم هذا الدور نخبة من الشخصيات البارزة مثل جيل فالنتاين، كريس ريدفيلد، ليون كينيدي، كلير ريدفيلد، إيثان وينترز، وغيرهم ممن تركوا بصمتهم في عالم الرعب والإثارة. لكل عشاق السلسلة بطلهم المفضل، ويمكن أن تُبنى الحجج لصالح أيٍّ منهم ليكون الأفضل بحسب وجهة نظر لاعب وآخر. ومع ذلك، فإن جيل فالنتاين تملك أسبابًا قوية تجعلها تتربع على عرش البطولة بلا منازع. إليك مجموعة من الأسباب التي تجعلها تستحق لقب أعظم بطل من أبطال في تاريخ السلسلة. أولاً: نبذة عن جيل فالنتاين: رمز البطولة في Resident Evil جيل فالنتاين تُعدّ واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا وتميّزًا في عالم Resident Evil، وهي من الركائز الأساسية التي ساهمت في رسم هوية السلسلة منذ انطلاقتها الأولى. بدأت جيل رحلتها كعضو في فرقة S.T.A.R.S داخل قصر سبنسر، حيث واجهت الرعب الحقيقي لأول مرة ووضعت ملامح شخصية “الناجية الذكية” التي تتعامل مع الخطر بأسلوب استراتيجي يفوق التوقعات. ولم تكتفِ بذلك، بل عادت لتخوض معركة شرسة ضد الوحش نيميسيس في مدينة الراكون، لتُثبت أنها ليست فقط ناجية بل بطلة أكشن من الطراز الرفيع. ما يُميّز جيل عن غيرها من الأبطال في السلسلة هو تنوّع أدوارها وقدرتها على التكيّف؛ فهي ناجية عنيدة في أجواء الرعب، ومحاربة شجاعة في أجواء الأكشن. كما أنها شاركت في أبرز الأحداث التاريخية للسلسلة، من حادثة القصر إلى انهيار المدينة، مما يمنحها مكانة خاصة في الذاكرة السردية لعالم Resident Evil. ورغم غيابها عن الأجزاء الحديثة، إلا أن شعبيتها لم تتراجع، وبقيت رمزًا للبطولة والصمود، تُلهم اللاعبين وتُجسّد جوهر السلسلة في كل ظهور لها. ثانياً: أسباب تجعل جيل فالنتاين أفضل أبطال سلسلة Resident Evil واحدة من أبطال القصة الأصلية لا تُعد كثرة الظهور معيارًا للريادة، فقد تقاسم العديد من الشخصيات الأضواء عبر أجزائها المختلفة. ومع ذلك، لا يستطيع سوى اثنين أن يتفاخروا بأنهما كانا من لعب دور البطولة في أولى خطوات السلسلة نحو عالم الرعب، وهما: جيل فالنتاين وكريس ريدفيلد. جيل، بصحبة كريس، لم تكن مجرد بطلة في لعبة، بل كانت جزءًا من اللحظة التي تبلورت فيها هوية أبطال Resident Evil. هي من رسمت الملامح الأولى لما يجب أن يكون عليه البطل في مواجهة الرعب الغامض والتهديدات المميتة. صحيح أن هذا السبب وحده لا يجعلها تتفوق على شريكها كريس، لكن يظل لها سبقٌ بالظهور في عالم اللعبة الأصلي لا يُمكن لأي من ليون، كلير، إيثان أو غيرهم انتزاعه منها. بطلة أكشن والناجية الوحيدة جيل فالنتاين لم تكتفِ بالبقاء على قيد الحياة وسط الرعب، بل أثبتت قدرتها على التحوّل إلى بطلة أكشن بكل جدارة، مما يمنح شخصيتها مرونة نادرة في عالم الألعاب. سلسلة Resident Evil غاصت في أعماق الرعب من جهة، وفي أجواء الأكشن السريعة من جهة أخرى. ومع هذا التنوع، لا تنجح كل الشخصيات في التنقل بين النوعين. المخرج كوشي ناكانيشي أوضح هذا التحدي حين كشف سبب استبعاد ليون من لعب دور البطولة في Resident Evil Requiem، مبينًا أن البطل يجب أن يتناسب مع طبيعة اللعبة—سواءً كانت رعبًا أو أكشنًا. أما جيل، فهي المثال الحي على هذا التوازن: في الجزء الأول كانت الناجية الأخيرة، تتسلل وتتصرف بحذر وسط خطر لا يُحتمل. أما في الجزء الثالث، فقد تحولت إلى بطلة مواجهة لا تعرف التراجع، تقاتل بعنف وتصمد في وجه نيميسيس. ذلك التنقل السلس بين الرعب والأكشن يُظهر مدى براعتها وتنوّع قدراتها السردية والقتالية. شهدت كل من حادثة القصر وكارثة مدينة راكون جيل فالنتاين لم تكن مجرد شخصية بارزة في Resident Evil بل كانت شاهدًا وصانعةً لبعض من أهم اللحظات التي رسمت ملامح السلسلة. حيث شهدت سلسلة Resident Evil أحداثًا لا تُنسى. كان أشهر حادثتين هما اندلاع حرائق في قصر سبنسر وكارثة مدينة الراكون. ولطالما مَثل هذين الحدثين أبرز ركائز قصة السلسلة حيث تم الإشارة لها باستمرار في الأجزاء اللاحقة. من قصر سبنسر المريب إلى شوارع مدينة الراكون المنكوبة، عاشت جيل الكابوس تلك التجربة مرتين وفي سياقين مختلفين تمامًا. ففي الجزء الأول، تسللت عبر أروقة القصر المحفوفة بالموت، مُواجهةً الرعب بصمت وذكاء. ثم عادت في جزء RE3 لتخوض حربًا مفتوحة في مدينة تمزقها الفوضى والدمار، مما جعلها جزءًا أساسيًا من أكثر الأحداث شهرة وتأثيرًا في السلسلة بأكملها. إذاً جيل ظهرت في أولى أجزاء اللعبة، مما منحها مكانة تأسيسية لا يضاهيها الكثيرون، هذا التاريخ المزدوج يمنح جيل عمقًا سرديًا لا يُمكن تجاهله، فهي لا تعتبر مجرد ناجية بعالم اللعبة، بل رمزًا للاستمرارية والتحدي في عالم Resident Evil. امتلكت شرف مواجهة الـ Nemesis المواجهة مع نيميسيس ليست مجرد اختبار للقوة، بل امتحان صارم للبقاء، وقد أثبتت جيل فالنتاين أنها تملك كل المقوّمات التي تجعلها أسطورة في سلسلة Resident Evil. فالـ نيميسيس يُعدّ من أكثر الكائنات تدميرًا في تاريخ السلسلة؛ ضخم الجثة، سريع الحركة، وقادر على استخدام الأسلحة بكفاءة تفوق التوقعات. كائن كهذا من المفترض أن يتطلب جيشًا كاملًا لكبح جماحه. ومع ذلك، طوال أحداث الجزء الثالث، استطاعت جيل أن تتعامل معه بمفردها وببراعة مذهلة. هذا الإنجاز لا يعكس فقط صلابتها البدنية، بل يكشف أيضًا عن مدى ذكائها في التصرف، وقدرتها على التكيّف والابتكار في أحلك الظروف. فهل يتمكن أي بطل آخر من النجاة أمام هذا الوحش؟ لا أحد يعلم، ولكن ما نعلمه يقينًا هو أن جيل فعلتها، وتركت بصمة لا تُمحى. يتبع.. كاتب أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.