بعد ما يقارب ست سنوات من إطلاق الجزء الأول، أصبحت لعبة Death Stranding 2: On the Beach من تطوير Kojima Productions متاحة أخيرًا لجميع اللاعبين على PS5، وقد نالت إشادة نقدية واسعة، لتصبح واحدة من أعلى الألعاب تقييمًا هذا العام، وهو إنجاز ليس بالسهل نظرًا للمنافسة الشرسة. ورغم أن هناك الكثير مما يمكن التعلق به في هذه اللعبة — من نظام القتال والاستكشاف، إلى القصة والشخصيات — فإن الجزء الثاني يتضمن أيضًا عددًا هائلًا من التحسينات وتغييرات جودة الحياة مقارنةً باللعبة الأصلية. وطبعًا، بما أنها من ألعاب هيديو كوجيما، فلا بد من وجود كم هائل من التفاصيل الدقيقة المخبأة. بعض هذه التفاصيل قد لا يكون واضحًا منذ البداية، حتى بعد ساعات طويلة من اللعب، بينما البعض الآخر يتجلى في لمسات رسومية أو تفاعلية مبهرة داخل اللعبة، والآن دعونا نتعرف على تلك التفاصيل. حلم لو من بين أكثر اللحظات العاطفية والحميمة في Death Stranding 2: On the Beach هي تلك التي تحدث أثناء أحلام سام أثناء النوم. وبينما قد تكون بعض هذه الأحلام غريبة أو حتى مقلقة — مثل ظهور العجوز Elder بطريقة مفاجئة — إلا أن بعضها يحمل لمسات مؤثرة تعكس حالة سام النفسية ومشاعره العميقة. في لحظات الهدوء، وعندما يغفو سام بعيدًا عن الخطر، تظهر شخصية لو في الحلم، تطفو في الهواء بأجنحة صغيرة مضيئة، في رمز رقيق وواضح إلى شوق سام لها وتفكيره المستمر بها. هذه اللحظة تُجسد الارتباط العاطفي بينه وبين لو، حتى بعد كل ما حدث، وتمنح اللاعب لمحة نادرة من الهدوء والحزن الصامت. ما يجعل الحلم أكثر تأثيرًا هو سماع سام يتمتم بكلمات مثل “لا أحد في المنزل”، في إشارة إلى الوحدة العاطفية التي يشعر بها. لكن لاحظ أن هذه اللحظة الخاصة قد لا تحدث إذا كانت هناك عاصفة غبار قريبة أو أعداء بالجوار، مما يجعل التوقيت واختيار مكان النوم عاملًا مؤثرًا في التجربة. إنها لمسة فنية إنسانية تُذكّرنا بأن سام ليس مجرد بطل صامت، بل إنسان يحمل أعباء الفقد والذكريات في أعماقه. البيتزا البيتزا في Death Stranding 2: On the Beach ليست مجرد هوس غريب لدى هيغز، بل تحولت أيضًا إلى سلاح فعلي يمكن للاعبين استخدامه داخل اللعبة، نعم، سلاح! في واحدة من أكثر الإضافات غرابة وروعة في آنٍ واحد، يمكن لسام أن يحصل على قطعة بيتزا (أشبه بالعجينة دون إضافات) ويستخدمها لضرب الأعداء وإسقاطهم أرضًا خلال القتال. المشهد بحد ذاته مضحك بشكل لا يُصدق: سام يُمسك بالعجينة ويلفّها بيده بحركات تشبه الاستعراض، ثم يرميها بدقة مدهشة نحو العدو، ليُسقطه بطريقة كوميدية غير متوقعة. رغم الطابع الهزلي للسلاح، إلا أنه فعّال جدًا، خاصة لمن يحبون اتباع أسلوب التخفي، حيث يمكن استخدامه لإسكات الأعداء دون ضوضاء. هذه الإضافة ليست فقط لمجرد المزاح، بل تُظهر كيف يمزج هيديو كوجيما بين الجدية والجنون الفني في تصميم اللعبة، ويُكافئ اللاعبين الذين يحبون التجريب واكتشاف الأشياء غير التقليدية. رقصة Dollman لمن لم يتابع حدث Tokyo Game Show 2024، قد يفاجأ بأن شخصية Dollman في Death Stranding 2: On the Beach ليست مجرد أداة للمسح أو أداة كوميدية، بل هو أيضًا راقص موهوب! واحدة من أكثر اللحظات جنونًا وغرابة في اللعبة تحدث عندما تشغّل أغنية Horizon Dreamer للفنان Daichi Miura وتتحدث إلى دولمان داخل اللعبة. فجأة، تنتقل الكاميرا إلى مكتب فارغ، وتظهر خمسة نسخ منه تؤدي رقصة جماعية متقنة ومذهلة على أنغام الأغنية، بحركات ديناميكية لا تتوقعها أبدًا من دمية صغيرة. وبعد لحظات، ينضم Daichi Miura نفسه إلى العرض الراقص. المفاجئ في هذه الرقصة أنها ليست مجرد مزحة عشوائية، بل أُدّيت فعليًا من قبل راقصين محترفين، من ضمنهم Shingo Okamoto، أحد أبرز راقصي اليابان. هذا التفصيل الفني، إلى جانب الهزلية المطلقة للمشهد، يُضفي طابعًا فريدًا يجمع بين الإبداع والجنون بأسلوب هيديو كوجيما المميز. إنها لحظة عبثية وسينمائية بالكامل، لكنها في الوقت نفسه تبرز الاهتمام الفائق بالتفاصيل، حتى في أكثر مشاهد اللعبة جنونًا. ربط الطرود من التحسينات الذكية والرائعة هي إمكانية استخدام أداة Strand — التي كانت تُستخدم في الجزء الأول أساسًا للإطاحة بالأعداء أو صد هجماتهم — لغرض جديد ومفيد تمامًا: ربط الحمولة والطرود! في السابق، كان أحد أكثر المواقف المحبطة التي قد يواجهها اللاعب هو السقوط أثناء التنقل، ما يؤدي إلى تطاير جميع الطرود وتبعثرها في كل الاتجاهات، مما يُصعّب جمعها ويُهدد سلامتها. أما الآن، يمكنك ببساطة خلع الحمولة من على ظهرك، وتجهيز أداة Strand، ثم الضغط على زر R2 لربطها معًا. وبذلك، حتى إن سقطت أرضًا في منحدر أو أثناء الجري، ستبقى الطرود ملفوفة بإحكام في حزمة واحدة يسهل التقاطها. هذا التعديل يُعد من إضافات “جودة الحياة” المهمة، خاصة لأولئك اللاعبين الذين يتنقلون كثيرًا في تضاريس صعبة أو يحملون شحنات كبيرة. إنه تفصيل صغير من حيث الحجم، لكنه يُحدث فرقًا كبيرًا في تجربة اللعب اليومية ويُظهر حرص المطورين على تيسير المهام دون الإخلال بتحديات اللعبة الأساسية. أبحث دوما عن القصة الجيدة والسيناريو المتقن والحبكة الدرامية المثيرة في أي لعبة فيديو، ولا مانع من التطرق للألعاب التنافسية ذات الأفكار المبتكرة والمثيرة