ستكون لعبة GTA 6 من Rockstar أكبر لعبة على الإطلاق. كيف أعرف ذلك؟ حسنًا، لأن Grand Theft Auto 5 هي ثاني أكبر لعبة على الإطلاق، وقد حطمت خليفتها رقمها القياسي بسرعة ولم تصدر بعد. هل ستتمكن من التفوق على ماين كرافت وتولي عرش اللعبة؟ إذا كان المنتج النهائي بجودة أحدث عرض ترويجي له، فهناك فرصة حقيقية.
فعندما صدر العرض الدعائي الثاني للعبة GTA 6 تجاوز عدد مشاهداته عدد مشاهدات العرض الترويجي الثاني للعبة GTA 5، على الرغم من أن GTA 5 تسبقها بـ 14 عامًا. فقد حقق العرض الترويجي الثاني لـ GTA 6 123,159,094 مشاهدة، بينما حقق عرض GTA 5 حوالي 123,037,352 مشاهدة على YouTube. هذا ليس تقدمًا كبيرًا، ولكنه دليل قاطع على ما نعرفه بالفعل: GTA 6 ستكون لعبة ضخمة.

ما مدى تطابق مشاهدات الإعلانات الدعائية مع الأداء التجاري؟
هل عدد مشاهدات العرض التشويقي يعكس النجاح التجاري؟ لقد تساءلت كثيرًا مؤخرًا عن العلاقة بين المشاهدات والنجاح الحقيقي، خصوصًا بعد فشل فيلمين بتحقيق إيرادات عالية في شباك التذاكر، رغم الأرقام الضخمة لعروضهما.
حيث حصد الإعلان الترويجي لفيلم الزومبي الأخير “بعد 28 عامًا” أكثر من 29 مليون مشاهدة على يوتيوب، بالإضافة إلى ملايين المشاهدات الأخرى على تويتر – وهو نجاحٌ هائلٌ يشير إلى اهتمامٍ واسعٍ بالفيلم. كان الإعلان الترويجي ناجحًا أيضًا لأنه مؤثرٌ للغاية. إنه أحد أفضل الإعلانات الدعائية التي رأيتها على الإطلاق.
لكن بعد صدوره، لم يُحدث فيلم “بعد 28 عامًا” نجاحاً مماثلاً في شباك التذاكر. حتى الآن، حقق 107.1 مليون دولار بميزانية قدرها 60 مليون دولار. هذا أمرٌ مقبولٌ لفيلمٍ بعد أسبوعين من عرضه، ولكنه لا يُمثل نجاحًا ساحقًا.
ونفس الشيء مع فيلم The Monke – وهو يروي قصة لستيفن كينغ مقتبسة للسينما من تأليف أوسجود بيركنز، مؤلف سلسلة أفلام “لونغ ليجز” – حيث حقق المقطع الدعائي الخاص به أكثر من 100 مليون مشاهدة على الإنترنت، لكنه لم يحقق سوى 68.9 مليون دولار في شباك التذاكر. وهذا أمر رائع بالنظر إلى ميزانيته المعلنة التي تتراوح بين 10 و11 مليون دولار، إلا أن انتشار المقطع الدعائي لم يُترجم إلى نجاح باهر.
غالبًا ما ترتبط مشاهدات المقاطع الدعائية بنجاح الأفلام. فقد حقق المقطع الدعائي لفيلم Spider-Man: No Way Home حوالي 180 مليون مشاهدة على يوتيوب، وحقق الفيلم نجاحًا هائلاً. ولكن حتى في الأفلام الناجحة، هناك بعض الخلل.
أما فيلم Avatar: The Way of Water الذي تجاوزت إيراداته فيلم “No Way Home” بحوالي 400 مليون دولار، فقد حقق مشاهدات أقل بكثير. قد لا يُثير هذا الفيلم حماس الجماهير على الإنترنت، لكنه سيُبقي رواد السينما العاديين على مقاعدهم.
في ألعاب الفيديو، تميل العلاقة بين الانتشار والمبيعات إلى أن تكون أكثر وضوحًا. فقد حقق المقطع الدعائي الرسمي لفيلم “ماين كرافت”، أنجح لعبة على الإطلاق، أكثر من 175 مليون مشاهدة على يوتيوب. لم يحقق مقطع اللعب الدعائي للعبة كونكورد الفاشلة سيئة السمعة – وهو الأكثر مشاهدة بين مقاطعها الدعائية المتعددة – سوى 1.2 مليون مشاهدة وانعكس ذلك على ضعف الاهتمام بها.
هذا ليس مؤشرًا دقيقًا دائمًا: فكثرة الحديث عن لعبة ما والتفاعل الجماهيري قد يجعل لعبة مثل Clair Obscur: Expedition 33 تحقق نجاحًا كبيرًا رغم المشاهدات القليلة أي دون أن تحقق مشاهدات يوتيوب مماثلة. ولكن، بشكل عام، تُعد مشاهدات المقاطع الدعائية مؤشرًا قويًا على الاهتمام باللعبة.
لماذا تتطابق مشاهدات مقاطع ألعاب الفيديو الدعائية مع المبيعات بشكل أوثق؟
حسنًا، يعيش عشاق ألعاب الفيديو عبر الإنترنت بطريقة لا يفعلها عشاق الأفلام. يلعب اللاعبون الألعاب عبر الإنترنت، ويدردشون مع أصدقائهم باستخدام خدمات الإنترنت مثل Discord، ويشاهدون البث المباشر عبر الإنترنت، ويشترون الألعاب عبر الإنترنت، ويشاهدون المقاطع الدعائية عبر الإنترنت. يمكنك أن تكون من عشاق الأفلام وتتجاهل ردود الفعل على الأفلام تمامًا، وتذهب ببساطة إلى السينما، وتشاهد الملصقات والمقاطع الدعائية للأفلام الجديدة، ثم تعود عندما يُعرض فيلم ترغب في مشاهدته. لا يفعل الجميع هذا، بالطبع، ولكنه ممكن. تجربة السينما تتجدد باستمرار بهذه الطريقة.
لكن تسويق ألعاب الفيديو يتم غالبًا عبر الإنترنت. لا يُبث حفل توزيع جوائز الألعاب على التلفزيون؛ بل يُبث مباشرةً على يوتيوب. وينطبق الأمر نفسه على مهرجان الألعاب الصيفية، وعروض نينتندو المباشرة، وStates of Play، وعروض Xbox Developer Direct. إذا كنت تبحث عن أخبار ألعاب الفيديو، فإن يوتيوب أو المواقع الالكترونية هي وجهتك الأمثل. ولم يتبقَّ سوى عدد قليل جدًا من مجلات ألعاب الفيديو، لدرجة أنه حتى لو أردت الحصول على معلوماتك دون اتصال بالإنترنت، فستواجه صعوبة في العثور عليها.
إذاً الفرق يكمن في طبيعة الجمهور:
- عشاق الألعاب يعيشون عبر الإنترنت: يشاهدون، يتحدثون، يتفاعلون ويشترون رقميًا.
- بينما جمهور السينما يستطيع الانعزال عن الإنترنت تمامًا، مكتفيًا بتجربة العرض المباشر في السينما.
لذا، نعم، من المهم أن يكون العرض الترويجي للعبة GTA 6 ناجحًا للغاية. لتعزيز فرص اللعبة بتحقيق مبيعات كبيرة. ولكن تلك المبيعات لن يكون الفضل بها كلها للعروض الترويجية. فالعرض الترويجي أشبه بميزان حرارة، وليس مقياس حرارة. هذه المشاهدات تخبرنا فقط عن درجة الحرارة. فالعرض التشويقي هو مقياس الحرارة، لا سبب الحرارة. GTA 6 تحترق من شدة الحماس المحيط بها، والعرض التشويقي الضخم مجرد مؤشر على سخونة الانتظار. اللعبة ستبيع بجنون، ليس لأنها أبهرت الناس فحسب، بل لأنهم متلهفون للغوص في عالمها.
النتيجة أن مشاهدات عروض الألعاب لا تُحدد النجاح، لكنها تُشير بدقة إلى مستوى الحماس والاهتمام. وبذلك، من المتوقع أن يكون GTA 6 أحد أكثر الإصدارات نجاحًا في التاريخ.

كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.