أحد أكثر الجوانب متعة وتشويقًا في أي لعبة من ألعاب كوجيما هو كثرة الإشارات والاقتباسات المجنونة وغير المتوقعة التي تتخللها. كانت لعبة Metal Gear Solid الأصلية مليئة بالتلميحات الصغيرة؛ من ميلر الذي ينصح سنيك بالذهاب إلى الحمام قبل الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشة، إلى مي التي تُخرج لسانها لسنيك عند الاتصال به دون حفظ اللعبة، ولحسن الحظ، تواصل لعبة Death Stranding 2 هذا التقليد الخاص بكوجيما مع كمٍّ هائل من التلميحات.
تنبيه: بعض هذه النقاط تحتوي على حرق كبير لأحداث اللعبة، لذا تابع القراءة على مسؤوليتك الخاصة. إليك أسرارًا ربما فاتتك أثناء لعب Death Stranding 2.

هيديو كوجيما
هيديو كوجيما ليس غريبًا على الظهور بشخصه في ألعاب الفيديو، فهو مصمم ألعاب أسطوري اعتاد أن يُدرج نفسه في عدد كبير من الألعاب، سواء بطريقة واضحة أو بشكل مخفي يصعب ملاحظته. بعض الألعاب قدّمت ظهوره بوضوح، مثل Cyberpunk 2077 التي أظهرته بشكل واقعي، بينما في ألعاب أخرى، مثل Death Stranding، تم إخفاؤه بذكاء بالغ لدرجة أنك قد ترمش وتفوّت لحظة ظهوره.
ولكن في Death Stranding 2، من المرجح جدًا أن يلاحظ اللاعبون هذا الظهور القصير، لأنه يحدث في بداية اللعبة تمامًا. فعند عودتك إلى المخبأ، تظهر مجموعة من كائنات الـ BTs من القطران وتهدد شخصية Sam، وهنا تكون المفاجأة: أحد هذه الكائنات هو كوجيما نفسه.
رغم أن وجهه مغطى بالقطران، فإن نظارته المميزة تكشف هويته بشكل واضح لمحبي كوجيما الذين يعرفون ملامحه جيدًا. إنها لحظة قصيرة لكنها ممتعة، وتُظهر مدى حب كوجيما للتفاعل مع لاعبيه عبر لمسات خفية داخل ألعابه.
حلم غريب مع دولمان
قد يظن البعض أن النوم سيكون مفيدًا جدًا لسام بعد كل ما يبذله من جهد ومشي وتسلق في Death Stranding 2، لكن الواقع مختلف تمامًا، إذ إن الذهاب إلى السرير قد يؤدي إلى كوابيس غريبة ومرعبة في آنٍ واحد.
إذا قررت جعل سام ينام في سريره، فهناك فرصة لظهور أحد أربعة أحلام مميزة، لكن واحدًا منها بالتحديد يُعد الأكثر رعبًا وغرابة. في هذا الكابوس تظهر شخصية دولمان، وهو رجل حقيقي محبوس داخل جسد دمية، يرافق سام طوال رحلته، حتى أنه يتدلى بالقرب من سريره. وعلى ما يبدو، فإن دولمان لا يترك سام حتى في أحلامه، إذ يتسلل في أحد الكوابيس إلى كبسولة لو، وعندما يقترب سام ليتفقد الطفل، يُفاجأ بأن دولمان هو من بداخلها.
وفي مشهد يجمع بين الرعب والضحك، يبدأ دولمان بالغناء والرقص داخل الكبسولة. إنها لحظة تثير القشعريرة وتدعو للسخرية في الوقت ذاته، وقد تجعل سام يتمنى قليلًا من الهدوء بعيدًا عن دولمان.
تلميح للعبة Metal Gear Solid 5
تحمل هذه الفقرة في طيّاتها إشارتين في وقت واحد. تبدأ المشهد عندما يفتح سام رواية Moby Dick، ويبدأ دولمان بسرد مقطع منها بصوته. هذه إشارة واضحة إلى التلميح الموجود في لعبة Metal Gear Solid 5، حيث حمل سنيك الاسم الرمزي Ahab، وهو اسم القبطان بطل رواية Moby Dick، كما أن ذراعه الصناعية تشبه خطّاف القبطان الشهير.
في Death Stranding 2، تنتهي فقرة السرد بصوت دولمان بتعليق لافت، يقول فيه إن السعي وراء هدف مشترك يذكّره بـ Kojima Productions، في تلميح مباشر وواضح لكسر الحاجز بين اللعبة واللاعب. هذا الربط بين Moby Dick وكون كوجيما يستخدمها مرارًا في أعماله، يُعد واحدًا من تلك الطبقات السردية التي تُميز ألعاب كوجيما وتجعلها غنية بالإشارات المبطنة والرموز، حتى في أبسط المشاهد.
نينجا سايبورغ
كما نعلم جميعًا، لا تكتمل أي لعبة من ألعاب كوجيما دون وجود نينجا سايبورغ في مكانٍ ما. فقد شاهدناهم في MGS1 و MGS2 و MGS4، فَلِمَ لا يظهر واحدٌ منهم في Death Stranding 2؟ ولحسن الحظ، لم تُخيّب Death Stranding 2 الظن في هذا الجانب. حيث يظهر هذا النينجا خلال أحد المشاهد وهو يهاجم مجموعة من الروبوتات، ويقوم بتمزيقها وتقطيعها بحركات سريعة ودقيقة، وكأن الأمر مجرد يوم عادي آخر في حياته.
يتميز المشهد بجودة عالية في تصميم الحركات القتالية، كما أن زي النينجا بحد ذاته يعكس بوضوح أسلوب المصمم الشهير يوجي شينكاوا، المعروف بلمساته الفنية الفريدة التي تطبع على الشخصيات طابعًا خاصًا لا يُخطئه عشاق كوجيما. هذا الظهور لا يقتصر على مجرد تلميح بصري، بل يُعد بمثابة تكريم مباشر لأيقونة “النينجا السايبورغ” التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هوية ألعاب كوجيما عبر السنين.
Kept You Waiting Huh
إحدى أكثر العبارات شهرة في سلسلة Metal Gear تجد طريقها إلى Death Stranding 2 في لحظة مميزة لا تخلو من التلميح. خلال مواجهة مشحونة، يظهر هيغز بلا قميص وهو يستعد لمبارزة مع سام، وقبل أن تبدأ المعركة، ينطق بعبارة أيقونية يعرفها كل من لعب سلسلة Metal Gear: “أبقيتك تنتظر، أليس كذلك؟” وهي الجملة التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بشخصية سوليد سنيك في ألعاب Metal Gear Solid.
هذا التلميح ليس مجرد مزحة أو اقتباس عابر، بل يُعد تكريمًا واضحًا لعشاق السلسلة، وكأن كوجيما يقول لهم إنه لم ينسَ جذوره، ولا جمهوره الذي واكب رحلته من Metal Gear إلى Death Stranding. لحظة كهذه تُشعل الحنين وتربط بين عوالم مختلفة، لكنها تحمل بصمة كوجيما الفريدة في مزج الجدية بالسخرية، والدراما بالإشارات الذكية، وكلها تجعل من التجربة شيئًا مميزًا لا يُنسى.

أبحث دوما عن القصة الجيدة والسيناريو المتقن والحبكة الدرامية المثيرة في أي لعبة فيديو، ولا مانع من التطرق للألعاب التنافسية ذات الأفكار المبتكرة والمثيرة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.