نستكمل مقالتنا
Shinra
الشركات ستدمّر الكوكب

Sephiroth ليس هو الخصم الوحيد في Final Fantasy 7، فهناك أيضًا شركة Shinra التي تُعد واحدة من أكثر الكيانات شرًا وجشعًا في عالم اللعبة. تُقدَّم Shinra في البداية على أنها شركة إلكترونيات ضخمة تهدف ظاهريًا إلى تحسين حياة الناس من خلال التكنولوجيا والطاقة، لكن في الحقيقة، تطمح هذه الشركة إلى السلطة الكاملة بغضّ النظر عن الأضرار الكارثية التي تُسببها لكوكب الأرض.
تعتمد Shinra على استخراج طاقة الـMako من باطن الكوكب، وهي في الواقع الطاقة الحياتية للكوكب ذاته، مما يجعل نشاطها يُدمّر البيئة بشكل مباشر ويهدد الحياة على المدى الطويل. هذا الاستغلال الجائر للطبيعة لا يُثير قلق مسؤولي الشركة، فهم يسعون لتحقيق الأرباح وتعزيز سلطتهم بأي وسيلة، حتى لو أدى ذلك إلى خراب شامل. تمثل Shinra تجسيدًا ساخرًا وواضحًا لنقد الرأسمالية الجامحة، حيث تتحول مؤسسة يفترض أنها تخدم المجتمع إلى أداة تدمير واستعباد وتلوث.
جزء كبير من القصة يتمحور حول الصراع بين Shinra وفصيل AVALANCHE، المجموعة الثورية التي ينضم إليها Cloud في بداية اللعبة، والتي تسعى إلى إيقاف الشركة وكشف فسادها. هذا الصراع يُمثل الخلفية الرئيسية للأحداث قبل أن يتسع نطاق القصة لاحقًا لملاحقة Sephiroth. وعلى الرغم من أن شخصيات Shinra قد لا تكون مرعبة مثل Sephiroth، إلا أنهم يشكلون مجموعة فريدة وغير تقليدية من الخصوم، تختلف عن الصورة النمطية لأشرار القصص الخيالية الذين ينحدرون من ممالك متحاربة.
فشخصيات مثل الرئيس Shinra، ونجله Rufus، والعالم المجنون Hojo، وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين في الشركة، يجسدون طبقات مختلفة من الفساد والانحراف والتهكم، مما يمنحهم طابعًا واقعيًا ومثيرًا للاهتمام. إنهم لا يحكمون بسيف أو سحر، بل بالمال والسيطرة والمؤامرات، ويُظهرون كيف يمكن لقوى الشركات أن تكون مدمّرة أكثر من أي جيش أو مملكة، مما يجعلهم خصومًا فريدين بحق في عالم Final Fantasy.
نظام Materia
جميع الشخصيات تبدأ من نقطة متساوية
القصة والشخصيات عنصران مهمان في أي لعبة تقمص أدوار، لكن اللاعبين لا يستمتعون فقط بالمشاهدة والمتابعة، بل يرغبون أيضًا في التفاعل والمشاركة الفعلية في اللعب. ومن بين أبرز الآليات التي تستحق الثناء في Final Fantasy 7 هي نظام Materia، الذي يُعد واحدًا من أكثر أنظمة القتال والتخصيص إبداعًا وتوازنًا في السلسلة بأكملها.
نظام Materia يعتمد على كرات سحرية تأتي بخمسة أنواع مختلفة، كل نوع منها يضيف جانبًا جديدًا للشخصية التي تُجهّز به. بعض Materia تُضيف تعاويذ سحرية هجومية مثل Fire وIce، وأخرى تمنح مهارات خاصة مثل Steal وSense، وهناك Materia دفاعية تعزز الخصائص أو تمنح مقاومة للعناصر، بالإضافة إلى Materia خاصة تُعطي قدرات استدعاء Summon، وأخرى تُستخدم لتحسين الإحصائيات مثل القوة أو السرعة أو معدل الضربات الحرجة.
الجزء العبقري في هذا النظام يتمثل في قدرة اللاعب على الجمع بين أنواع مختلفة من Materia للحصول على تأثيرات مركّبة. فعلى سبيل المثال، عند ربط Materia من نوع All مع Materia سحرية مثل Fire أو Ice، فإن التعويذة الناتجة ستؤثر على جميع الأعداء بدلًا من هدف واحد فقط. هذا النوع من التفاعل بين الـMateria أضاف مستوى عالٍ من التخصيص والتجريب، وجعل اللاعب قادرًا على ابتكار أنماط قتال جديدة تتناسب مع أسلوبه، مع إمكانية تعديلها باستمرار بحسب العدو والموقف والمرحلة.
نظام Materia لم يكن فقط وسيلة لتعليم الشخصيات المهارات، بل كان أداة استراتيجية مرنة تمنح اللاعب حرية كاملة في بناء فريقه، دون أن يُفرض عليه دور محدد لكل شخصية. يمكنك تحويل أي شخصية إلى معالج، أو ساحر هجومي، أو مقاتل داعم، بمجرد تغيير ترتيب Materia في الأسلحة والدروع. هذه المرونة نادرًا ما تُشاهد في ألعاب RPG أخرى، وكانت أحد الأسباب التي جعلت التجربة القتالية في Final Fantasy 7 مليئة بالحيوية والتجدد.
وبالرغم من تطور أنظمة السحر والتخصيص في الأجزاء اللاحقة من السلسلة، فإن نظام Materia ما يزال يُعتبر الأفضل من قبل عدد كبير من اللاعبين والنقاد، نظرًا لتوازنه وعمقه وبساطته في آن واحد. لقد أتاح للاعبين فرصة الاستكشاف والابتكار داخل المعارك، وحوّل كل مواجهة إلى ساحة لتجربة جديدة، دون أن يشعروا يومًا بالملل أو التكرار.
الموسيقى لا تُمس
Veni, Veni, Venias, Gloriosa
سلسلة Final Fantasy تُعد من أغنى السلاسل الموسيقية في عالم ألعاب تقمص الأدوار، وقد تميزت على الدوام بتقديم مقطوعات خالدة أسهمت في ترسيخ أجواء كل جزء وبناء هويته الخاصة، لكن Final Fantasy 7 تفرّدت بمكانة خاصة، ليس فقط لجودة موسيقاها، بل لأنها شكّلت نقطة تحول حقيقية في كيفية استخدام الموسيقى داخل الألعاب.
الموضوع الرئيسي للعبة، وموسيقى فرقة The Turks، والعديد من ألحان المعارك، لا تزال حتى اليوم تحظى بإعجاب اللاعبين وتُعتبر من أفضل ما أنتج في تاريخ السلسلة. كل مقطوعة كانت تحمل طابعًا مميزًا وتخدم غرضًا سرديًا أو عاطفيًا، مما جعلها لا تُنسى بسهولة.
ولكن المقطوعة التي يعرفها الجميع، حتى أولئك الذين لم يلعبوا اللعبة من قبل، هي “One-Winged Angel”، وهي المقطوعة التي تُعزف خلال معركة الزعيم الأخير Sephiroth. هذه المقطوعة غيّرت تمامًا ما يتوقعه اللاعبون من موسيقى الألعاب في ذلك الوقت، إذ لم يكن من المألوف أن يسمعوا ترتيلًا لاتينيًا ملحميًا يخرج من جهاز PlayStation 1، وهو ما جعل المواجهة النهائية أكثر فخامة، وأكثر هيبة، وأكثر رعبًا.
مزيج الترتيل، والنغمات القوية، وتصاعد الإيقاع، كل ذلك جعل من “One-Winged Angel” مقطوعة تتجاوز اللحظة نفسها لتصبح رمزًا لصراع أسطوري لا يُنسى. حتى مشهد تحول Sephiroth إلى شكل غريب وأشبه بكائن بحري لم يُنتقص من هيبة المعركة، بل زاد من غرابتها وتفردها، وجعل من الموسيقى عنصرًا محوريًا في بناء الرهبة والتوتر.
Final Fantasy 7 لم تقدم موسيقى جميلة فحسب، بل قدّمت ثورة صوتية فعلية، وأثبتت أن الموسيقى يمكن أن تكون جزءًا جوهريًا من التجربة السردية، تُضاهي القصة واللعب في أهميتها وتأثيرها العاطفي.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.