عند صدورها من المتوقع أن تكون جي تي ايه القادمة والتي تحمل رسمياً اسم GTA 6 واحدةً من أهم الإصدارات في عالم ألعاب الفيديو خلال العقد الحالي. فكل جزء جديد من سلسلة GTA يُعد حدثًا بحد ذاته، لكن الانتظار الطويل منذ إصدار GTA 5 عام 2013 جعل الترقب للجزء السادس غير مسبوق.
للمقارنة، فقد صدرت GTA V بعد 12 عامًا فقط من GTA III، وهو فرق زمني يبدو الآن قصيرًا بالنظر إلى ما مرت به السلسلة منذ ذلك الحين.

صحيح أن Rockstar لم تتوقف تمامًا، فقد استمرت بدعم GTA Online، وأطلقت Red Dead Redemption 2، مما جعل جدولها الزمني بعيدًا عن الجفاف الكامل. ومع ذلك، يبقى إصدار GTA 6 محمّلًا بتوقعات ضخمة—والتحدي الأكبر أمام الفريق هو تقديم قفزة نوعية تتجاوز ما حققته GTA V على كافة الأصعدة.
فيما يلي خمسة عناصر رئيسية يأمل اللاعبون أن يراها تتحسن في GTA VI مقارنة بسابقتها:
- المزيد من المباني الداخلية
لطالما كانت روكستار رائدة في تصميم مدن تنبض بالحياة، مليئة بالتفاصيل التي تجعل التجوال فيها أشبه باستكشاف عالم حقيقي. من المهمات الجانبية إلى شخصيات NPC المثيرة، عالم GTA يُجيد دائمًا مفاجأتك عند المنعطف التالي.
ومع ذلك، تبقى نقطة ضعف واضحة في السلسلة: محدودية المباني القابلة للدخول. صحيح أن بعض المحطات والمتاجر كانت مفتوحة لعمليات السطو، والمهمات الكبرى غالبًا ما تتضمن اشتباكات داخلية مثيرة، لكن التجربة تظل سطحية مقارنة بما يمكن تقديمه.
في GTA 6، يأمل اللاعبون أن تُعاد صياغة فكرة المباني الداخلية بشكل أكثر شمولًا. الطريق الأكثر منطقية لتحقيق ذلك هو عبر تطوير نظام السطو والاقتحام. حتى السرقات البسيطة، إن تم دعمها بتصاميم داخلية غنية وتفاعلية، يمكن أن تُحوّل إلى لحظات لعب ممتعة وتفتح الباب أمام محتوى إضافي متنوع للطور الجماعي مستقبلاً.
- امنح الشخصيات قدرات أكثر عمقًا
في GTA 5 قدمت روكستار لكل شخصية رئيسية قدرة خاصة تُميزها داخل أسلوب اللعب: فرانكلين كان بإمكانه إبطاء الزمن أثناء القيادة، مايكل فعل الشيء نفسه خلال تبادل إطلاق النار، بينما كان تريفور شبه لا يُقهر في وضع الهيجان.
تلك القدرات أضفت بعدًا ممتعًا على التجربة، لكنها كانت محدودة نوعًا ما، ويأمل اللاعبون أن تأخذها GTA 6 إلى مستوى جديد تمامًا.
رغم أن فكرة “شجرة مهارات” كاملة لكل شخصية قد تبدو طموحة، إلا أن دمج عناصر من نظام تطوير الشخصية الذي رأيناه في San Andreas مع القدرات الخاصة لـ جي تي ايه 5 قد يكون خطوة ذكية تمنح اللاعبين تجربة أكثر تخصيصًا وتنوعًا.
سواء عبر مهارات تُفتح تدريجيًا، أو أنظمة تكيّف تناسب نمط كل شخصية، فإن التوسع في هذه القدرات من شأنه أن يمنح اللعبة طابعًا فريدًا ويزيد من عمق أسلوب اللعب.
- اصنع شخصية شريرة لا تُنسى
تمتلك سلسلة Grand Theft Auto سجلًا غنيًا بالشخصيات الشريرة التي حفرت مكانتها في ذاكرة اللاعبين: من الضابط تينبيني وبيج سموك في San Andreas، إلى لانس فانس في Vice City، وصولًا إلى داركو بريفيتش في GTA 6. كل واحد منهم قدّم لونًا خاصًا من الخصومة، مما منح كل جزء طابعًا فريدًا. لكن في GTA 5 افتقد كلٌ من ديفين واتسون وستيف هاينز للوهج الذي ميز خصوم روكستار السابقين. رغم أن كره اللاعبين لهما كان واضحًا، إلا أنهما لم يتركا أثرًا قويًا كالذي خلفه أمثال تينبيني أو داركو.
ومع عودة السلسلة إلى مدينة Vice City ذات الطابع الساحر والمجنون، يأمل عشّاق اللعبة أن تستعيد روكستار روح الخصومة الكاريزمية، وتقدّم لنا خصمًا فريدًا ومثيرًا ليكون نقيضًا بطوليًا لـ لوسيا خلال رحلتها في Leonida. تلك المدينة لا تبحث عن الشرير النمطي، بل عن شخصية فريدة تجمع بين الغموض، والسطوة، والجاذبية… خصم يُشكّل جوهر الحكاية.
- تحسين نظام الشرطة
لطالما كانت الشرطة جزءًا أساسيًا مدمجًا في جوهر تجربة Grand Theft Auto، وخاصةً خلال الاستكشاف الحر. ومع ذلك، نادرًا ما كان يشعر اللاعبون بالتهديد الحقيقي من الشرطة، إلا عند الوصول إلى أعلى مستوى مطلوب. والأسوأ أن سلوك الشرطة في GTA 5 لم يكن واقعيًا إطلاقًا، حيث يظهرون فور ارتكاب أي جريمة، وكأنهم ينزلون من السماء.
في GTA 6، هناك فرصة مثالية لإعادة صياغة ذكاء الشرطة الاصطناعي بطريقة أكثر منطقية. فعلى سبيل المثال، عند ارتكاب مخالفة بسيطة، سيكون من الطبيعي أن يتأخر تدخلهم أو يظهروا درجة من التراخي، بينما يجب أن تكون الجرائم الكبرى بمثابة صافرة هجوم شامل يطلقون فيه النار بلا تردد.
إعادة تصميم سلوك الشرطة قد يرفع من مستوى الانغماس بشكل كبير، ويحوّل لحظات اللعب الحر إلى مغامرات أكثر إثارة، أقرب إلى الفوضى السينمائية منها إلى النمطية المعتادة.
- تصميم مهام موسعة أكثر
على مدار عدة إصدارات، بدأنا نشعر بأن تصميم المهام في ألعاب Rockstar مكرراً بعض الشيء وبأن هناك جمود إلى حدٍ ما. فالسلسلة تفتخر بعوالمها المفتوحة الشاسعة والمليئة بالأنشطة المتنوعة، لكن تلك الحرية كثيرًا ما يتم تجاهلها داخل المهام الأساسية، حيث يُجبر اللاعب على السير في ممرات ضيقة ومحددة لتنفيذ كل هدف.
في لعبة حرامي السيارات القادمة لا يتوقّع اللاعبون محاكاة كاملة لأسلوب المهام المفتوحة كما في Cyberpunk 2077، لكن سيكون من المثير لو أن جزءًا من حرية العالم المفتوح انتقلت إلى المهام القصصية.
هذا التغيير قد يعني تحسين ميكانيكيات التخفي، أو إضافة خيارات حوار تُمكّنك من الخروج من مواقف معينة دون إطلاق رصاصة واحدة. كما أنه يُمثل فرصة رائعة لتعزيز القدرات الفردية لكل شخصية، ويمنح القرارات داخل المهمة وزنًا أكبر وتأثيرًا أعمق.
بعد استعراض العناصر الخمسة التي يُتوقع أن يُحسّنها جزء GTA 6 مقارنةً بسلفه، يتّضح أن طموحات اللاعبين تتجاوز مجرد التطور التقني أو الرسومي. إنهم يتطلّعون إلى لعبة أكثر نضجًا ومرونة، تُقدّم عالمًا غنيًا بالتفاصيل، وشخصيات ذات قدرات مؤثرة، وخصومة تُضفي بُعدًا دراميًا، إلى جانب حرية أكبر في طريقة اللعب وتفاعل أعمق مع البيئة.
الطموح ليس بسيطًا، لكن إذا كانت هناك شركة قادرة على تجسيده فهو Rockstar—التي وضعت بصمتها مرارًا في عالم الألعاب المفتوحة. GTA VI لا يُنظر إليه كلعبة جديدة فحسب، بل كلحظة فاصلة في مسيرة سلسلة شكلت وجدان جيلٍ كامل من اللاعبين.
والسؤال الحقيقي لم يعد “ماذا ستقدّم؟”، بل “كيف ستعيد تعريف ما يمكن أن تقدّمه لعبة عالم مفتوح في هذا العصر؟”

كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.