نستكمل مقالتنا : Grassrivers تمثل منطقة Grassrivers الأراضي الرطبة في Leonida، وهي واحدة من أكثر المناطق غرابة وتنوعًا في خريطة GTA 6. تمتد هذه المستنقعات الكثيفة والموحلة لتخلق مشهدًا طبيعيًا موحشًا يخطف الأنفاس، وتتحول فيها المباني المرتفعة على أعمدة خشبية إلى ممرات ضيقة تؤدي إلى قلب البرية المجهولة. يعتبرها الكثيرون جنة للصيادين، فهي الموطن الرئيسي للتماسيح الشهيرة في المنطقة، مما يجعلها نقطة جذب لعشاق تعقب الفرائس في بيئة خطرة ومليئة بالتحديات. ولكن لا تنخدع بجمال الطبيعة هناك، فهذه الأرض البدائية تخفي خلف خضرتها وأدغالها أسرارًا مخيفة ومخلوقات مفترسة أكثر خطورة مما تتخيل. التماسيح ليست سوى البداية، فالأصوات القادمة من أعماق المياه والطين قد تشير إلى وجود أشياء لم تُرَ من قبل في أي جزء من السلسلة. وتزداد الإثارة حين تبدأ باكتشاف آثار غامضة وهياكل متهالكة وسط المستنقع، تشير إلى حضارات أو طقوس غريبة ربما مرّت من هنا قبل زمن بعيد، أو ما زالت حية في الظل. التجول في Grassrivers تجربة مختلفة تمامًا عن أي مكان آخر في GTA 6، فهي منطقة مفتوحة تتطلب الحذر والترقب، وخاصة عند الدخول إليها وحيدًا. ينصح بحمل سلاح قوي دائمًا، لأن المواجهات فيها لا تقتصر على الحيوانات المفترسة، بل قد تتورط فجأة في صراعات مع صيادين آخرين، أو تواجه كمينًا من عصابات تستغل الطبيعة المعزولة لتنفيذ مخططاتها في الخفاء. من الناحية البصرية، تقدم Grassrivers مشاهد مذهلة لأشجار المنغروف، الضباب الزاحف فوق المياه، وأشعة الشمس التي تتسلل بخجل بين الأغصان لتخلق جوًا سينمائيًا مخيفًا وآسرًا في آنٍ واحد. كما أنها توفر بيئة لعب غنية بالمهمات الجانبية، من تعقب مجرمين هاربين وسط الوحل إلى تهريب البضائع عبر قنوات المياه الضيقة. Port Gellhorn تُعد Port Gellhorn إحدى أكثر المناطق كآبة وانحدارًا في ولاية Leonida، حيث تُجسد تدهور الحلم الأمريكي في صورة حي مهجور ينهار ببطء تحت وطأة الفقر والجريمة. كانت هذه المدينة الساحلية يومًا ما مقصدًا شهيرًا للسياح، بفضل شواطئها ومرافقها الترفيهية، ولكنها أصبحت اليوم مجرد أطلال من الماضي، حيث تحوّلت الفنادق إلى مبانٍ مهجورة، والملاهي إلى بؤر للأنشطة غير المشروعة، والطرق التي كانت تعج بالحياة إلى مسارات صامتة تعكس آثار الانهيار الاقتصادي. من أبرز المعالم التي ما زالت قائمة فيها: Delights Cabaret الذي تحوّل إلى واجهة للأنشطة المريبة، وStarlet Motel الذي يعيش على ذكريات مجده الباهت، لكن هذه الأماكن لم تعد سوى نقاط التقاء للمهربين والسماسرة والمجرمين. تنتشر اللافتات المتهالكة للمجمعات التجارية المهجورة، بينما تلوّح واجهات الألعاب القديمة بذكريات الزمن الجميل وسط الصدأ والألوان الباهتة. وسط هذا الانهيار، ظهر اقتصاد بديل يغذي حياة السكان المحليين، ولكنه يحمل في طياته خطرًا داهمًا. فقد سيطر تجار المخدرات على المنطقة بالكامل، وأصبح وجودهم جزءًا لا يتجزأ من المشهد اليومي في Port Gellhorn. لذلك، كل من يغامر بدخول هذا المكان عليه أن يبقى متيقظًا، فالمخاطر لا تقتصر على المواجهات المسلحة، بل تشمل أيضًا النشل والخداع والاستغلال في كل زاوية. تتميز المنطقة أيضًا بجوها الخانق والمضطرب، حيث يخيم الضباب فوق الأرصفة، وتنتشر الكتابات الغاضبة على الجدران، مما يضيف بعدًا بصريًا يوحي بالتمرّد والضياع. حتى رجال الشرطة نادرًا ما يظهرون هنا، وكأنهم أعلنوا استسلامهم في معركة خاسرة. ورغم كل هذا، فإن Port Gellhorn ليست بلا قيمة، بل قد تكون نقطة محورية في قصة GTA 6، حيث تتقاطع المصالح السوداء وتُعقد الصفقات في الظل، وتدور أسرار مظلمة خلف كل باب مكسور. من المؤكد أن استكشاف هذا الحي سيوفر لحظات قوية مليئة بالتوتر والمفاجآت، ويُعد دليلًا حيًا على التناقضات الصارخة في عالم GTA الجديد. Ambrosia رغم أن الاسم يوحي بشيء جميل أو فاخر، إلا أن Ambrosia بعيدة كل البعد عن أي صورة مثالية. هذا الحي الصناعي يُعد من أكثر المناطق قسوة في ولاية Leonida، حيث يسيطر الضباب الرمادي والدخان الكثيف على الأفق، وتغطي المصانع الضخمة المشهد بأكمله. في قلب المنطقة تقف Allied Crystal، مصفاة السكر الشهيرة التي تُعد المصدر الرئيسي للوظائف المحلية، ولكنها في الوقت نفسه تُجسد الاستغلال والعزلة الصناعية التي تعاني منها المدينة. ضجيج الآلات لا يتوقف، والهواء محمّل بذرات السكر والغبار والاحتراق، كأن المكان لا ينام أبدًا. تُعد Ambrosia صورة مصغرة لأمريكا القديمة، حيث ما زالت القيم التقليدية متجذرة بعمق، ولكنها تحولت إلى سلاح يُستخدم للسيطرة والهيمنة. يتولى زمام الأمور في هذه المنطقة عصابة الدراجين المحلية، وهم ليسوا مجرد جماعة من المتمردين بل قوة فعلية تُدير المصانع، وتفرض القوانين بطريقتها الخاصة. هؤلاء الرجال لا يتسامحون مع الدخلاء، ويُعاملون كل غريب على أنه تهديد مباشر، مما يجعل أي تحرك خارج المألوف مغامرة محفوفة بالخطر. يُهيمن على Ambrosia طابع من العنف الصامت، حيث يخيم الصمت الثقيل في الأزقة الخلفية، بينما تُعقد الصفقات وتُمرر البضائع تحت الطاولة بعيدًا عن أعين القانون. المشهد هناك لا يخلو من السيارات القديمة، والرجال ذوي السترات الجلدية، ووشوم العصابة التي تُخبرك بوضوح أن المكان خاضع لحكم غير مكتوب لا يعرف الرحمة. وسط هذا الجو الصناعي القاتم، توجد بعض الحانات الشعبية مثل The Smelting Pot التي يرتادها العمال والدراجون بعد يوم شاق، وهناك تتبدل الحكايات وتُكشف الأسرار. ورغم أن Ambrosia تبدو مكانًا منفرًا، إلا أنها تُخفي في طياتها روابط عميقة بالمؤامرات الأكبر في عالم GTA 6، خاصة فيما يتعلق بالصراعات الإقليمية، وتهريب الموارد، وتوازنات السلطة داخل الولاية. Mount Kalaga National Park تقع حديقة Mount Kalaga الوطنية عند الحدود الشمالية لولاية Leonida، وتمثل واحدة من أوسع المساحات البرية وأكثرها تنوعًا في اللعبة. هذا المكان ليس مجرد متنزه طبيعي، بل عالم قائم بذاته، ينبض بالحياة البرية والأنشطة الخطرة والمفاجآت الغريبة التي تكسر وتيرة الحياة الحضرية المزدحمة في Vice City والمناطق الصناعية الأخرى. الحديقة تُعد ملاذًا لعشاق الصيد والمغامرات، حيث تنتشر فيها الأيائل والأسود الجبلية التي تتطلب مهارة عالية في التتبع والصيد. يمكن للاعبين الانخراط في أنشطة متعددة مثل صيد الأسماك في الأنهار الجبلية، التجديف بالكاياك في الممرات المائية المتعرجة، أو حتى قيادة الدراجات الرباعية على المسارات الوعرة التي تقطع الغابات والجبال في مشهد طبيعي خلاب يضج بالحيوية والتفاصيل. لكن بعيدًا عن هذه الأنشطة المسالمة، تكشف أعماق الغابات عن وجه آخر أكثر غرابة وغموضًا. فكلما توغلت أكثر داخل Mount Kalaga، تبدأ في ملاحظة آثار الحياة المعزولة، حيث يسكن المنطقة عدد من المتطرفين والمعتكفين الذين فرّوا من المدن واختاروا العزلة الكاملة عن المجتمع. بعضهم من المتصوفة الجبليين ذوي المعتقدات الغريبة، والآخرون مجموعة من المتشددين المسلحين الذين يكرهون تدخل الحكومة ويُبدون عداء صريحًا لأي غريب. في هذه المساحات، ستصادف أكواخًا خشبية متهالكة، ومخابئ محفورة في الأرض، وحتى رموزًا غامضة منحوتة على الأشجار والصخور. أجواء الحديقة تحمل طابعًا روحيًا ممزوجًا بالتوتر، كأنك على وشك أن تكتشف سرًا كبيرًا دُفن بعيدًا عن أعين العالم. المغامرة هنا لا تقتصر على التضاريس، بل تمتد إلى النفوس التي تسكن هذا المكان، والقصص التي تطفو على السطح كلما اقتربت من قلب الغابة. لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.