فاينل فانتسي تُعد واحدة من أعظم سلاسل ألعاب الفيديو على الإطلاق، ويُعجب بها عدد لا يُحصى من المعجبين بسبب قدرتها على الحفاظ على عناصر متكررة في كل إصدار مع تقديم شيء مختلف في كل مرة. فمن ألعاب تقمص الأدوار الأسطورية بنظام الأدوار، إلى ألعاب ذات أسلوب قتال مباشر ممتع، فقد خاضت السلسلة تجارب عديدة في أنماط اللعب المختلفة. وتُعد الكتابة العميقة للشخصيات عنصرًا أساسيًا في تميز ألعاب فاينل فانتسي التي تعتمد على القصة، حيث إن بعض أفضل الشخصيات في السلسلة أصبحت لا تُنسى بفضل الكتابة الرائعة التي دعمت شخصياتهم وأبرزت أهمية التطور الذي يمرون به خلال رحلتهم.
تحذير: تحتوي الفقرات القادمة على حرق كبير لأحداث قصصية في ألعاب فاينل فانتسي.

Cloud Strife
ذكرياته مشتتة بالكامل وتشوه ماضيه وشخصيته
ظهر في: Final Fantasy 7، Final Fantasy 7 Remake، Final Fantasy 7 Rebirth
يُعد Cloud Strife أحد أعظم شخصيات ألعاب الفيديو على مر العصور، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التطور الكبير الذي يمر به في مجريات السلسلة. في بداية ظهوره، يبدو Cloud كشخص جامد وقليل الكلام، يُقدَّم على أنه جندي سابق في وحدة النخبة SOLDIER التابعة لشركة Shinra، ويتمتع بمظهر القائد البارد والواثق، مما يعطي انطباعًا بأنه يعرف ما يفعله دائمًا. إلا أن هذا الانطباع يتغير بشكل جذري لاحقًا عندما يقع Cloud في مجرى الحياة (Lifestream)، ويبدأ الغموض الحقيقي حول ماضيه بالتكشف.
يتبين أن Cloud لم يكن يومًا جنديًا في وحدة SOLDIER، بل كان مجرد فرد في صفوف المشاة العاديين في شركة Shinra، وأنه لم يكن سوى شاهد على موت صديقه المقرب Zack Fair، الجندي الحقيقي في SOLDIER، الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ Cloud. التأثير النفسي العميق الناتج عن تجارب Hojo عليه والتسمم بمادة الماكو تسبب في أن يتبنى Cloud عن غير وعي ذكريات Zack، ويعيد تشكيلها على أنها ذكرياته الشخصية، مما أدى إلى تشوه هويته بالكامل. عاش Cloud لفترة طويلة بشخصية وهمية ليست شخصيته الحقيقية، وتصرّف بناءً على ذكريات ليست له، مما جعله يعيش صراعًا داخليًا مدمرًا دون وعي منه.
هذا الكشف المفاجئ في مجرى الحياة يُعد من أقوى لحظات السلسلة، حيث يبدأ Cloud أخيرًا في مواجهة حقيقته وإعادة تشكيل هويته من جديد، ليس كشخصية مزيفة تحاكي شخصًا آخر، بل كفرد مستقل صاحب إرادة وذاكرة حقيقية. هذا التطور يبلغ ذروته عندما يستعيد Cloud وعيه الكامل ويقف أمام فريقه، ليس كقائد زائف، بل كشخص عرف من هو فعليًا، ويقودهم إلى المعركة النهائية ضد Sephiroth مستخدمًا عبارته الشهيرة: “خلونا نتهادى لهناك” (Let’s mosey)، في لحظة تجمع بين التواضع والثقة في الذات، وتجسّد روحه الحقيقية التي كانت مخفية خلف طبقات من الذكريات المشوشة والألم النفسي.
Yuna
مُستدعية ذات قلب نقي
ظهرت في: Final Fantasy 10، Final Fantasy 10-2
نجحت Final Fantasy 10 في تقديم الكثير من العناصر بشكل مثالي، وكان من أبرزها بناء الشخصيات الرئيسية، وعلى رأسهم Yuna، المستدعية المحبوبة وساحرة الشفاء البيضاء التي امتلكت إرادة صلبة وقلبًا يفيض بالرحمة. كانت مستعدة للتضحية بحياتها من أجل إنقاذ عالم Spira من الخطر، في طقسٍ تقليدي تُقدَّم فيه المستدعية كأضحية من أجل استدعاء الكائن الخارق المعروف بـFinal Aeon. كان هذا هو قدرها الذي اختارته بإيمان تام، وكانت تسير نحوه بهدوء وشجاعة، دون أن تتذمر أو تحيد عن طريقها، مما جعلها رمزًا للتفاني والصبر في نظر الجميع.
لكن لقاءها بـTidus غيّر مسار حياتها بالكامل. فقد فتح لها Tidus أبواب التساؤل حول النظام القائم، وجعلها تدرك أن حلقة العنف والتضحية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، وأنه يمكن كسر هذا النمط القاسي الذي تفرضه تقاليد Yevon على المستدعين. دفَعها ذلك إلى اتخاذ موقف جريء برفض تقديم نفسها كأضحية، واختيار طريق المقاومة الحقيقية، لتتحول من فتاة مطيعة إلى شخصية قوية تمتلك هدفًا أعظم: كسر الحلقة وإنقاذ Spira بأسلوب مختلف.
أما في Final Fantasy 10-2، فتعود Yuna في عالم أكثر هدوءًا بعد انقضاء الخطر، لتُظهِر نضجًا واضحًا في شخصيتها. لم تعد تلك الفتاة التي تحمل عبء الطقوس، بل أصبحت امرأة حكيمة ومتزنة، تقود فرقتها بروح مرحة ولكن بجدية واضحة في وقت الأزمات. لقد حافظت على نقائها، لكنها نضجت أيضًا، وتعلمت كيف تعيش لنفسها ولأحلامها، لا فقط للآخرين، مما يجعلها واحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة والأكثر تطورًا في تاريخ السلسلة.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.