من منا لا يعرف روبلوكس التي اقتحمت حياة الملايين من الأطفال حول العالم؟ إنها عبارة عن منصة ألعاب سرعان ما تحولت إلى عالم افتراضي يتيح للأشخاص حول العالم ابتكار ألعاب وشخصيات والتواصل مع لاعبين آخرين وتقديم تجارب منوعة تمزج بين الاستكشاف والإبداع والتواصل الاجتماعي.

ولكن مع تزايد شعبيتها حول العالم، تعززت المخاوف وكثرت تساؤلات أولياء الأمور والتربويين حول مدى تأثيرها على الأطفال وعلى نموهم النفسي والاجتماعي. وهناك من يتهم المنصة بأنها بيئة خصبة يتيح للبعض إمكانية عرض محتوى غير لائق للأطفال والتحرش الإلكتروني بهم عن طريق استخدام أدوات الاتصال الخاصة بالمنصة للاقتراب من القاصرين واستغلالهم». وناهيك عن ذلك روبلوكس لا تتيح للأبوين وسائل وأدوات رقابة لضمان سلامة الأطفال.

اليوم وبحسب جريدة الوطن قررت دولة قطر حظر لعبة “روبلوكس” الشهيرة، في خطوة تهدف إلى حماية الأطفال والمراهقين من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن محتواها. وأكد عدد من أولياء الأمور لموقع “الشرق” أن أبناءهم لم يعودوا قادرين على الدخول إلى اللعبة، ما يشير إلى بدء تنفيذ الحظر، لكن تم التحايل على هذا القرار عبر الـ VPN حيث تمكنوا من فتح اللعبة.

ويأتي هذا القرار بعد تحذيرات متكررة من وسائل إعلام محلية، من بينها تحقيق نشرته صحيفة “الشرق” في 8 أغسطس بعنوان “مطالبات بحجب الألعاب الإلكترونية المروجة للعنف”، والذي سلط الضوء على المخاطر النفسية والسلوكية المرتبطة بهذه المنصات.

وفي تصريح لـ”الشرق”، أوضح الباحث في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بهاء الأحمد أن “روبلوكس” لم تعد مجرد لعبة، بل تحولت إلى مجتمع رقمي مفتوح، يتفاعل فيه الأطفال مع مستخدمين من مختلف أنحاء العالم، مما يجعلهم عرضة للتلاعب والاستغلال دون وجود رقابة كافية أو وعي رقمي داخل الأسر والمدارس.

وأشار إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا نفسها، بل في غياب التوعية والرقابة، محذرًا من أن من يتحدث إلى الطفل داخل اللعبة قد لا يكون طفلًا آخر، بل شخصًا بالغًا يتقن التمويه والاختراق النفسي.