منذ الإعلان عن Resident Evil Requiem أحدثت اللعبة جدلاً واسعاً بين محبي السلسلة، خصوصاً بعد تأكيد كابكوم أنها ستتيح للاعبين حرية الاختيار بين منظور الشخص الأول (First-Person) ومنظور الشخص الثالث (Third-Person). هذه الميزة لم تكن جديدة تماماً على السلسلة، إذ سبق أن جربتها كابكوم في Resident Evil Village، لكنها هذه المرة تركز بشكل أكبر على جعل التجربة قابلة للتخصيص وفقاً لذوق اللاعب. والسؤال الذي يطرح نفسه: أي منظور يجب أن تختار؟ وما هي فوائد كل واحد منهما؟
في ألعاب الرعب، المنظور ليس مجرد خيار بصري، بل هو عنصر جوهري في بناء التوتر، وصياغة العلاقة بين اللاعب والعالم.. Resident Evil Requiem تقدم لأول مرة خيار التبديل الفوري بين المنظورين الأول والثالث، وهو ما لم يكن متاحًا في الأجزاء السابقة منذ Resident Evil 7، الذي اعتمد كليًا على المنظور الأول.

هذا التغيير ليس مجرد استجابة لرغبات اللاعبين القدامى، بل هو دعوة لتجربة متعددة الأبعاد، حيث يمكن لكل لاعب أن يختار كيف يريد أن يشعر بالخوف، وكيف يريد أن يرى العالم من حوله.
أولاً: ماهية المنظورين
منظور الشخص الأول
منظور الشخص الأول يضعك داخل رأس الشخصية، لترى العالم بعينيها مباشرة. في هذه الحالة تشعر وكأنك أنت من يتجول في أروقة القصور المظلمة والمختبرات المرعبة. هذا الأسلوب يعتمد بشكل أساسي على غمر اللاعب (Immersion) وجعله يعيش أجواء الرعب بشكل مباشر.
منظور الشخص الثالث
أما منظور الشخص الثالث، فهو يعرض الشخصية التي تتحكم بها من الخلف أو من زاوية قريبة، بحيث ترى جسدها بالكامل أثناء التحرك، إطلاق النار أو الهروب. هذا المنظور كان الأيقونة الأساسية للسلسلة منذ Resident Evil 4 وحتى Resident Evil 6، حيث ساعد على تقديم أسلوب لعب تكتيكي يعتمد على الرؤية الواسعة للمكان.
ثانياً: فائدة منظور الشخص الأول في Resident Evil Requiem
- الانغماس الكامل في أجواء الرعب
عندما تلعب من منظور الشخص الأول، تصبح البيئة المحيطة أكثر تأثيراً. الظلام يحيط بك من كل زاوية، وأي حركة بسيطة أو صرخة بعيدة كفيلة بإثارة القشعريرة في جسدك. هذا المنظور يجعل الرعب أكثر شخصية، لأنه يضعك مباشرة في قلب الحدث. عندما تختار منظور الشخص الأول، تصبح أنت البطل “غريس آشكروفت”. ترى ما تراه، تسمع ما تسمعه، وتشعر وكأنك محاصر في نفس المستشفى المتداعي الذي بدأت فيه اللعبة. هذا النوع من الانغماس يجعل كل صوت، كل حركة، وكل ظل في الزاوية، أكثر رعبًا. - التجربة السينمائية
ألعاب الرعب عادةً تحاول أن تجعلك تشعر بأنك في فيلم رعب حي. ومع الشخص الأول، يصبح الأمر أشبه بعدسة كاميرا تسجل كل ما يحدث من منظور البطل، مما يرفع مستوى التوتر والإثارة. - التفاصيل الدقيقة
المنظور الأول يمنحك فرصة لرؤية تفاصيل البيئة عن قرب. من الدماء المتناثرة على الجدران إلى الغبار المتطاير في الضوء الخافت. هذا يجعل استكشاف الأماكن أكثر دقة وإثارة للاهتمام. - زيادة حدة القتال
إطلاق النار من المنظور الأول يعطيك إحساساً أكبر بالتحكم والدقة، خصوصاً عند مواجهة الزومبي أو الكائنات الطفيلية. التصويب يصبح أكثر تحدياً لكنه أيضاً أكثر إرضاء عند إصابة الهدف. - الواقعية الحسية
في المشاهد التي تتطلب دقة في التصويب أو التسلل، يمنحك المنظور الأول تحكمًا مباشرًا وسريعًا. تشعر وكأنك تمسك بالسلاح فعليًا، وتراقب أنفاسك في الظلام، وتتحسس طريقك في الممرات الضيقة. - تضخيم التوتر النفسي
لأنك لا ترى جسد الشخصية، فإن كل تهديد يصبح أكثر غموضًا. لا تعرف ما خلفك، ولا يمكنك توقع ردود فعل جسدية. هذا يعزز الشعور بالضعف، ويجعل كل لحظة مواجهة أكثر توترًا.
التحديات:
- فقدان الوعي البيئي
المنظور الأول يحد من رؤيتك للمحيط، مما يجعل المفاجآت أكثر قسوة، لكنه قد يعيقك في لحظات تحتاج فيها إلى رؤية أوسع. - ضعف الترابط البصري مع الشخصية
لا ترى البطلة، ولا تتفاعل مع تعابير وجهها أو حركات جسدها، مما يقلل من الشعور بالارتباط الإنساني معها.
ثالثاً: فائدة منظور الشخص الثالث في Resident Evil Requiem
- رؤية أوسع للمكان
في ألعاب الرعب، القدرة على رؤية محيطك تعتبر ميزة كبيرة. المنظور الثالث يمنحك زاوية أوسع لمعرفة ما يقترب منك من الخلف أو من الجوانب. هذا يقلل من عنصر المفاجأة لكنه يزيد من التحكم التكتيكي. ففي لعبة مليئة بالممرات الضيقة والزوايا المظلمة، رؤية ما خلف الشخصية أو بجانبها يمنحك ميزة تكتيكية. يمكنك توقع الهجمات، وتخطيط تحركاتك بشكل أكثر ذكاءً. - التواصل مع الشخصية
عندما ترى بطلة اللعبة أمامك باستمرار، تشعر بأنك ترافقها في رحلتها. يمكنك ملاحظة ردات فعلها الجسدية، إصاباتها، وحتى حركاتها القتالية. هذا يعزز الارتباط بالشخصية على الصعيد العاطفي. - حرية الحركة والمناورة
المنظور الثالث يسهل على اللاعبين التحرك في المساحات الضيقة أو عند مواجهة أكثر من عدو في وقت واحد. بإمكانك المناورة والمراوغة بشكل أفضل بفضل الرؤية الواسعة. - إحياء الطابع الكلاسيكي للسلسلة
لمحبي الأجزاء القديمة مثل Resident Evil 2 و3، المنظور الثالث يعيد ذكريات التجارب الأولى مع السلسلة. رؤية الشخصية أمامك تعزز الإحساس بالمغامرة، وتجعلك تشعر أنك ترافقها في رحلتها، لا أنك مجرد عين تراقب. - ترابط نفسي أعمق
رؤية البطلة وهي ترتجف، تتعثر، أو تنهار من الخوف، يمنحك شعورًا إنسانيًا قويًا. تشعر أنك قريب منها، تتعاطف معها، وتعيش قصتها بكل تفاصيلها. - تصميم سينمائي للمواجهات
مجرد رؤية وحش يقترب من خلف الشخصية يمنحك إحساسًا دراميًا لا يمكن للمنظور الأول أن يقدمه بنفس القوة. الكاميرا تصبح جزءًا من السرد، وتضيف بعدًا بصريًا للتوتر.
التحديات:
- انخفاض الانغماس الحسي
رغم أن المنظور الثالث يمنحك رؤية أوسع، إلا أنه يخلق حاجزًا بينك وبين الشخصية. تشعر أنك تراقبها، لا أنك تعيش تجربتها. - أقل دقة في التصويب
في بعض الحالات، خاصة عند استخدام الأسلحة، قد يكون التصويب أقل دقة مقارنة بالمنظور الأول.
سنتابع في الجزء الثاني من المقال الحديث عن أي منظور مناسب لك أكثر في Resident Evil Requiem.

كاتب
أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.