لو أخبرني أحد قبل سنوات أن إحدى ألعاب Sony القادمة من استوديوهات PlayStation ستجد طريقها إلى أجهزة غريمها التقليدي Microsoft وXbox، لما ترددت لحظة في اعتبار الأمر مزحة. فسياسة Sony تاريخيًا لم تعرف التساهل مع فكرة التخلي عن الحصرية. لكن المشهد اليوم يبدو مختلفًا تمامًا، إذ نعيش فترة يمكن وصفها ببداية نهاية زمن الحصريات الصارمة، على الأقل حين يتعلق الأمر بالألعاب الجماعية التي تراهن على قاعدة لاعبين أوسع.

وبعد انتظار دام أكثر من عام ونصف، ها هي لعبة Helldivers 2 تُحط رحالها أخيرًا على أجهزة Xbox Series، مصطحبة معها سمعتها كواحدة من أبرز ألعاب التصويب التعاونية التي فاجأت اللاعبين العام الماضي. العنوان الذي اجتذب ملايين اللاعبين بشعاره الساخر "الديمقراطية المُدارة" يعود اليوم ليضع مجتمع Xbox في مواجهة جحافل من الحشرات العملاقة وجيوش الآليين بالإضافة إلى تهديدات كونية متصاعدة. ومع توسع المحتوى وازدهار قاعدة اللاعبين، يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح اللعبة في تكرار بريقها على منصة جديدة، أم أن التحديات التقنية ونظام المكافآت المثير للجدل سيقيدان اندفاعها؟

في البداية وقبل الدخول في مراجعتنا لنسخة Helldivers 2 على Xbox Series X، من المهم التوضيح أننا لن نتطرق إلى مراجعة شاملة لمحتوى اللعبة الأصلي، حيث سبق وأن تناولناه بالتفصيل في مراجعتنا السابقة للنسخة الأساسية، والتي يمكنكم الاطلاع عليها عبر هذا الرابط. أما في هذه المراجعة فسوف نركز بشكل خاص على أهم الإضافات الجديدة التي شهدتها اللعبة منذ إطلاقها العام الماضي، والتي تتوفر مع النسخة المخصصة لأجهزة Xbox Series.

من أبرز الإضافات التي حصلت عليها اللعبة منذ إطلاقها هي عودة فصيل Illuminate الذي لم نراه مع إطلاق اللعبة في 2024، على الرغم من حضوره بأحداث الجزء الأول من اللعبة. وعلى خلاف Terminids وAutomatons، فإن هذا الفصيل يَعتمد على ترسانة متقدمة تشمل أسلحة بلازما وسفنًا فضائية وآلات ضخمة تستحضر أجواء فيلم War of the Worlds الشهير.

وعلى الرغم من التنوع الذي يجلبه فصيل Illuminate، فإن أبرز ما يميزه هو تقديم وحوش Voteless المروعة، التي تضيف جرعة عالية من التحدي والإثارة. فمواجهتهم تتطلب حذرًا دائمًا واستراتيجية مدروسة، وهو ما يجعل عودة هذا الفصيل إضافة مُرحبًا بها تمنح اللعبة دفعة جديدة تمضي بها إلى الأمام.

أحد الإضافات الجديدة التي تشهدها نسخة Xbox من لعبة Helldivers 2 هي دعمها لتجربة اللعب المشترك مع أجهزة PlayStation والحاسب الشخصي وهو ما يوسع قاعدة اللاعبين ويوفر تجربة أكثر تفاعلية، ومع ذلك لا زالت اللعبة تفتقر إلى ميزة الحفظ المشترك بين المنصات، وهو الأمر الذي شكّل خيبة أمل واضحة، إذ سيجد أي لاعب يقرر الانتقال لتجربة نسخة Xbox من اللعبة نفسه مضطرًا للبدء من الصفر، متخليًا عن كل ما أنجزه وجمعه سابقًا عبر PlayStation أو الحاسب.

مع مرور الوقت منذ إطلاق Helldivers 2، وشهدت اللعبة توسعًا ملحوظًا أضاف المزيد من الأعداء والمهام والمكافآت، ما جعل التجربة أكثر تنوعًا وثراءً. غير أن هذا التوسع انعكس سلبًا على اللاعبين الجدد (لاعبو Xbox)، إذ باتت اللعبة أكثر إرباكًا لهم في ظل بقاء قسم التدريب على حاله تقريبًا من دون تطوير يُذكر. فما زال يفتقر إلى شروح أساسية مثل كيفية تبديل وضع إطلاق النار أو استخدام خاصية تكبير المنظار، في حين ازدادت النوافذ التعليمية المنبثقة داخل اللعبة والتي تبدو مزعجة أكثر من كونها أدوات مساعدة فعالة.

نظام Warbonds أصبح أكبر عما كان!

في بداياتها اكتفت Helldivers 2 بتقديم نظام Warbond (وهو نظام مكافآت يشبه الـ Battle Pass)، حيث تَوفر حينها خيار مجاني وآخر مدفوع فقط. أما اليوم فقد ارتفع العدد إلى أكثر من 12 يُمكن شرائهم بعملة حقيقية، في حين يظل بالإمكان الحصول عليها عبر اللعب. غير أن هذا الخيار يحتاج إلى ساعات طويلة من "اللعب المبالغ فيه" من أجل الحصول على العملات الكافية لفتح مكافآت الـ Warbond.

ويُعد نظام Warbonds من أبرز مصادر المحتوى الجاذبة في Helldivers 2، إذ يوفّر مجموعة واسعة من المكافآت التي تحفّز اللاعبين على قضاء ساعات طويلة داخل اللعبة بدءًا من الميكا والمركبات، وصولًا إلى الأسلحة والدروع المتنوعة.

لا تزال المشاكل التقنية تَحوم في أرجاء Helldivers 2 حتى بعد مرور عام ونصف من الإطلاق، فستجد تارة عناصر مفقودة وأخرى عالقة في الهواء، بل وستجد في بعض الأوقات اللاعبون وهم يزحفون بدلاً من الركض.

مع ذلك نرى بأن هذه المشاكل سطحية ويُمكن حلها ببعض التحديثات، وأنها لا تؤثر على جوهر التجربة، خاصًة مع حل أستوديو Arrowhead Game لواحدة من أكبر مشاكل الإطلاق والمتمثلة في أداء اللعبة مع الخوادم، والذي أصبح أكثر استقرارًا عما كان.